التعريف بموضوع الكتاب :
لا ريب أن الأمة الإسلامية قد فخرت بعلماء نالوا من العلم نصيبا ليس بالقليل، اجتهدوا في طلبه فركبوا البحار، وقطعوا الفيافي، وصبروا على شدائد تحصيله، فهم حماة الدين وحراسه، نشروه بعد أن امتثلوه، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.
وقد قام مؤلف هذا الكتاب بدراسة أحد كتب هؤلاء العلماء ليبين لنا منهج مصنفه ويشرح لنا مآثره، قسمه إلى أربعة أبواب وكل باب يشتمل على فصول، مع ذكر مقدمة وتمهيد بين فيه أهمية جامع الترمذي وشروحه،
ثم ذكر في الباب الأول التعريف بالمباركفوري، في فصلين، الفصل الأول عصر المباركفوري من الناحية السياسية، والاجتماعية، والعلمية، والفصل الثاني عن حياته، وتناول في الباب الثاني، منهج الشارح فيما يتعلق بدراسة الأسانيد، واشتمل على ستة فصول، تحدث في الفصل الأول، عن منهجه فيما يتعلق بالتعريف بالرواة، وقسمه إلى خمسة مباحث، من حيث اعتماده على النقل، ومسلكه في ذلك، واعتناؤه ببيان المبهمات، واعتناؤه بالتنبيه على أخطاء النسخ، وأوهام المصنفين، واعتناؤه بضبط أسماء الرواة، وذكر في المبحث الأخير من الفصل، بعض المؤاخذات على المباركفوري، وفي الفصل الثاني، ذكر منهجه في تخريج الأحاديث في مبحثين، المبحث الأول، في استفادته من الكتب التي اهتمت بعزو الأحاديث إلى من خرجها، والمبحث الثاني، عن تخريجه من دواوين السنة، كما تناول في الفصل الثالث، منهجه في الحكم على الأحاديث، وبيان عللها في مبحثين، المبحث الأول ذكر فيه منهجه في الحكم على الأحاديث، والثاني في بيان منهجه في علل الحديث، والفصل الرابع ذكر فيه منهجه فيما يتعلق بقول الترمذي (وفي الباب عن فلان وفلان)، وتضمن الفصل الخامس منهجه في بيان مصطلحات الترمذي، كما تناول في الفصل السادس موقفه من أحكام الترمذي على الأحاديث، ذكر فيه ثلاثة مباحث، تحدث في المبحث الأول عن إجلاله للترمذي وإحسان الظن به في مسألة التصحيح والتحسين، وتحدث في المبحث الثاني عن اكتفائه بذكر إقرار العلماء، أو سكوتهم، وذكر في المبحث الثالث عدم موافقته للترمذي، ثم تناول في الباب الثالث منهج المباركفوري في شرح الأحاديث، واشتمل على خمسة فصول، فذكر في الفصل الأول منهج المباركفوري في بيان غريب الحديث، وفي الفصل الثاني منهجه في بيان معنى الأحاديث.
وتناول في الفصل الثالث منهجه فيما يتعلق بمباحث العقيدة، وأكد على أن المباركفوري كان على عقيدة السلف وذكر أمثلة لذلك منها: في بيان منهجه في صفات الله سبحانه وتعالى، ومنهجه فيما يتعلق بالتوسل، والشفاعة، والأمور الغيبية، ثم أورد المؤاخذات على المباركفوري في باب الأسماء والصفات، وأنه أخل في بعض المواطن القليلة، حيث يورد تفسيرا مخالفا لمنهجه، أو ينقل كلاما لأحد الشراح أو اللغويين يفسر أو يبين أصل الإطلاق من الجانب اللغوي، دون إيضاح المراد الصحيح والموقف الشرعي.
وبين في الفصل الرابع منهجه في فقه الأحاديث، وفي الفصل الخامس موقفه من الفرق المنحرفة، وتناول في الباب الرابع شرح المباركفوري بين التأثر والتأثير، وتضمن أربعة فصول، ذكر في الفصل الأول أهم مصادر المباركفوري في شرحه، وفي الفصل الثاني شخصيته في شرحه، وفي الفصل الثالث ذكر تأثير المباركفوري فيمن أتى بعده، فأورد المصنفات التي استفادت من التحفة، والتخريجات التي تعقبت المباركفوري، ثم ذكر في الفصل الرابع موازنة بين شرحه والشروح السابقة، وختمه بملحق الوثائق من إجازات ورسائل وردت إلى المباركفوري، وبعض عناوين مؤلفاته.