التعريف بموضوع الكتاب:
لا بد للناس من معرفة أحكام الشرع المطهر, فيما يجد لهم من حوادث ونوازل, بحيث يتمكنون من إقامة دينهم كما أمرهم ربهم في قوله تعالى {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}, فإن جهلوا ذلك لزمهم سؤال أهل العلم قال تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} ولكن الفتوى لها ضوابط لابد أن تراعى لا سيما في هذه الآونة لما عرى الفتيا من بعض تغيرات واضطرابات فمن العوامل المؤثرة في الفتيا المعاصرة ما طرأ في هذه الحقبة من تغيرات اجتماعية وإدارية وتنظيمية في العالم الإسلامي, ولا شك أن هذه التغيرات تستتبع في العادة تغيرا في الأوضاع والتنظيمات والتراتيب الإدارية, لمواكبة التحولات الطارئة في المجتمع.
وقد قام مؤلف الكتاب بدارسة الفتيا المعاصرة دراسة تأصيلية تطبيقية في ضوء السياسة الشرعية, وقسم الكتاب بعد التمهيد إلى أربعة أبواب:
الباب الأول: ذكر فيه أصول الفتيا المعاصرة وتضمن ثلاثة فصول الأول عن مصادر الفتيا كالكتاب والسنة والإجماع والقياس والمصالح المرسلة إلى غير ذلك. والثاني: عن الأسس العامة للفتيا كمقاصد الشريعة والقواعد الأصولية والقواعد والضوابط الفقهية. والثالث: عن خصائص الفتيا المعاصرة كالتغير والاضطراب .
وفي الباب الثاني تحدث عن مناهج الفتيا المعاصرة: من خلال ثلاثة فصول الأول عن منهج التشدد في الفتيا المعاصرة. والثاني عن منهج التساهل فيها. والثالث عن التوسط في الفتيا المعاصرة .
وبين في الباب الثالث وسائل الفتيا المعاصرة: واشتمل على ثلاثة فصول الأول عن حكم الفتيا في وسائل الإعلام والاتصال المعاصرة والثاني في واقع الفتيا فيها والثالث عن مستقبلها.
وتحدث في الباب الرابع عن أساليب الفتيا المعاصرة: وتناوله في أربعة فصول الأول في الفتيا الفردية والثاني في الفتيا الجماعية ومدى الحاجة إليها في العصر الحاضر, وفي الثالث ذكر نماذج من مؤسسات الفتيا الجماعية المعاصرة مثل هيئة كبار العلماء, واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء..., وفي الفصل الرابع تناول مشروع نظام مقترح لضبط معايير الاختلاف في الفتيا المعاصرة .
والكتاب مفيد ومهم لطالب العلم وخاصة لمن يتصدر للفتيا.
فجزى الله المؤلف خيرا .