التعريف بموضوع الكتاب:
إن للحج والعمرة أحكاماً كثيرة، وعلى من أراد أداء مناسك الحج والعمرة أن يتعلمها، لكي لا يرتكب خطأ أو يقع في محظور أثناء أداء تلك المناسك، وليكون حجه مبروراً، وعمله مقبولا.
وقد صنف كثير من العلماء كتباً جمعوا فيها شتات المسائل المتعلقة بالحج والعمرة وقربوها لطلابها؛ وقد حاول الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي في كتابه (الجامع لأحكام الحج والعمرة) جمع وتلخيص آراء واجتهادات العديد من جهابذة العلماء المعتبرين والمقتدى بهم، بغرض تيسير الوصول إلى أقوال العلماء المعتبرين في أحكام مناسك الحج والعمرة.
فقام المؤلف بقراءة مجموعة من الكتب التي تناولت أحكام الحج والعمرة؛ سواء كانت مفردة في الحج والعمرة أو غير مفردة، مما تكثر عناية طلبة العلم بها؛ ملخصاً لها، وهي: المغني لابن قدامة المقدسي، ومنسك النووي، وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ومنسكه، وكتب ابن قيم الجوزية، ومؤلفات عبدالرحمن السعدي، وما كتبه محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مسائل الحج والعمرة، وأضواء البيان للشنقيطي، وفتاوى ابن باز، وكتاب الشرح الممتع لابن عثيمين.
وقد قسم الباحث كتابه إلى تسعة مباحث، وأفرد كل مبحث من المباحث بذكر اجتهادات كل عالم ، وقدم هذه المسائل بترجمة للعالم تتضمن اسمه ونسبه ومولده ونشأته العلمية وشيخه ومؤلفاته ونشاطه العلمي إلى غير ذلك.
وقام المؤلف بجمع الفوائد التي يراها مناسبة على هيئة فقرات لتظهر كل مسألة على حدة.
كما كان حريصاً على إظهار ما يدل على رأي العالم مثل قوله: (الراجح) أو (الصحيح)، أو(هذا الذي يقتضيه النظر) أو (الأقرب) وغيرها من العبارات، وكان يثبتها في بداية الكلام.
ولم يتطرق إلى ذكر الأدلة إلا فيما ندر للاختصار، وأحال من أراد الدليل على أصل الكتاب المنقول عنه.
وكان حريصاً على عزو كل فقرة ينقلها إلى صفحتها من نفس الكتاب وطبعته، فوثّق النقل وقرب المسائل.
كما راعى في التلخيص أن يكون وفق ترتيب الكتاب المنقول عنه بغض النظر عن ترتيب المسائل.
وبالنسبة لتخريجه للأحاديث فقد قام بتخريجها تخريجاً يسيراً، بعزو الأحاديث لمن أخرجها، وتطرق لذكر حكم بعض العلماء على الأحاديث إن وجد.
وقد أحسن المؤلف حين عمل للكتاب فهرسا للفوائد، ورتبه على المسائل العامة في الحج، وتحت كل مسألة عامة ما يتفرع منها من المسائل، كما أشار إلى كل عالم تكلم في هذه المسألة في نهايتها .
وليت المؤلف قام بترتيب كتابه وفق ما جاء في هذا الفهرس، فجمع في كل مسألة قول كل عالم واختياراته ليستطيع القارئ المقارنة بين الأقوال، ومعرفة ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه، بدلاً من إفراد اختيارات واجتهادات كل عالم على حدة، مع ترتيب مسائله.
وعلى كل حال فالكتاب مفيد في بابه، ويحتاج إليه كل من قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة، لاحتوائه على شتات المسائل المهمة ، والتي تبين حكمها الشرعي ورأي العلماء المعتبرين فيها والتي بلغت 1996مسألة.
نسأل الله أن يثيب المؤلف، وأن ينفع بكتابه الإسلام والمسلمين.