التعريف بموضوع الكتاب:
يعتبر القرن الثالث الهجري بحق هو العصر الذهبي لخدمة السنة النبوية تدويناً وتمحيصاً وتصنيفاً وشرحاً، وذلك لانبراء كثير من علماء ذلك القرن، واجتهادهم في خدمة السنة وتنقيتها مما شابها من أحاديث موضوعة وضعيفة، وإخراجها نقية صافية، وأشهر ما صدر في هذا المضمار في ذلك القرن: الجامع الصحيح للإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم وغيره من الكتب الحديث الستة المشهورة.
وتتابعت المؤلفات في مختلف العلوم، كالجهاد والزهد والصلاة والإيمان وغيرها من الموضوعات، التي حاول مؤلفوها تيسير وصول السنة النبوية إلى الناس للاستفادة منها، فكانوا يتفقهون باستمرار عن الجديد في هذا المجال.
ومن أبرز أولئك المؤلفين: الإمام محمد بن نصر المروزي، الذي كان له النصيب الأوفر من المؤلفات في كل من: الإيمان والصيام والقسامة وقيام رمضان وقيام الليل والوتر، وغيرها، وكان من أهم كتبه كتاب (تعظيم قدر الصلاة) وهذا الكتاب مؤلفاً كبيراً سريعاً ما تحول إلى مصدر يرجع إليه الباحثون فيستمدون منه ويحيلوه عليه.
ونظراً لكون موضوع هذا الكتاب يتعلق بعمود الدين وقوام الإيمان، فكان حرياً أن يبقى محل اهتمام لدى الباحثين والدارسين.
ومن هذا المنطلق فإن الباحث/ محمد بن سليمان بن صالح الربيش، اهتم بهذا الكتاب – لمنزلته ومكانته - واعتنى به، وقام بدراسته وتحقيقه، وبذل جهداً يشكر عليه.
وقد قسم الباحث كتابه إلى مقدمة وقسمين وخاتمة. فخص المقدمة للحديث عن أهمية الموضوع وسبب اختياره له.
وأما القسم الأول فهو عبارة عن دراسة عن المؤلف والكتاب، وقد احتوى على بابين: الباب الأول منه عرّف فيه بحياة المؤلف، وقسمه إلى ثلاثة فصول تناول فيها عصر المؤلف من الناحية السياسية والعلمية، وتحدث عن حياته, وكنيته, ونسبته, ومولده, ونشأته, وصفاته, وحالته الاجتماعية, ووفاته، ثم عقب بذكر حياته العلمية فذكر طلبه للعلم, ومكانته العلمية, وثناء العلماء عليه, وعقيدته, وآراؤه, ومشايخه, وتلاميذه, وأشهر مؤلفاته.
وعرج في الباب الثاني من هذا القسم إلى دراسة مفصلة عن الكتاب، وذلك في ثلاثة فصول، فناقش توثيق تسمية الكتاب وإثبات نسبته، وناقش موضوعه ومشتملاته، وبيّن منهج المؤلف في ضوء القسم المحقق.
بينما جعل القسم الثاني لتحقيق ودراسة نص الكتاب، وقد قام الباحث أثناء تحقيقه للكتاب بتوثيق النص وذلك بمقابلة النسخ بعضها ببعض, ووضع علامات ورموز تبين بداية كل لوحة ونهايتها، كما عزا الآيات القرآنية إلى سورها، والأحاديث إلى مصادرها، والأقوال والنصوص إلى أصحابها، وعلق على بعض الأحاديث، ورقم الأحاديث والآثار ترقيماً مسلسلاً، وترجم للأعلام ورجال المسانيد، وعرف بالأماكن والبلدان، وضبط ما يحتاج إلى ضبط.
ثم ختم الكتاب ببعض النتائج التي توصل إليها من خلال البحث، وأعقبها بفهارس فنية شاملة للأحاديث والآثار والمصادر والمراجع والموضوعات.