التعريف بموضوع الكتاب:
للسلف مع الليل أحوال عجيبة، فالليل فيه يخلو أهل الإيمان بربهم يناجونه ويشكون إليه أحوالهم، وتلهج ألسنتهم بالدعاء والثناء عليه، يستغفرونه من ذنوبهم, ويلجؤون إليه في حاجاتهم, يسألونه من فضله، ويرجون رحمته ويخافون عذابه. وفي القيام الذي هو تجارة المؤمنين, ودأب الصالحين، وعمل الفائزين.
ولما كان لقيام الليل أحكام لابد للمسلم أن يعرفها أفرد الشيخ محمد بن فهد الفريح له كتاب ((مسائل صلاة الليل)) ليحدثنا عن هذه العبادة العظيمة والشعيرة الجليلة, ويوضح مسائلها, ويبين أحكامها.
الكتاب اشتمل على عشرين مسألة سنتحدث عنها بإيجاز:
المسألة الأولى: هي مشروعية قيام الليل ودلل على مشروعيته من الكتاب والسنة, كما تحدث تحت هذه المسألة عن صلاة القيام جماعة في رمضان وأنها أفضل من فعلها منفردا في البيت. أما في غير رمضان فصلاة التطوع جماعة تشرع أيضا بشرط ألا تتخذ سنة راتبة.
المسألة الثانية: تحدث فيها المؤلف عن فضل صلاة الليل مستشهدًا بالأحاديث والآثار التي تدل على ذلك.
المسألة الثالثة: حدد فيها وقت بداية صلاة الليل ونهايته, فحكى الإجماع على أن بداية وقتها من بعد صلاة العشاء, مبيناً أن أفضل أوقات الليل آخره .
المسألة الرابعة: تحدث فيها عن عدد ركعات صلاة الليل, مبيناً أن من كان يقوم الليل بالصفة التي كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من طول القيام بالقراءة, والركوع, والسجود فالأفضل أن يصلي إحدى عشرة ركعة, وإلا فالزيادة في عدد الركعات أفضل.
المسألة الخامسة: وتكلم فيها عن الفصل بين التراويح والقيام مبينًا أن التفريق في الحكم بناء على التسمية لا دليل عليه, ولا ينبني عليها شيء من الأحكام, فالتراويح والقيام كلاهما صلاة ليل.
المسألة السادسة: كان الحديث فيها عن صفة صلاة الليل وأنها مثنى مثنى, فهو الأفضل والأرفق بالناس.
المسألة السابعة: وهي جواز أداء صلاة الليل جالساً، وصفة هذا الجلوس.
المسألة الثامنة: وتحدث فيها عن الاستفتاح في صلاة القيام, هل تكون في أول الصلاة, أم يستفتح لكل تسليمة, موضحاً أن النافلة في ذلك كالفريضة يستفتح فيها لكل صلاة.
المسألة التاسعة: ذكر فيها أنه يستحب للمصلي أن يقرأ القرآن كله, ويتأكد الاستحباب في حق الإمام في صلاة التراويح لإسماعه المصلين القرآن كاملاً.
المسألة العاشرة: تكلم فيها عما يستحب أن يقرأه المصلي في الشفع والوتر.
المسألة الحادية عشر: ذكر فيها جواز القراءة من المصحف في صلاة الليل.
المسألة الثانية عشرة: بين فيها أن القنوت في الوتر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم, كما ذكر أن القنوت في صلاة الوتر في غير رمضان مشروع عند جماهير أهل العلم, بينما قنوت الوتر في رمضان مختلف فيه هل يكون في جميع الشهر أو في النصف الثاني من رمضان.
المسألة الثالثة عشرة: تحدث فيه عن موضع القنوت في الوتر وأنه في الركعة الأخيرة, مع الاختلاف في موضعه فيها هل هو قبل الركوع أو بعده.
المسألة الرابعة عشرة: كان الكلام فيها عن صفة القنوت ومقداره, موضحاً أن صفته ليس فيها شيء محدد, وأما مقداره فليس له حد يمكن جعل الإمام ينتهي إليه لكن الضابط عدم المشقة على الناس.
المسألة الخامسة العاشرة: ذكر فيها أن رفع اليدين بالدعاء في حال القنوت مستحب .
المسألة السادسة عشرة: خصص هذه المسألة لذكر ما يستحب فعله بعد الفراغ من الوتر وما يشرع أن يقال.
المسألة السابعة عشرة: تحدث فيها المؤلف عن مسألة نقض الوتر (وهو الإتيان بركعة ليشفع بها وتره) وحكم فعل ذلك مع ذكر الخلاف في المسألة.
المسألة الثامنة عاشرة: وتكلم في هذه المسألة عن دعاء ختم القرآن, وأن له حالتين إما أن يكون خارج الصلاة وهذا مشروع, أو داخلها وهذا ورد عن جمع من السلف.
المسألة التاسعة عشرة: وهي صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح.
المسألة العشرون: سرد المؤلف فيها بعض المخالفات الواقعة من بعض الناس في صلاة الليل.
مع ما أضافه في ثنايا هذه المسائل من فوائد وتنبيهات مع تدعيم كلامه بالأدلة وذكر أقوال أهل العلم وفتاويهم.
وأخيرا فالكتاب جيد في بابه نسأل الله أن ينفع به ويكتب الأجر لمؤلفه.