الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الثَّاني: أن يَكونَ الحِمى لمَصلحةِ المُسلِمينَ


يُشتَرَطُ أن يَكونَ الحِمى لمَصلَحةِ المُسلِمينَ [2245] وذلك بأن يَكونَ لخَيلِ المُجاهِدينَ، والإبِلِ التي يُحمَلُ عليها في سَبيلِ اللهِ، وإبِلِ الزَّكاةِ، وضَوالِّ النَّاسِ التي يَقومُ الإمامُ بحِفظِها، وماشيةِ ضِعافِ المُسلمينَ. ، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [2246] ((البناية شرح الهداية)) للعيني (12/293). ويُنظر: ((عمدة القاري)) للعيني (12/213). ، والمالِكيَّةِ [2247] ((مواهب الجليل)) للحطاب (6/4) ((حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير)) (4/66). ، والشَّافِعيَّةِ [2248] ((روضة الطالبين)) للنووي (5/293)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (6/215)، ((حاشية البجيرمي على شرح المنهج)) (3/194). ، والحَنابِلةِ [2249] ((المبدع شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مفلح (5/112)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (4/201). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
عنِ الصَّعبِ بنِ جَثَّامةَ قال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا حِمى إلَّا للهِ ولرَسولِه))، وقال: ((بَلغَنا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَمى النَّقيعَ)) [2250] أخرجه البخاري (2370). وقَولُه: ((بَلغَنا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حمى النَّقيعَ)) أخرجه البخاري بَعدَ حَديثِ (2370) عنِ الزُّهريِّ. قال ابنُ حَجَرٍ في ((فتح الباري)) (5/55): مُرسَلٌ أو مُعضَلٌ، وقال في ((التلخيص الحَبير)) (3/923): هكذا أخرجه البخاريُّ مُعقبًا لحَديثِ: ((لا حِمَى إلَّا للهِ ولرَسوِله)). وهو المُتَّصِلُ مِنه، والباقي مِن مَراسيلِ الزُّهريِّ. وأخرجه أبو داود (3084)، وعبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (16659) من حديثِ الصَّعبِ بنِ جَثَّامةَ. قال شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (16659): صحيحٌ دونَ قَوله: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَمى النَّقيعَ. .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَمى النَّقيعَ لِما في ذلك مِنَ المَنفَعةِ للمُسلِمينَ [2251] يُنظر: ((المنتقى شرح الموطأ)) للباجي (7/327). .
ثانيًا: مِنَ الآثارِ
عن أسلَمَ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه استَعمَل مَولًى له -يُدعى: هُنَيًّا- على الحِمى، فقال: (يا هُنَيُّ، اضمُمْ جَناحَك عنِ المُسلِمينَ، واتَّقِ دَعوةَ المَظلومِ؛ فإنَّ دَعوةَ المَظلومِ مُستَجابةٌ، وأدخِلْ رَبَّ الصُّرَيمةِ ورَبَّ الغُنَيمةِ، وإيَّايَ ونَعَمَ ابنِ عَوفٍ ونَعَمَ ابنِ عَفَّانَ؛ فإنَّهما إن تَهلِكْ ماشيَتُهما يَرجِعا إلى نَخلٍ وزَرعٍ، وإنَّ رَبَّ الصُّرَيمةِ ورَبَّ الغُنَيمةِ إن تَهلِكْ ماشيَتُهما يَأتِني ببَنيه، فيَقولُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ! أفتارِكُهم أنا لا أبا لك؟! فالماءُ والكَلأُ أيسَرُ عليَّ مِنَ الذَّهَبِ والوَرِقِ، وايمُ اللهِ إنَّهم ليَرَونَّ أنِّي قد ظَلمتُهم؛ إنَّها لبلادُهم فقاتَلوا عليها في الجاهليَّةِ، وأسلَموا عليها في الإسلامِ، والذي نَفسي بيَدِه لولا المالُ الذي أحمِلُ عليه في سَبيلِ اللهِ ما حَمَيتُ عليهم مِن بلادِهم شِبرًا) [2252] أخرجه البخاري (3059). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ استَعمَل مَولاه على الحِمى لمَصلَحةِ المُسلِمينَ [2253] يُنظر: ((المنتقى شرح الموطإ)) للباجي (7/327)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (6/4). .
ثالثًا: لأنَّ مَنافِعَ المُسلِمينَ في حِمايةِ الإمامِ أكثَرُ [2254] يُنظر: ((عمدة القاري)) للعيني (12/213). .
رابعًا: لقيامِ الإمامِ مَقامَ المُسلِمينَ فيما هو مِن مَصالِحِهم [2255] يُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (4/201). .

انظر أيضا: