المطلَبُ الأوَّلُ: اعتِقادُ أنَّ أهلَ السُّنَّةِ كُفَّارٌ وأعداءٌ لأهلِ البَيتِ
مِن أخطَرِ الاعتِقاداتِ التي تُؤَجِّجُ نارَ الخيانةِ في قُلوبِ الشِّيعةِ اعتِقادُهم بأنَّ أهلَ السُّنَّةِ كُفَّارٌ وأعداءٌ لأهلِ بَيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّهم يكرَهونَهم ويُبغِضونَهم وينتَقِصونَهم، ويُسَمُّونَهمُ النَّواصِبَ، أي: الذين ينصِبونَ العَداءَ لأهلِ البَيتِ
[2328] سيأتي الحديثُ عن تكفيرِ غُلاةِ الشِّيعةِ الإماميَّةِ لغيرِهم. .
قال حُسَينُ بنُ الشَّيخِ مُحَمَّد آلِ عُصفور الدِّرازيُّ البَحرانيُّ: (بل أخبارُهم عليهمُ السَّلامُ تُنادي بأنَّ النَّاصِبَ هو ما يُقالُ له عِندَهم: سُنِّيًّا، ولا كلامَ في أنَّ المُرادَ بالنَّاصِبةِ هم أهلُ التَّسَنُّنِ)
[2329] ((المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية)) (ص: 147). .
وقال عَليٌّ آلُ مُحسِنٍ: (وأمَّا النَّواصِبُ من عُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ فكثيرونَ أيضًا، مِنهمُ
ابنُ تيميَّةَ، و
ابنُ كثيرٍ الدِّمَشقيُّ، و
ابنُ الجَوزيِّ، و
شَمسُ الدِّينِ الذَّهَبيُّ، و
ابنُ حَزمٍ الأندَلُسيُّ، وغَيرُهم)
[2330] ((كشف الحقائق)) (ص: 249). .
وقال محسِنٌ المُعَلِّمُ: (النَّواصِبُ في العبادِ أكثَرُ من مائتَي ناصبٍ، منهم: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، و
أبو بكرٍ، وعُثمانُ بنُ عَفَّانَ، و
عائِشةُ، و
أنَسُ بنُ مالكٍ، وحَسَّانُ بنُ ثابتٍ، و
الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ، و
سَعيدُ بنُ المُسَيِّبِ، و
سَعدُ بنُ أبي الوقَّاصِ، و
طَلحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، و
الأوزاعيُّ، و
مالِكٌ، وأبو موسى الأشعَريُّ، و
عُروةُ بنُ الزُّبَيرِ، و
الذَّهَبيُّ، و
البُخاريُّ، و
الزُّهريُّ، والمُغيرةُ بنُ شُعبةَ، وأبو بكرٍ الباقِلَّانيُّ، والشَّيخُ حامِدٌ الفِقي رَئيسُ أنصارِ السُّنَّةِ المُحَمَّديَّةِ في مِصرَ، و
مُحَمَّد رَشيد رِضا، ومُحِبُّ الدِّينِ الخَطيبُ، ومَحمود شُكري الآلوسيُّ... وغَيرُهم كثيرٌ)
[2331] يُنظر: ((النصب والنواصب)) (ص: 259) باختصارٍ وتصرُّفٍ. .
وقال مُحَمَّد التِّيجانيُّ: (وبما أنَّ أهلَ الحَديثِ هم أنفُسُهم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعةِ، فثَبَتَ بالدَّليلِ الذي لا رَيبَ فيه أنَّ السُّنَّةَ المَقصودةَ عِندَهم هي بُغضُ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ ولعْنُه، والبَراءةُ منه، فهي النَّصبُ)
[2332] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 79). .
وقال أيضًا: (غَنيٌّ عنِ التَّعريفِ أنَّ مَذهَبَ النَّواصِبِ هو مَذهَبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ)
[2333] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 161). .
وقال أيضًا: (بَعدَ هذا العَرضِ يتَبَيَّنُ لنا بوُضوحٍ بأنَّ النَّواصِبَ الذين عادَوا عَليًّا عليه السَّلامُ وحارَبوا أهلَ البَيتِ عليهمُ السَّلامُ همُ الذين سَمَّوا أنفُسَهم بأهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ)
[2334] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 163). .
وقال أيضًا: (إذا شِئنا التَّوسُّعَ في البَحثِ لقُلْنا بأنَّ أهلَ السُّنَّةِ والجَماعةِ همُ الذين حارَبوا أهلَ البَيتِ النَّبَويِّ بقيادةِ الأُمَويِّينَ والعَبَّاسيِّينَ)
[2335] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 295). .
وعَقدَ التِّيجانيُّ في كِتابِه فصلًا بعُنوان: (عَداوةُ أهلِ السُّنَّةِ لأهلِ البَيتِ تَكشِفُ عن هُويَّتِهم)، وقال في هذا الفَصلِ: (إنَّ الباحِثَ يقِفُ مَبهوتًا عِندَما تَصدِمُه حَقيقةُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ، ويعرِفُ بأنَّهم كانوا أعداءَ العِترةِ الطَّاهرةِ، يقتَدونَ بمَن حارَبَهم ولعنَهم، وعَمِلَ على قَتلِهم ومَحوِ آثارِهم)
[2336] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 159). .
وقال أيضًا: (تَمَعَّنْ في خَفايا هذا البابِ؛ فإنَّك سَتعرِفُ خَفايا أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ إلى أيِّ مَدًى وصَل بهمُ الحِقدُ على عِترةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلم يترُكوا شَيئًا إلَّا وحَرَّفوه)
[2337] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 164). .
وقال أيضًا: (وبَعدَ نَظرةٍ وجيزةٍ إلى عَقائِدِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ وإلى كُتُبِهم وإلى سُلوكِهمُ التَّاريخيِّ تِجاهَ أهلِ البَيتِ، تُدرِكُ بدونِ غُموضٍ أنَّهم اختاروا الجانِبَ المُعاكِسَ والمُعاديَ لأهلِ البَيتِ عليهمُ السَّلامُ، وأنَّهم أشهَروا سُيوفَهم لقِتالِهم، وسَخَّروا أقلامَهم لانتِقاصِهم والنَّيلِ منهم، ولرَفعِ شَأنِ أعدائِهم)
[2338] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 299). .
فتلك الأقوالُ تُبَيِّنُ عَداوةَ الشِّيعةِ لأهلِ السُّنَّةِ، وأمَّا دَعواهم أنَّهم يُبغِضونَ أهلَ البَيتِ فدَعوى لا بُرهانَ لها؛ فأهلُ السُّنَّةِ يُحِبُّونَ أهلَ البَيتِ، ويعرِفونَ قدرَهم وفَضْلَهم، فحُبُّهم إيمانٌ وبُغضُهم نِفاقٌ، وإنَّما يُبغِضونَ في الحَقيقةِ أولئك الذين يُسيئونَ إلى آلِ بَيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويفتَرونَ عليهمُ الكذِبَ.