المطلَبُ الثَّاني: نَشأةُ الحَرَكةِ الحُوثيَّةِ
نَشَأت جَماعةُ الحُوثيِّ في بدايةِ أمرِها في مُحافظةِ صَعدةَ في شَمالِ اليمَنِ، وصَعدةُ تُعتَبرُ مَعقِلَ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ مُنذُ دَخلَها الهادي يحيى بنُ الحُسَينِ إمامُ الزَّيديَّةِ في اليمَنِ إلى عَصرِنا الحاضِرِ، وقد ماتَ الهادي في صَعدةَ سَنةَ 298ه، وقَبرُه مَشهورٌ في مَدينةِ صَعدةَ، وبُني بجانِبِ قَبرِه مَسجِدٌ قديمٌ اسمُه جامِعُ الهادي، وفي صَعدةَ ينشَطُ الشِّيعةُ الزَّيديَّةُ أكثَرَ من نَشاطِهم في صَنعاءَ وذَمارٍ وحجَّةَ وعمرانَ والجَوفِ، وإن كان يغلبُ على هذه المَناطِقِ المَذهَبُ الزَّيديُّ إلى قيامِ ثَورةِ 26 سِبتَمبر عام 1962ه، التي أطاحَت بالحُكمِ المَلكيِّ الزَّيديِّ، وجاءَ الحُكمُ الجُمهوريُّ الدِّيمُقراطيُّ، وانحَسَرتِ الشِّيعةُ الزَّيديَّةُ في اليمَنِ لا سيَّما في العاصِمةِ صَنعاءَ، وانتَشَرَ مَذهَبُ أهلِ السُّنَّةِ بَعدَ الثَّورةِ اليمَنيَّةِ حتَّى في مُحافظةِ صَعدةَ التي هي مَعقِلُ الزَّيديَّةِ، ثُمَّ من صَعدةَ ظَهَرتِ الحَرَكةُ الحُوثيَّةُ الشِّيعيَّةُ الزَّيديَّةُ الجاروديَّةُ التي قَوِيَ نُفوذُها وتَوسَّعَت حتَّى سَيطَرَت عَسكريًّا على العاصِمةِ صَنعاءَ وغَيرِها مِنَ المُدُنِ والمَناطِقِ في شَمالِ اليمَنِ وغَربِها
[2542] يُنظر: ((تمرد الحوثي في اليمن)) لأنور قاسم، التقرير الإستراتيجي الصادر عن مجلة البيان - الإصدار الثالث سنة 1427ه- (ص: 391 - 419). .
وقد كانت بدايةُ نَشاطِ الحَرَكةِ الحُوثيَّةِ في مُحافظةِ صَعدةَ شَمالَ اليمَنِ في حُدودِ عامَ 1990م حينَ تَمَّ إنشاءُ (مُنتَدى الشَّبابِ المُؤمِنِ) في صَعدةَ، وكان يُقامُ للطُّلابِ في المَراكِزِ التَّابعةِ للمُنتَدى دُروسٌ دينيَّةٌ مُتَنَوِّعةٌ، ومُحاضَراتٌ تَوعَويَّةٌ، وأنشِطةٌ رياضيَّةٌ، وحينَ رَخَّصَتِ الحُكومةُ اليمَنيَّةُ في إنشاءِ الأحزابِ السِّياسيَّةِ كوَّنَ الشِّيعةُ في صَنعاءَ حِزبَ الحَقِّ، ثُمَّ سَيطَرَ حُسَينٌ الحُوثيُّ على كثيرٍ مِنَ المَراكِزِ التَّابعةِ لمُنتَدى الشَّبابِ المُؤمِنِ، وصارَ له أتباعٌ يلتَفُّونَ حَولَه، ويأخُذونَ عنه أفكارَه وتَعاليمَه، ونَظَّمَ أتباعُه تَنظيمًا عَسكريًّا وعَقائِديًّا، وهيَّأهم لمُحارَبةِ الحُكومةِ اليمَنيَّةِ، وصارَ أتباعُه يُعرَفونَ باسمِ (تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ)، ودَعَّمَ هذا التَّنظيمَ حِزبُ الحَقِّ باعتِبارِه مُمَثِّلًا للمَذهَبِ الزَّيديِّ في اليمَنِ.
وكان من كِبارِ مَراجِعِ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ في صَعدةَ بَدرُ الدِّينِ بنُ أميرِ الدِّينِ الحُوثيُّ، وهو نائِبُ رَئيسِ حِزبِ الحَقِّ الشِّيعيِّ، وكان مِنَ المُشرِفينَ على المَراكِزِ التَّابعةِ لتَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ، وهو مُعتَزِليُّ العَقيدةِ، وكان زَيديًّا مُتَعَصِّبًا، يطعنُ في
أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنهم، ولا يتَرَضَّى عن
أُمِّ المُؤمِنينَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، ويطعنُ في غالِبِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم، ويُنكِرُ كثيرًا مِنَ الأحاديثِ الصَّحيحةِ، ويُهاجِمُ كُتُبَ الحَديثِ الشَّريفِ في مُؤَلَّفاتِه، ويتَّهمُ
البُخاريَّ ومسلِمًا بالكَذِبِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إرضاءً للسَّلاطينِ، ومنه وِرثَ ابنُه حُسَينٌ الحُوثيُّ هذا المَذهَبَ الشيعيَّ الغاليَ المُنكِرَ للسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ إلَّا ما يوافِقُ أهواءَهم.
وفي عامِ 1996م تَقدَّم بَدرُ الدِّينِ الحُوثيُّ باستِقالةٍ جَماعيَّةٍ مَعَ أبنائِه من حِزبِ الحَقِّ
[2543] تَأسَّسَ حِزبُ الحَقِّ سَنةَ 1990م بَعدَ الوَحدةِ اليمَنيَّةِ، وهو حِزبٌ سياسيٌّ زَيديُّ المَذهَبِ، وهو مِنَ الأحزابِ الصَّغيرةِ غَيرِ المُؤَثِّرةِ في السَّاحةِ اليمَنيَّةِ، لا سيَّما بَعدَ تَحالُفِه مَعَ الحِزبِ الاشتِراكيِّ الذي طالبَ بانفِصالِ الجَنوبِ عنِ الشَّمالِ، وكان من مُؤَسِّسيه مَجدُ الدِّينِ المُؤَيديُّ، وبَدرُ الدِّينِ الحُوثيُّ، وحُسَينُ بنُ بَدرِ الدِّينِ الحُوثيِّ، وأحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّاميُّ، وحمود بنُ عَبَّاسٍ المُؤَيدُ، وأحمَدُ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ شَرَفِ الدِّينِ، وعَبدُ الكريمِ جَدبان، ومُحَمَّد عَزان، وحَسَن زَيد، وبَعدَ استِقالةِ بَدرِ الدِّينِ الحُوثيِّ وأتباعِه طَلب الأمينُ العامُّ لحِزبِ الحَقِّ أحمَد الشَّاميِّ من لجنةِ الأحزابِ حَلَّ الحِزبِ؛ لصُعوباتٍ قانونيَّةٍ وفنِّيَّةٍ واجَهَته، ثُمَّ تَولَّى حَسَن زَيد مَنصِبَ الأمينِ العامِّ لحِزبِ الحَقِّ، وأظهَرَ تَعاطُفَه الكبيرَ مَعَ الحُوثيِّين في تَصريحاتِه وحِواراتِه الإعلاميَّةِ، وصارَ حِزبُ الحَقِّ كأنَّه الجَناحُ السِّياسيُّ للحُوثيِّين، ولَمَّا استَولى الحُوثيُّون على السُّلطةِ عَيَّنوا حَسَن زَيد وزيرًا للشَّبابِ والرِّياضةِ. يُنظر: ((الحوثيون ومستقبلهم العسكري والسياسي والتربوي)) لأحمد الدغشي (ص: 114 – 116، 127)، ((الحوثية في اليمن .. الأطماع المذهبية في ظل التحولات الدولية)) لمجموعة من الباحثين (ص: 78، 79، 136). الشِّيعيِّ الزَّيديِّ، معلِنًا انتِهاءَ أيِّ عَلاقةٍ له بحِزبِ الحَقِّ، على خَلفيَّةِ خِلافٍ وقعَ بَينَه وبَينَ المَرجِعِ المَذهَبيِّ الزَّيديِّ مجدِ الدِّينِ المُؤَيديِّ المُتَوفَّى في سَنةِ 1428ه، المُلقَّبِ عِندَ الزَّيديَّةِ إمامَ العِترةِ، ومُفتيَ اليمَنِ والحِجازِ، الذي انتَقدَ بَعضَ الأفكارِ الحُوثيَّةِ المُتَطَرِّفةِ المُخالِفةِ للمَذهَبِ الزَّيديِّ، فاستَقال الحُوثيُّون من حِزبِ الحَقِّ؛ لأنَّه لا يتَّفِقُ مَعَ تَصَوُّراتِهمُ المُتَطَرِّفةِ، وتَحَوُّلاتِهمُ الفِكريَّةِ، وولائِهم للثَّورةِ الخُمينيَّةِ، واختَلفوا مَعَ الأمينِ العامِّ لحِزبِ الحَقِّ القاضي أحمَد الشَّامي وغَيرِه من قياداتِ الحِزبِ، وزَعم الحُوثيُّون أنَّ إصلاحَ حِزبِ الحَقِّ مِنَ الدَّاخِلِ لم يعُدْ مُجديًا، وأنَّه في قَبضةِ قياداتٍ كبيرةٍ في السِّنِّ لا تُدرِكُ الواقِعَ، وتَجعَلُ ولاءَها للنِّظامِ الحاكِمِ.
وقد تَفرَّغ حُسَين بَدر الدِّينِ الحُوثيُّ بإشرافِ والدِه ومُساعَدةِ بَعضِ إخوانِه للقيامِ على تَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ، الذي استَمَرَّ في مُمارَسةِ نَشاطِه، وتَمَكَّنَ مِن استِقطابِ الشَّبابِ الذين كان كثيرٌ منهم ينتَمونَ للأُسَرِ الهاشِميَّةِ، وللقَبائِلِ اليمَنيَّةِ وأصحابِ الوجاهاتِ الاجتِماعيَّةِ في صَعدةَ.
وقد وسَّعَ حُسَينٌ الحُوثيُّ نَشاطَ تَنظيمِ الشَّبابِ المُؤمِنِ خارِجَ مِنطَقةِ صَعدةَ التي هي مَركزُ التَّنظيمِ، وأسَّس فُروعًا له في مُحافظاتٍ يمَنيَّةٍ أُخرى، منها: صَنعاءُ وعمرانُ وحجَّةُ وذَمارٌ والمحويتُ، وأرسَل إليها بَعضَ طَلبَتِه المُقَرَّبينَ مَعَ مَجموعةٍ مِنَ الأساتِذةِ العِراقيِّينَ الذين تَوافَدوا إلى اليمَنِ بَعدَ حَربِ الخَليجِ الثَّانيةِ والحِصارِ الجائِرِ الذي فرَضَته الأُمَمُ المُتَّحِدةُ على العِراقِ، وكثُرَ الطُّلابُ في المَراكِزِ التَّابعةِ للحُوثيِّ حتَّى بلغوا الآلافَ، وكان يتِمُّ تَدريسُهم في المَساجِدِ والمَراكِزِ الخاصَّةِ التي أُنشِئَت لتَدريسِ المَذهَبِ الزَّيديِّ وَفقَ رُؤيةِ الحُوثيِّ.
وعَمِل تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ في مُحافظةِ صَعدةَ على إحياءِ مُناسَبةِ عيدِ الغَديرِ في الثَّامِنَ عَشَرَ من شَهرِ ذي الحِجَّةِ بمَظاهرَ احتِفاليَّةٍ حاشِدةٍ تُقامُ فيها الخُطَبُ الرَّنَّانةُ التي فيها التَّصريحُ بأنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه هو الوَصيُّ، وأنَّ الصَّحابةَ لم يُنَفِّذوا وصيَّةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بجَعلِه الخَليفةَ بَعدَه، وتَكرَّرَ الاحتِفالُ بعيدِ الغَديرِ سَنَويًّا حتَّى تَحَوَّل إلى مُناسَبةٍ لتَجميعِ القَبائِلِ المواليةِ للحُوثيِّ، واستِعراضٍ للقوَّةِ، وعَرضِ أنواعِ الأسلحةِ الخَفيفةِ والمُتَوسِّطةِ والثَّقيلةِ، وإطلاقِ النَّارِ بكثافةٍ في تَحَدٍّ واضِحٍ للدَّولةِ اليمَنيَّةِ، وانتَقَل إحياءُ هذه المُناسَبةِ إلى عِدَّةِ مُحافظاتٍ يمَنيَّةٍ أُخرى تَأثُّرًا بفِكرِ الحُوثيِّ ودَعوتِه.
كما عَمِل تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ على إقامةِ المَراكِزِ الصَّيفيَّةِ في أكثَرَ من مِنطَقةٍ، وكان عَلَّامتُهم بدرُ الدِّينِ الحُوثيُّ يُضفي عليها الشَّرعيَّةَ المَذهَبيَّةَ، ويُدَعِّمُ جُهودَها، ويَحُثُّ القَبائِلَ على تَسجيلِ أبنائِهم فيها.
وكان الشَّبابُ -وأغلَبُهم من صِغارِ السِّنِّ- يُشاهدونَ في هذه المَراكِزِ الصَّيفيَّةِ أفلامَ الفيديو التي تَحكي كيف تَمَّ سُقوطُ نِظامِ الشَّاه في إيرانَ، وكيف قامَت ثَورةُ الخُمينيِّ، وتَظهَرُ صورُ المُمَثِّلينَ وهم يواجِهونَ زَحفَ الدَّبَّاباتِ، ولا ينحَنونَ برؤوسِهم أمامَ كثافةِ النِّيرانِ، وتُصيبُ أحَدَهمُ الرَّصاصةُ فينزِفُ دمًا وهو يهتِفُ: (اللهُ أكبَرُ، المَوتُ لأمريكا، وتُظهِرُ بَعضُ المُشاهدِ شَبابَ الثَّورةِ الخُمينيَّةِ وقد رَبَطوا أرجُلَهم لكي لا يفِرُّوا أمامَ زَحفِ جُيوشِ الشَّاه.
وكان كبارُ الحُوثيِّين يقومونَ بالتَّعليقِ أحيانًا على هذه الأشرِطةِ، ويَحُثُّونَ الشَّبابَ في المُنتَدَياتِ على التَّشَبُّهِ بإخوانِهم من شَبابِ الثَّورةِ الخُمَينيَّةِ، والوُقوفِ في وُجوهِ الطُّغاةِ، ويُهَيِّئونَ أتباعَهم للخُروجِ على الحُكومةِ اليمَنيَّةِ التي كان رَئيسُها علي عبد الله صالح يُدَعِّمُ حُسَينًا الحُوثيَّ ليُقَوِّيَ -بزَعمِه- الشِّيعةَ في صَعدةَ ضِدَّ السَّلفيِّينَ الذين كان لهم مَركزٌ عِلميٌّ ودَعَويٌّ في قَريةِ دُماجٍ جَنوبَ شَرقِ مَدينةِ صَعدةَ، وصارَ طُلَّابُ العِلمِ من مُختَلِفِ المُحافظاتِ اليمَنيَّةِ ومِن خارِجِ اليمَنِ يتَوافدونَ على هذا المَركزِ السُّنِّيِّ المُسَمَّى دارَ الحَديثِ بدُماجٍ لتَلقِّي العِلمِ عِندَ مُحدِّثِ الدِّيارِ اليمَنيَّةِ
مُقبِل بنِ هادي الوادِعيِّ المُتَوفَّى سَنةَ 1422 هجريَّة، الذي هو من أهلِ دُماجٍ، وكان أصلُه مِنَ الشِّيعةِ الزَّيديَّةِ، ثُمَّ اهتَدى إلى مَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ، وصارَ من كِبارِ عُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ في اليمَنِ والعالَمِ الإسلاميِّ، وأشهَرَ من نَشرَ مَذهَبَ أهلِ السُّنَّةِ في اليمَنِ، ولطُلَّابِه نَشاطٌ عِلميٌّ ودَعَويٌّ كبيرٌ جِدًّا في جَميعِ المُحافظاتِ اليمَنيَّةِ.
وكان تَنظيمُ الشَّبابِ المُؤمِنِ يُدَندِنُ عُمومًا حَولَ:
1- الشِّعاراتِ المُعاديةِ لأمريكا وإسرائيلَ، وشِعارُهم المَشهورُ هو:
اللهُ أكبَرُ، المَوتُ لأمريكا، المَوتُ لإسرائيلَ، اللَّعنةُ على اليهودِ، النَّصرُ للإسلامِ.
ويصرُخونَ بهذا الشِّعارِ بَعدَ انتِهاءِ خُطبةِ الجُمعةِ أو بَعدَ صَلاةِ الجُمعة، والحُوثيُّون فُتِنوا بهذا الشِّعارِ، وصاروا يطبَعونَه في الطُّرُقاتِ وجُدرانِ المَساجِدِ من داخِلِها وخارِجِها، حتَّى عِندَ المَنابرِ، ويجعَلونَه راياتٍ تُرَفرِفُ في مَراكِزِهم والنِّقاطِ العَسكريَّةِ الخاصَّةِ بهم، ويُلصِقونَه في أسلحَتِهم وسَيَّاراتِهم.
2- الحَديثِ حَولَ فِلسطينَ وجَرائِمِ اليهودِ.
3- إثارةِ ما يُؤَلِّبُ النَّاسَ على الدَّولةِ اليمَنيَّةِ بالحَديثِ عنِ ارتِفاعِ الأسعارِ، والغَلاءِ المَعيشيِّ، والفسادِ الماليِّ، وفسادِ المَسؤولينَ، وأكلِ حُقوقِ الضُّعَفاءِ والمَساكينِ.
4- إحياءِ الأوجاعِ التي وقَعَت في التَّاريخِ الإسلاميِّ وطَوتها الأيَّامُ؛ لإثارةِ النُّعَراتِ الطَّائِفيَّةِ تَحتَ شِعارِ مَظلوميَّةِ آلِ البَيتِ، ووُجوبِ نُصرَتِهم.
5- إبرازِ مَظاهِرِ القوَّةِ والتَّحَدِّي للحُكومةِ اليمَنيَّةِ في مُناسَباتِهم واحتِفالاتِهم المَذهَبيَّةِ، كعيدِ الغَديرِ ويومِ عاشوراءَ.
6- إثارةِ المَخاوِفِ الطَّائِفيَّةِ مِمَّن يصِفونَهم بالوهَّابيَّةِ والسَّلفيَّةِ.
والحُوثيُّون يُظهِرونَ أنفُسَهم حَرَكةً وطَنيَّةً سياسيَّةً ثَوريَّةً، ويدَّعونَ أنَّ مَقصَدَهم إنقاذُ اليمَنِ مِنَ التَّدَخُّلِ الخارِجيِّ، وتَحقيقُ الرَّخاءِ والأمنِ والاستِقرارِ، وللسِّياسيِّينَ الحُوثيِّين قُدراتٌ كبيرةٌ في المُناوراتِ السِّياسيَّةِ، وإظهارِ المظلوميَّةِ للمَبعوثينَ الدَّوليِّينَ، واستِقطابِ كِبارِ الشَّخصيَّاتِ الوطَنيَّةِ والعَسكريَّةِ ومَشايِخِ القَبائِلِ والوُجَهاءِ إلى صَفِّهم والتَّعاطُفِ مَعَهم أو تَحييدِهم، ولهم تَأثيرٌ واسِعٌ على الجَماهيرِ عَبرَ وسائِلِ الإعلامِ المُختَلفةِ التي يُحسِنونَ تَوظيفَها لصالحِهم بالكَذِبِ والتَّمويهِ والتَّلبيسِ، وللقادةِ الحُوثيِّين خِبراتٌ لا يُستَهانُ بها في الحُروبِ المَيدانيَّةِ، والتَّخطيطِ المُنَظَّمِ لتَحقيقِ أهدافِهمُ العَسكريَّةِ والسِّياسيَّةِ والمَذهَبيَّةِ بأيِّ وسيلةٍ مَشروعةٍ أو غَيرِ مَشروعةٍ
[2544] يُنظر: ((ماذا تعرف عن الحوثيين؟)) لعلي الصادق (ص: 9 - 72)، ((الزهر والحجر .. التمرد الشيعي في اليمن)) لعادل الأحمدي (ص: 129 - 170)، ((العالم الإسلامي تحديات الواقع وإستراتيجيات المستقبل)) تقرير عن مجلة البيان، بحث بعنوان: ((ثمار التغلغل الرافضي المُرة)) لأنور قاسم (ص: 398 - 417)، ((التحولات الزيدية وعوامل ظهور الحوثية)) للحجري (ص: 93 - 100، 264 - 277، 287 - 297)، ((الزيدية)) لإسماعيل الأكوع (ص: 12 - 14)، ((الحركة الحوثية)) لنايف الدوسري (ص: 9 - 15)، ((الحوثيون دراسة منهجية شاملة)) لأحمد الدغشي (ص: 109 - 116)، ((الحوثيون ومستقبلهم العسكري والسياسي والتربوي)) لأحمد الدغشي (ص: 58 - 60)، ((قصة الحوثيين من حوزات طهران إلى جبال مران)) للقحطاني (ص: 3)، ((الحوثيون)) للشدوي (ص: 193 – 195، 208 - 215، 226 - 243، 281 – 289، 296 – 319، 350 – 356، 385 - 390)، ((الحوثيون)) للباججي العراقي (ص: 6 - 9، 12)، ((حديث الولاية)) لحسين الحوثي (ص: 1)، ((الوثيقة الفكرية والثقافية لأنصار الله)) صادرة بتاريخ 21/3/ 1433ه (ص: 4 - 8). .
قال هاشِم مُحَمَّد الباججي العِراقيُّ، وهو شيعيٌّ اثنا عَشريٍّ: (يُحاوِلُ الحُوثيُّون إخفاءَ الطَّابَعِ المَذهَبيِّ الطَّائِفيِّ لحَرَكتِهم، والتَّمويهَ بأنْ ليس لهم طُموحاتٌ زَيديَّةٌ مَذهَبيَّةٌ واسِعةٌ)
[2545] ((الحوثيون)) (ص: 27، 28). ويُنظر: ((إيران والحوثيون مراجع ومواجع)) للشجاع (ص: 136 - 143). .