الفَرعُ الثَّالثُ: عقائدُ الأغاخانيَّةِ وعِباداتُهم
الأغاخانيَّةُ هم جُزءٌ مِنَ الإسماعيليَّةِ الأمِّ، فيَعتَنِقونَ في الأصلِ مَذهَبَهم وعَقيدَتَهم الباطِنيَّةَ
[3007] يُنظر: مَبحَثُ أبرَز مُعتَقَداتِ الإسماعيليَّةِ من هذه الموسوعةِ. .
فالأغاخانُ مِنَ الذين يَدينونَ بآراءِ وعَقائِدِ الإسماعيليَّةِ التي بَشَّرَ بها الحَسَنُ الثَّاني، والتي انتَهَت بإبطالِ التَّكاليفِ ورَفعِ الشَّريعةِ، وأتباعُ الطَّائِفةِ الأغاخانيَّةِ يَدينونَ بهذه التَّعاليمِ، ويَعتَقِدونَ أنَّ الأغاخانَ من نَسلِ
فاطِمةَ بنتِ الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ويَقولونَ بعِصمَتِه وتَقديسِه، ويَبلُغونَ به في التَّقديسِ دَرَجةَ الألوهيَّةِ، وهو نَفسُه يُقِرُّهم على هذا ويُؤَيِّدُهم، ولا يَنفي عن نَفسِه ما يَصنَعُ به أتباعُه، وحينَما سَألَ مُؤَرِّخُ الإسماعيليَّةِ مُحَمَّد كامِل حُسَين الأغاخانَ الثَّالِثَ قائلًا: لقد أدهَشتَني بثَقافَتِك وعَقليَّتِك، فكَيفَ تَسمَحُ لأتباعِك أن يَدعوَك إلهًا؟ ضَحِكَ الأغاخانُ طويلًا، كما قال مُحَمَّد حُسَين، وعَلَت قَهقَهاتُه، ودَمَعَت عَيناه من كثرةِ الضَّحِكِ، ثُمَّ قال: (هَل تُريدُ الإجابةَ على هذا السُّؤالِ؟ إنَّ القَومَ في الهِندِ يَعبُدونَ البَقَرةَ! ألستُ خيرًا مِنَ البَقَرةِ؟)
[3008] ((طائفة الإسماعيلية)) (ص: 126). . وحَياةُ الأغاخانِ الشَّخصيَّةُ كانتِ انعكاسًا لهذا الضَّلالِ في المُعتَقدِ والفَسادِ في المَذهَبِ.
وهذا بَيانٌ مِنَ الإسماعيليَّةِ الأغاخانيَّةِ بقَلَمِ عاشِق حُسَين رَئيسِ لَجنةِ الشُّؤونِ الدِّينِيَّةِ الفِدراليَّةِ للأميرِ كريم أغاخان الرَّابِعِ، وهذا البَيانُ مَحفوظٌ لَدى وِزارة الأوقافِ والشُّؤونِ الإسلاميَّةِ بدَولةِ الكوَيتِ لَدى مُراقِبِ الدِّراساتِ بتاريخِ 11/1/1986م، وهذا نَصُّ البَيانِ:
(مَولانا شاه كريم الحُسَينيُّ، الإمامُ الحاضِرُ المَوجودُ، ارحَمْنا واغفِرْ لَنا
لَجنةُ الشُّؤونِ الدِّينِيَّةِ الفِدراليَّةِ لسُموِّ الأميرِ أغاخانَ بباكِستانَ...
(تَعليماتُ مَذهَبِ الأغاخانيَّةِ الإسماعيليَّةِ)
أعِنْ يا عَليُّ المُؤمِنينَ الحَقيقيِّينَ.
نُبَيِّنُ نَحنُ الأغاخانيِّينَ بأنَّنا نَنتَمي إلى الجَماعةِ الإسماعيليَّةِ التي تُبَلِّغُ المَعلوماتِ الدِّينِيَّةَ إلى عامَّةِ النَّاسِ، تَعليماتُنا الدِّينِيَّةُ التي نَلتَقي تَحتَ إشرافِ عالَمِنا المُسَمَّى مكهي، ومِن ثَمَّ نَتَعَبَّدُ حَسَبَ تلك التَّعليماتِ في الأمكِنةِ الخاصَّةِ نُسَمِّيها جماعت خانة، وتَفاصيلُ تلك التَّعليماتِ كالآتي:
- تَحيَّتُنا قَولُنا: "يا عَليُّ مَدَد"، أي: "أعِنَّا يا عَليُّ"، وجَوابُها قَوُلنا: "مَولا عَلي مَدَد" أي: أعِنَّا يا مَولانا عَليٌّ.
- شَهادَتُنا هي: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، وأشهَدُ أنَّ عَلِي اللَّه!
- لَسنا بحاجةٍ إلى الوُضوءِ؛ لأنَّ الوُضوءَ ما هو إلَّا طَهارةُ قُلوبِنا فقَط.
- مَكانُ الصَّلاةِ مَفروضٌ على كُلِّ واحِدٍ مِنَ الأغاخانيِّينَ، والذي يَدعو ثَلاثَ مَرَّاتٍ في ذلك المَكانِ المُعيَّنِ يَكونُ بدلًا عن الصَّلَواتِ الخَمسةِ، ولا حاجةَ فيها إلى القيامِ والرُّكوعِ غَيرَ أنَّنا لا نوَلِّي إلى جِهةٍ مُعَيَّنةٍ، بل نُصَلِّي إلى أيِّ جِهةٍ شِئنا، إلَّا أنَّ تَصَوُّرَ حُضورِ إمامِنا يَجِبُ في صَلاتِنا.
- ما الصَّومُ إلَّا صَومُ العَينِ والأذُنِ واللِّسانِ، ولا يَفسُدُ صَومُنا بالأكلِ والشُّربِ، وصَومُنا يَحتَوي على ثَلاثِ ساعاتٍ فقَط، ونُفطِرُ في السَّاعةِ العاشِرةِ صَباحًا، وذلك تَطَوُّعًا ومَشروطًا بمَشيئَتِنا، لَكِن طَوالَ السَّنةِ نَصومُ يَومَ الجُمعةِ الذي يَكونُ في بدايةِ الشَّهرِ.
- يُفرَضُ عَلَينا دَفعُ: 12،5% روبيَّة من مَجموعِ أموالِنا بَدَلًا عن الزَّكاةِ.
- أمَّا الحَجُّ فهو رُؤيةُ إمامِنا الحاضِرِ، وهو يُمَثِّلُ كظِلِّ اللهِ في الأرضِ.
- نَجِدُ بَينَنا قرآنًا ناطقًا، وهو إمامُنا الحاضِرُ، بَينَما المُسلِمونَ عِندَهم كِتابٌ فقَط.
- عالِمُنا "مكهي" يَمحو عنَّا ويُزيلُ المَعاصيَ المُرتَكَبةَ في طولِ اليَومِ بصَبِّ الماءِ عَلَينا، والذي لم يَستَطِعِ الذَّهابَ إلى المَكانِ المُحَدَّدِ للعِبادةِ فعليه أن يَستَغفِرَ ذُنوبَه بالذَّهابِ إلى العالِمِ يَومَ الجُمعةِ فقَط، وذلك بصَبِّ الماءِ عليه وشُربِه، ويُسَمَّى هذا الماءُ كهت بات، ويَدفَعُ أجرةَ ذلك، فإذا لم يَتَمَكَّنْ مِنَ الذَّهابِ يَومَ الجُمعةِ يَستَطيعُ استِغفارَ ذُنوبِ شَهرٍ كامِلٍ بالطَّريقةِ المَذكورةِ.
وكَيفيَّةُ عِبادَتِنا هي كالآتي: إنَّ أمامَنا الحاضِرَ يُعَلِّمُنا كلِمةَ "اسم أعظم" ثَمَنُها 75 روبيَّةً، ونَتَعَبَّدُ بها في آخِرِ اللَّيلِ. ونَدفَعُ 500 روبيَّةٍ لعَفو عِبادةِ خَمس سَنَواتٍ، 1200 روبيَّة لعِبادةِ 12 عامًا، و 5000 روبيَّة لعِبادةِ حَياةٍ كامِلةٍ، ونَدفَعُ تلك الأجرةَ في جماعت خانة.
ونَتَشَرَّفُ بنورِ إمامِنا الحاضِرِ بَعدَ دَفعِ 7000 روبيَّة، ونَدفَعُ 25000 روبيَّة في جماعت خانة حتَّى نَتَّقيَ من عَذابِ الآخِرةِ.
والصَّدَقاتُ عِندَنا تُسَمَّى ناندي، فالأطعِمةُ الطَّيِّبةُ والمَلابِسُ الثَّمينةُ تُصَدَّقُ إلى جماعت خانة، وبَعدَ بَيعِها يُجمَعُ ثَمَنُها في جماعت خانة.
ونوَضِّحُ هُنا بأنَّ مَذهَبَنا قائِمٌ مُنذُ قُرونٍ، ولم يَنقُدْه أحَدٌ إلى يَومِنا هذا، فإذا كان مَذهَبُنا خاطِئًا لانتَهى من وجهِ الأرضِ، والآنَ لَو اطَّلَعَ المُسلِمونَ وعُلَماؤُهم على مَذهَبِنا واعتَرَضوا عليه كان عليهم أن يَتَّصِلوا بلَجنةِ الشُّؤونِ الدِّينِيَّة الفِدراليَّةِ لسُموِّ الأميرِ آغاخانَ ويَطلُبوا منها الإيضاحَ في هذا الصَّدَدِ، لَكِنَّهم لم يَفعَلوا ذلك، وهذا دَليلٌ على خَوفِهم من عُلَمائِنا، ومِن إمامِنا الحاضِرِ، ومُنذُ قُرونٍ لم يَنقُدْ أحَدٌ مَذهَبَنا، فكَيفَ تَجَرَّأ المُسلِمونَ الآنَ أن يَنقُدوه ويُثبِتوا إبطالَه؟! عِلمًا بأنَّ في كُلِّ دَورٍ مِنَ الأدوارِ كُنَّا نَحصُلُ على الدَّعمِ المادِّيِّ من قِبَلِ الحُكومةِ والسُّلطةِ وحِمايَتها، وذلك دَليلٌ قاطِعٌ على أنَّ مَذهَبَنا حَقٌّ وصَحيحٌ.
فاثبُتوا أيُّها المُؤمِنونَ على دينِكُمُ الصَّحيحِ، ولا عَجَبَ أن يفتَتِنَ المُسلِمونَ بمثلِ هذه الفِتَنِ والمَصائِبِ، ونَدعو أن نَتَشَرَّفَ بنورِ إمامِنا الحاضِرِ ورُؤيَتِه، آمينَ.
وفي الآخِرِ نَقولُ: يا شاه كريم الحُسَينيُّ، أنتَ الإمامُ الحاضِرُ المَوجودُ، اللَّهمَّ لَك سُجودي وطاعَتي.
عاشِقُ حُسَين.
رَئيسُ لَجنةِ الشُّؤونِ الدِّينِيَّةِ الفِدراليَّةِ لسُموِّ الأميرِ أغاخانَ بباكِستانَ)
[3009] يُنظر: ((ماذا تعرف عن الفرق والمذاهب؟)) للحصين (ص: 346). .