موسوعة الفرق

المَبحَثُ الأوَّلُ: تعريفُ التَّوحيدِ عندَ المُعتَزِلةِ


قال القاضي عبدُ الجبَّارِ، وهو يُعرِّفُ التَّوحيدَ لغةً: (التَّوحيدُ في أصلِ اللُّغةِ عبارةٌ عمَّا يصيرُ به الشَّيءُ واحِدًا، كما أنَّ التَّحريكَ عبارةٌ عمَّا به يصيرُ الشَّيءُ مُتحرِّكًا، والتَّسويدُ عبارةٌ عمَّا به يصيرُ الشَّيءُ أسودَ، ثُمَّ يُستعمَلُ في الخبرِ عن كونِ الشَّيءِ واحِدًا لمَّا لم يكنِ الخبرُ صادِقًا إلَّا وهو واحِدٌ، فصار ذلك كالإثباتِ؛ فإنَّه في أصلِ اللُّغةِ عبارةٌ عن الإيجابِ) [439] ((شرح الأصول الخمسة)) (ص: 128). .
وقال أيضًا في تعريفِ التَّوحيدِ في اصطِلاحِ المُتكلِّمينَ: (هو العِلمُ بأنَّ اللهَ تعالى واحِدٌ لا يُشارِكُه غَيرُه فيما يستحِقُّ مِن الصِّفاتِ نَفيًا وإثباتًا على الحدِّ الذي يستحِقُّه، والإقرارُ به، ولا بُدَّ مِن اعتِبارِ هذَينِ الشَّرطَينِ: العِلمِ والإقرارِ جميعًا؛ لأنَّه لو علِم ولم يُقِرَّ أو أقَرَّ ولم يعلَمْ، لم يكنْ مُوحِّدًا) [440] ((شرح الأصول الخمسة)) (ص: 128). .

انظر أيضا: