موسوعة أصول الفقه

الفَرعُ الأوَّلُ: حُسنُ الصِّياغةِ


إنَّ حُسنَ صياغةِ الاستِفتاءِ قَبلَ إلقائِه على المُفتي يوجِزُ للمُفتي النَّتيجةَ، ويُقَرِّبُ المَعنى المُرادَ، وتَصَوُّرَ المَسألةِ. وحُسنُ الصِّياغةِ يَشمَلُ الاختِصارَ كَما يَشمَلُ المَعنى التَّامَّ، فمَتى كان الاستِفتاءُ مُختَصَرًا والمَعنى تامًّا كان أفضَلَ وأحسَنَ.
قال الخَطيبُ البَغداديُّ: (يَنبَغي أن يوجِزَ السَّائِلُ في سُؤالِه، ويُحَدِّدَ كَلامَه، ويُقَلِّلَ ألفاظَه، ويَجمَعَ فيها مَعانيَ مَسألَتِه؛ فإنَّ ذلك يَدُلُّ على حُسنِ مَعرِفتِه) [670] ((الفقيه والمتفقه)) (2/ 63). .
ولِذلك عَدَّ السَّلَفُ حُسنَ السُّؤالِ مِن أبوابِ العِلمِ؛ قال أبو عَمرِو بنُ العَلاءِ: (أوَّلُ العِلمِ: الصَّمتُ، والثَّاني: حُسنُ الاستِماعِ، والثَّالِثُ: حُسنُ السُّؤالِ، والرَّابِعُ: حُسنُ الحِفظِ، والخامِسُ: نَشرُه عِندَ أهلِه) [671] يُنظَر: ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (2/ 199). .

انظر أيضا: