موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: أن يكونَ الفمُ طاهرًا نظيفًا


يُستَحَبُّ للذَّاكِرِ أن يَستاكَ ويَتَخَلَّلَ ويُطَيِّبَ فاه [2021] قال النَّوويُّ: (يَنبَغي أن يَكونَ فمُه نَظيفًا، فإن كان فيه تَغَيُّرٌ أزاله بالسِّواكِ، وإن كان فيه نَجاسةٌ أزالها بالغَسلِ بالماءِ، فلَو ذَكَرَ ولَم يَغسِلْها فهو مَكروهٌ ولا يَحرُمُ). ((الأذكار)) (ص: 12). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ)) [2022] أخرجه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزم قبل حديث (1934)، وأخرجه موصولًا النسائي (5)، وأحمد (24925).  صحَّحه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (1/254)، وابن حبان في ((صحيحه)) (1067)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (1/133)، والنووي في ((المجموع)) (1/267)، وابن الملقن في ((البدر المنير)) (1/687). .
2- عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((... إنَّ المَلائِكةَ تَتَأذَّى مِمَّا يَتَأذَّى مِنه بَنو آدَمَ)) [2023] أخرجه مسلم (564) واللفظ له. .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الذِّكرَ عِبادةٌ باللِّسانِ، فتَنظيفُ الفمِ عِندَ ذلك أدَبٌ حَسَنٌ؛ ولهذا جاءَتِ السُّنَّةُ المُتَواتِرةُ بمَشروعيَّةِ السِّواكِ للصَّلاةِ [2024] لَفظُه: عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لَولا أن أشُقَّ على أُمَّتي -أو على النَّاسِ- لَأمَرتُهم بالسِّواكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ)). أخرجه البخاري (887) واللفظ له، ومسلم (252). ، والعِلَّةُ في ذلك تَنظيفُ المَحَلِّ الذي يَكونُ الذِّكرُ به في الصَّلاةِ [2025] يُنظر: ((تحفة الذاكرين)) للشوكاني (ص: 53). .

انظر أيضا: