موسوعة الآداب الشرعية

خامسَ عشرَ: التَّخلِّي عن مَوانِعِ الإجابةِ


مِن آدابِ الدُّعاءِ: التَّخلِّي عن موانعِ الإجابةِ، ومِن أعظمِها أكلُ الحَرامِ.
الدَّليلُ على ذلك مِن السُّنَّةِ:
فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أيُّها النَّاسُ إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمرَ المؤمنين بما أمَرَ به المرسَلينَ، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون: 51] ، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ *البقرة: 172*، ثمَّ ذَكَر الرَّجُلَ يُطيلُ السَّفَرَ أشعَثَ [2179] الأشعَثُ: المُتَلبِّدُ الشِّعرُ الذي تَغَيَّرَ شَعرُ رَأسِه واغبَرَّ، البَعيدُ العَهدِ بالدُّهنِ والتَّسريحِ والغَسلِ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (9/ 93)، ((المفهم)) لأبي العباس القرطبي (7/ 169)، ((المفاتيح)) للمظهري (6/ 355). أغبَرَ [2180] الأغبَرُ: الذي عَلَته غَبرةُ الغُبارِ. يُنظر: ((المفهم)) لأبي العباس القرطبي (7/ 169). ، يمُدُّ يديه إلى السَّماءِ: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعَمُه حرامٌ، ومَشرَبُه حرامٌ، ومَلبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ [2181] غُذِيَ بالحرامِ -بغَينٍ مُعجَمةٍ مَضمومةٍ، وذالٍ مُعجَمةٍ مَكسورةٍ مُخَفَّفةٍ- أي: كان غِذاؤُه الحَرامَ. يُنظر: ((التعيين في شرح الأربعين)) للصرصري (1/ 114). بالحرامِ؛ فأنَّى يُستجابُ لذلك؟!)) [2182] أخرجه مسلم (1015). .
قال ابنُ رجبٍ: (وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((فأنَّى يُستَجابُ لذلك؟!)) مَعناه: كَيف يُستَجابُ له؟! فهو استِفهامٌ وقَعَ على وجهِ التَّعَجُّبِ والاستِبعادِ...، فيُؤخَذُ مِن هذا أنَّ التَّوسُّعَ في الحَرامِ والتَّغَذِّيَ به مِن جُملةِ مَوانِعِ الإجابةِ) [2183] ((جامع العلوم والحكم)) (1/ 275). . وفيه إيماءٌ إلى أنَّ حِلَّ المَطعَمِ والمَشرَبِ مِمَّا يَتَوقَّفُ عليه إجابةُ الدُّعاءِ [2184] يُنظر: ((دليل الفالحين)) لابن علان (8/ 676). .

انظر أيضا: