موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: طهارةُ القَلبِ


يَنبَغي للمُتَعَلِّمِ أن يُطَهِّرَ قَلبَه مِنَ الأدناسِ؛ ليَصلُحَ لقَبولِ العِلمِ وحِفظِه واستِثمارِه [2290] وقالوا: تَطييبُ القَلبِ للعِلمِ كَتَطييبِ الأرضِ للزِّراعةِ. يُنظر: ((المجموع)) للنووي (1/ 35). وقال ابنُ جَماعةَ في آدابِ طالبِ العِلمِ في نَفسِه: (... أن يُطَهِّرَ قَلبَه مِن كُلِّ غِشٍّ ودَنَسٍ وغِلٍّ وحَسَدٍ وسوءِ عَقيدةٍ وخُلُقٍ؛ ليَصلُحَ بذلك لقَبولِ العِلمِ وحِفظِه، والاطِّلاعِ على دَقائِقِ مَعانيه وحَقائِقِ غَوامِضِه؛ فإنَّ العِلمَ -كَما قال بَعضُهم- صَلاةُ السِّرِّ وعِبادةُ القَلبِ وقُربةُ الباطِنِ، وكما لا تَصلُحُ الصَّلاةُ التي هيَ عِبادةُ الجَوارِح الظَّاهرةِ إلَّا بطَهارةِ الظَّاهِرِ مِنَ الحَدَثِ والخَبَثِ، فكذلك لا يَصِحُّ العِلمُ الذي هو عِبادةُ القَلبِ إلَّا بطَهارَتِه عن خُبثِ الصِّفاتِ وحَدَثِ مَساوِئِ الأخلاقِ ورَديئِها، وإذا طُيِّبَ القَلبُ للعِلمِ ظَهَرَت بَرَكَتُه ونَما، كالأرضِ إذا طُيِّبَت للزَّرعِ نَما زَرعُها وزَكا... وقال سَهلٌ: حَرامٌ على قَلبٍ أن يَدخُلَه النُّورَ، وفيه شَيءٌ مِمَّا يَكرَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ). ((تذكرة السامع والمتكلم)) (ص: 86). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عنِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((... ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضغةً إذا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وإذا فسَدَت فسَدَ الجَسَدُ كُلُّه، ألا وهيَ القَلبُ)) [2291] أخرجه البخاري (52)، ومسلم (1599). .

انظر أيضا: