موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: دُخولُ المُتَعَلِّمِ على الشَّيخِ والمُعَلِّمِ فارِغَ القَلبِ مِنَ الأُمورِ الشَّاغِلةِ


مِن أدَبِ المُتَعَلِّمِ: دُخولُه على الشَّيخِ والمُعَلِّمِ فارِغَ القَلبِ مِنَ الشَّواغِل [998] يُنظر: ((المجموع)) للنووي (1/ 36)، ((التبيان)) للنووي (ص: 48)، ((التراتيب الإدارية)) للكتاني (2/ 222). قال الخَطيبُ البَغداديُّ: (يَنبَغي ألَّا يَسألَ الفقيهَ أن يَذكُرَ له شَيئًا إلَّا ومَعَه سَلامةُ الطَّبعِ وفراغُ القَلبِ، وكَمالُ الفَهمِ؛ لأنَّه إذا حَضَرَه ناعِسًا أو مَغمومًا أو مَشغولَ القَلبِ، أو قد بَطِرَ فرَحًا، أو امتَلَأ غَضَبًا؛ لَم يَقبَلْ قَلبُه ما سَمِعَ، وإن رَدَّدَ عليه الشَّيءَ وكَرَّرَ، فإن فَهِم لَم يَثبُتْ في قَلبِه ما فَهِمَه حَتَّى يَنساه، وإنِ استَعجَمَ قَلبُه عَنِ الفهمِ كان ذلك داعيةً للفقيهِ إلى الضَّجَرِ، وللمُتَعَلِّمِ إلى المَلَلِ). ((الفقيه والمتفقه)) (2/ 203). .
فائدةٌ:
قال الأصمَعيُّ: (إذا كانت في العالمِ خِصالٌ أربَعٌ، وفي المتعلِّمِ خِصالٌ أربَعٌ اتَّفق أمرُهما وتمَّ، فإن نقَصَت من واحدٍ منهما خَصلةٌ لم يتِمَّ أمرُهما؛ أمَّا اللَّواتي في العالِمِ فالعَقلُ، والصَّبرُ، والرِّفْقُ، والبَذلُ، وأمَّا اللَّواتي في المتعلِّمِ فالحِرصُ، والفراغُ، والحِفظُ، والعقلُ؛ لأنَّ العالمَ إن لم يُحسِنْ تدبيرَ المتعَلِّمِ بعقلِه خُلِط عليه أمرُه، وإن لم يكُنْ له صبرٌ عليه مَلَّه، وإن لم يرفُقْ به بغَّض إليه العِلمَ، وإن لم يبذُلْ له عِلمَه لم ينتفِعْ به، وأمَّا المتعَلِّمُ فإن لم يكُنْ له عقلٌ لم يفهَمْ، وإن لم يكُنْ له حِرصٌ لم يتعلَّمْ، وإن لم يُفرِّغْ للعِلمِ قَلبَه لم يَعقِلْ عن مُعَلِّمِه، وساء حفظُه، وإذا ساء حفظُه كان ما يكونُ بَينَهما مِثلَ الكتابِ على الماءِ) [999] ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 343، 344). .

انظر أيضا: