موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: البِشارةُ بما فيه ظهورٌ للإسلامِ


تُسَنُّ البِشارةُ بما فيه ظُهورُ الإسلامِ وأهلِه [1988] يُنظر: ((صحيح البخاري)) (4/ 75). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه: ((قال لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألَا تُريحُني مِن ذي الخَلَصةِ، وكان بَيتًا في خَثعَمَ يُسَمَّى كَعبةَ اليَمانيَةِ، فانطَلقتُ في خَمسينَ ومِائةٍ مِن أحمَسَ، وكانوا أصحابَ خَيلٍ، فأخبَرتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِّي لا أثبُتُ على الخَيلِ، فضَرَبَ في صَدري حتَّى رَأيتُ أثَرَ أصابعِه في صَدري، فقال: اللهُمَّ ثَبِّتْه، واجعَلْه هاديًا مَهديًّا، فانطَلقَ إليها، فكَسَرَها وحَرَّقَها، فأرسَل إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُبَشِّرُه، فقال رَسولُ جَريرٍ لرَسولِ اللهِ: يا رَسولَ اللهِ، والذي بَعَثَك بالحَقِّ، ما جِئتُك حتَّى تَرَكتُها كَأنَّها جَمَلٌ أجرَبُ، فبارَكَ على خَيلِ أحمَسَ ورِجالِها خَمسَ مَرَّاتٍ)) [1989] أخرجه البخاري (3076) واللَّفظُ له، ومسلم (2476). .
قال ابنُ بَطَّالٍ: (في الحَديثِ البِشارةُ في الفُتوحِ وما كان في مَعناه مِن كُلِّ ما فيه ظُهورُ الإسلامِ وأهلِه، ليَبشَرَ المُسلِمونَ بإعلاءِ الدِّينِ، ويَبتَهِلوا إلى اللهِ في الشُّكرِ على ما وهَبَهم مِن نِعَمِه ومَنَّ عليهم مِن إحسانِه؛ فقد أمرَ اللَّهُ تعالى عِبادَه بالشُّكرِ ووعَدَهمُ المَزيدَ، فقال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [1990] ((شرح صحيح البخاري)) (5/ 238). .

انظر أيضا: