موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: عَدَمُ نَقلِ الفتاوى الشَّاذَّةِ مِنَ الكُتُبِ


لا يَجوزُ نَقلُ الفتاوى الضَّعيفةِ والشَّاذَّةِ [2469] الشَّاذُّ: هو ما يَنفرِدُ به قائِلُه مُخالِفًا للدَّليلِ والقياسِ، مُتَضَمِّنًا خِلافَ المُتَّفَقِ عليه بَينَ الفُقَهاءِ يُنظر: ((منهج البحث في الفقه الإسلامي)) لعبد الوهاب أبو سليمان (ص: 230). مِن كُتُبِ الفُقَهاءِ؛ لأنَّ الفُقَهاءَ إنَّما ذَكَروها للتَّحذيرِ منها، والرَّدِّ عليها، لا ليُعمَلَ بها، وذِكرُها في الكُتُبِ كَذِكرِ الأحاديثِ الضَّعيفةِ في كُتُبِ السُّنَّةِ؛ لتَتَبَيَّنَ وتَتَمَيَّزَ مِنَ الأحاديثِ الصَّحيحةِ.
فائدةٌ:
 قال أبو حاتِمٍ الرَّازيُّ: (لم يَكُنْ في أمَّةٍ مِنَ الأمَمِ مُنذُ خَلَق اللهُ آدَمَ أمَناءُ يَحفظونَ آثارَ نَبيِّهم وأنسابَ سَلَفِهم إلَّا في هذه الأمَّةِ. فقال له رَجُلٌ: يا أبا حاتِمٍ، رُبَّما رَووا حديثًا لا أصلَ له ولا يَصِحُّ؟ فقال أبو حاتِمٍ: عُلَماؤُهم يَعرِفونَ الصَّحيحَ مِنَ السَّقيمِ، فرِوايَتُهم ذلك -أي الحَديثَ الواهيَ- للمَعرِفةِ؛ ليَتَبَيَّنَ لِمَن بَعدَهم أنَّهم مَيَّزوا الآثارَ وحَفِظوها) [2470] ((شرف أصحاب الحديث)) للخطيب البغدادي (ص: 42، 43). .

انظر أيضا: