موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: ذِكرُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ


يُستَحَبُّ إذا دَخَل بَيتَه أن يَذكُرَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ [518] قال النَّوويُّ: (يُستَحَبُّ إذا دَخَل بَيتَه أن يَقول: باسمِ اللهِ، وأن يُكثِرَ مِن ذِكرِ اللهِ تعالى). ((الأذكار)) (ص: 23). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((إذا دَخَل الرَّجُلُ بَيتَه، فذَكَرَ اللَّهَ عِندَ دُخولِه وعِندَ طَعامِه، قال الشَّيطانُ: لا مَبيتَ لكُم ولا عَشاءَ، وإذا دَخَل فلم يَذكُرِ اللَّهَ عِندَ دُخولِه قال الشَّيطانُ: أدرَكتُمُ المَبيتَ، وإذا لم يَذكُرِ اللَّهَ عِندَ طَعامِه قال: أدرَكتُمُ المَبيتَ والعَشاءَ)) [519] أخرجه مسلم (2018). .
قال النَّوَويُّ: (مَعناه: قال الشَّيطانُ لإخوانِه وأعوانِه ورُفقَتِه، وفي هذا استِحبابُ ذِكرِ اللهِ تعالى عِندَ دُخولِ البَيتِ وعِندَ الطَّعامِ) [520] ((شرح مسلم)) (13/ 190، 191). .
2- عن أبي موسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((مَثَلُ البَيتِ الذي يُذكَرُ اللَّهُ فيه، والبَيتِ الذي لا يُذكَرُ اللَّهُ فيه، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ)) [521] أخرجه البخاري (6407)، ومسلم (779) واللَّفظُ له. .
مسألةٌ: دخولُ المنزلِ والخروجُ منه هل يقدِّمُ فيه اليُمنَى أو اليُسرَى؟
قال ابنُ علَّانَ في دخولِ المنزلِ: (وقدِ اختُلِف فيه؛ فقيل: إنَّه باليُمنى نَظَرًا لعَدَمِ وُجودِ الإهانةِ المُقتَضيةِ اليُسرى. وقيل: باليُسرى لفِقدانِ التَّكريمِ المُقتَضي بها، والرَّاجِحُ الأوَّلُ) [522] ((دليل الفالحين)) (5/ 210). .
وقال خَليلُ بنُ إسحاقَ في مسألةِ تقديمِ اليُمنَى أو اليُسرَى: (والمَنزِلُ يُمناه بهما) [523] ((مختصر خليل)) (ص: 21). .
قال بهرامُ الدَّميريُّ: (قَولُه: "والمَنزِلُ يُمناه بهما" أي: يُقدِّمُ اليُمنى في الدُّخولِ إليه والخُروجِ مِنه) [524] ((تحبير المختصر)) (1/ 159). .
وقال الخَرَشيُّ: (وأمَّا المَنزِلُ فيُقدِّمُ يُمناه دُخولًا وخُروجًا؛ إذ لا أذى ولا عِبادةَ) [525] ((شرح مختصر خليل)) (1/ 146). .

انظر أيضا: