موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: عَدَمُ قَضاءِ الحاجةِ في طَريقِ النَّاسِ


يَحرُمُ قَضاءُ الحاجةِ في الطَّريقِ المسلوكةِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اتَّقُوا اللَّعَّانَينِ. قالوا: وما اللَّعَّانانِ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: الذي يَتَخَلَّى في طَريقِ النَّاسِ أو في ظِلِّهم)) [771] أخرجه مسلم (269). .
وفي رِوايةٍ: ((اتَّقُوا اللَّاعِنَينِ)) [772] أخرجها أبو داود (25)، وأحمد (8853). صحَّحها الحاكم في ((المستدرك)) (664) وقال: على شرط مسلم، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (25)، وصحَّح إسنادَها شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (25). .
قال الخَطَّابيُّ: (قَولُه: «اتَّقوا اللَّاعِنَينِ» يُريدُ الأمرَينِ الجالبَينِ للَّعنِ الحامِلينَ النَّاسَ عليه والدَّاعيَينِ إليه؛ وذلك أنَّ مَن فَعَلَهما لُعِنَ وشُتِمَ، فلمَّا صارا سَبَبًا لذلك أُضيفَ إليهما الفِعلُ، فكان كأنَّهما اللَّاعِنانِ، وقد يَكونُ اللَّاعِنُ أيضًا بمَعنى المَلعونِ، فاعِلٌ بمَعنى مَفعولٍ) [773] ((معالم السنن)) (1/ 21). .
2- عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إيَّاكُم والتَّعريسَ على جَوادِّ الطَّريقِ...؛ فإنَّها مَأوى الحَيَّاتِ والسِّباعِ. وقَضاءَ الحاجةِ عليها؛ فإنَّها مِنَ المُلاعِنِ)) [774] أخرجه ابن ماجه (329) واللفظ له، وأحمد (14277). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (329)، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (14277)، وصحَّح إسنادَه ابن الملقن في ((البدر المنير)) (2/314)، وحسَّنه ابن حجر في ((التخليص الحبير)) (1/155)، والشوكاني في ((السيل الجرار)) (1/65). .
قولُه: («إيَّاكُم والتَّعريسَ» أي: النُّزولَ آخِرَ اللَّيلِ لنَحوِ نَومٍ «على جَوادِّ الطَّريقِ» بتَشديدِ الدَّالِ، جمعُ: جادَّةٍ، أي: مُعظَمِ الطَّريقِ، والمُرادُ نَفسُها... «فإنَّها مَأوى الحَيَّاتِ والسِّباعِ. وقَضاءَ الحاجةِ عليها؛ فإنَّها مِنَ المُلاعِنِ» أي: الأُمورِ الحامِلةِ على اللَّعنِ والشَّتمِ الجالبةِ لذلك، والمُصطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رؤوفٌ بأُمَّتِه رَحيمٌ بهم؛ فأرشَدَ إلى تَجَنُّبِ ما هو مَظِنَّةُ حُصولِ التَّأذِّي) [775] ((فيض القدير)) (3/ 123). .

انظر أيضا: