موسوعة الآداب الشرعية

خامسًا: التَّيامُنُ عِندَ لُبسِ الثِّيابِ


يُستَحَبُّ التَّيامُنُ عِندَ لُبسِ الثَّوبِ [925] قال النَّوويُّ: (يُستَحَبُّ أن يُبتَدَأَ في لُبسِ الثَّوبِ والنَّعلِ والسَّراويلِ وشِبهِها باليَمينِ مِن كُمَّيه ورِجلَيِ السَّراويلِ، ويَخلعَ الأيسَرَ، ثُمَّ الأيمَنَ، وكذلك الاكتِحالُ، والسِّواكُ، وتَقليمُ الأظفارِ، وقَصُّ الشَّارِبِ، ونَتفُ الإبْطِ، وحَلقُ الرَّأسِ، والسَّلامُ مِنَ الصَّلاةِ، ودُخولُ المَسجِدِ، والخُروجُ مِنَ الخَلاءِ، والوُضوءُ، والغُسلُ، والأكلُ، والشُّربُ، والمُصافَحةُ، واستِلامُ الحَجَرِ الأسودِ، وأخذُ الحاجةِ مِن إنسانٍ، ودَفعُها إليه، وما أشبَهَ هذا، فكُلُّه يَفعَلُه باليَمينِ، وضِدُّه باليَسارِ). ((الأذكار)) (ص: 22). وقال أيضًا: (هذه قاعِدةٌ مُستَمِرَّةٌ في الشَّرعِ، وهيَ أنَّ ما كان مِن بابِ التَّكريمِ والتَّشريفِ؛ كلُبسِ الثَّوبِ والسَّراويلِ والخُفِّ، ودُخولِ المَسجِدِ، والسِّواكِ والاكتِحالِ، وتَقليمِ الأظفارِ وقَصِّ الشَّارِبِ، وتَرجيلِ الشَّعرِ -وهو مَشطُه-، ونَتفِ الإبْطِ وحَلقِ الرَّأسِ، والسَّلامِ مِنَ الصَّلاةِ، وغَسلِ أعضاءِ الطَّهارةِ، والخُروجِ مِنَ الخَلاءِ، والأكلِ والشُّربِ، والمُصافَحةِ واستِلامِ الحَجَرِ الأسودِ، وغَيرِ ذلك مِمَّا هو في مَعناه: يُستَحَبُّ التَّيامُنُ فيه، وأمَّا ما كان بضِدِّه؛ كدُخولِ الخَلاءِ، والخُروجِ مِنَ المَسجِدِ، والامتِخاطِ والاستِنجاءِ، وخَلعِ الثَّوبِ والسَّراويلِ والخُفِّ وما أشبَهَ ذلك: فيُستَحَبُّ التَّياسُرُ فيه، وذلك كُلُّه لكَرامةِ اليَمينِ وشَرَفِها). ((شرح مسلم)) (3/ 160). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التيَمُّنُ في تنَعُّلِه، وترَجُّلِه، وطُهورِه، وفي شأنِه كُلِّه)) [926] أخرجه البخاري (168) واللفظ له، ومسلم (268). .
2- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا لَبِستُم وإذا توضَّأتُم فابدَؤوا بأيامِنِكم)) [927] أخرجه أبو داود (4141)، وأحمد (8652) واللفظ لهما، وابن ماجه (402). صحَّحه ابنُ خزيمة في ((الصحيح)) (1/288)، وابن حبان في ((صحيحه)) (1090)، والنووي في ((رياض الصالحين)) (297)، وابن الملقن في ((البدر المنير)) (2/200)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4141). ورُوِيَ بلفظِ: عن أبي هُرَيرةَ، قال: ((كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا لبِسَ قميصًا بدأ بميامِنِه)). أخرجه الترمذي (1766) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9590)، وابن حبان (5422). صحَّح إسنادَه على شرط الشيخين: شعيب الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (5422). وقد ذهب إلى تصحيحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1766). .
3- عن حارثةَ بنِ وَهبٍ الخُزاعيِّ، قال: حَدَّثَتْني حَفصةُ زَوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَجعَلُ يَمينَه لطعامِه وشَرابِه وثِيابِه، ويجعَلُ شِمالَه لِما سِوى ذلك)) [928] أخرجه أبو داود (32) واللفظ له، وأحمد (26461). صحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحه)) (5227)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (32)، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (32). .

انظر أيضا: