موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: رَدُّ العاطِسِ على مَن شَمَّتَه


يُستَحَبُّ أن يَدعوَ العاطِسُ لمَن شَمَّتَه، وأفضَلُه: يَهديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم [1846] قال ابنُ الجَوزيِّ: (البالُ: الحالُ. ولمَّا أبانَ العُطاسَ عن صَلاحٍ ناسَبَ ذلك أن يَقولَ العاطِسُ: الحَمدُ للَّهِ، ولمَّا كان ذلك الصَّلاحُ برَحمةِ اللَّهِ ناسَب ذلك أن يُقالَ للعاطِسِ: يَرحَمُك اللهُ، أي: يَزيدُك رَحمةً، ولمَّا قامَ الرَّادُّ بحَقِّ المُسلِمِ ناسَب ذلك أن يَقولَ: ويُصلِحُ بالَكُم، أي: يُصلِحُ حالَك بالسَّلامةِ والنِّعمةِ، كما أصلحَ حالي بالعُطاسِ). ((كشف المشكل)) (3/ 530). وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (أمَّا اختِلافُ الفُقَهاءِ في كَيفيَّةِ تَشميتِ العاطِسِ، فقال مالِكٌ: لا بَأسَ أن يَقولَ العاطِسُ لمَن شَمَّته: يَهديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكم، وإن شاءَ قال: يَغفِرُ اللهُ لنا ولكُم، كُلُّ ذلك جائِزٌ. وهو قَولُ الشَّافِعيِّ، أيَّ ذلك قال فحَسَنٌ). ((الاستذكار)) (8/ 481، 482). ويُنظر: ((شرح مشكل الآثار)) للطحاوي (10/ 181)، ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 368، 369)، ((فتح الباري)) لابن حجر (10/ 609). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إذا عَطَسَ أحَدُكُم فليَقُلِ: الحَمدُ للهِ، وليَقُلْ له أخوه أو صاحِبُه: يَرحَمُك اللهُ، فإذا قال له: يَرحَمُك اللهُ، فليَقُلْ: يَهديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم)) [1847] أخرجه البخاري (6224). .
ب- مِنَ الآثارِ
1- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (إذا عَطَسَ أحَدُكُم فليَقُلِ: الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ، وليَقُلْ مَن يَرُدُّ: يَرحَمُك اللهُ، وليَقُلْ هو: يَغفِرُ اللهُ لي ولكُم) [1848] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (934)، والحاكم (7904)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8903). صحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (715)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (12/309)، وقال الحاكم: محفوظ من كلام عبد الله، وقال البَيهَقيُّ: الصَّحيحُ مَوقوفٌ. .
2- عن نافِعٍ: (أنَّ عَبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ كان إذا عَطَسَ، فقيل له: يَرحَمُك اللهُ، قال: يَرحَمُنا اللهُ وإيَّاكُم، ويَغفِرُ لنا ولكُم) [1849] أخرجه مالك (3543) واللَّفظُ له، وابن أبي شيبة في ((الأدب)) (344)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (933). صحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (714)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (12/309). .
3- عن أبي جَمرةَ، قال: (سَمِعتُ ابنَ عبَّاسٍ يَقولُ إذا شَمَّت: عافانا اللهُ وإيَّاكُم مِنَ النَّارِ، يَرحَمُكُمُ اللهُ) [1850] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (929). صحَّح إسنادَه ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (10/624)، والألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (710). .

انظر أيضا: