موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: عَدَمُ رَفعِ الصَّوتِ بالتَّثاؤُبِ


يُكرَهُ رَفعُ الصَّوتِ بالتَّثاؤُبِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطاسَ ويَكرَهُ التَّثاؤُبَ [1879] قال البَغَويُّ: (قال أبو سُليمانَ الخَطَّابيُّ: مَعنى حُبِّ العُطاسِ وحَمدِه وكَراهيةِ التَّثاؤُبِ وذَمِّه، أنَّ العُطاسَ إنَّما يَكونُ مَعَ انفِتاحِ المَسامِّ، وخِفَّةِ البَدَنِ، وتَيَسُّرِ الحَرَكاتِ، وسَبَبُ هذه الأُمورِ تَخفيفُ الغِذاءِ، والإقلالُ مِنَ المَطعَمِ، والتَّثاؤُبُ إنَّما يَكونُ مَعَ ثِقَلِ البَدَنِ وامتِلائِه، وعِندَ استِرخائِه للنَّومِ، ومَيلِه إلى الكَسَلِ؛ فصارَ العُطاسُ مَحمودًا؛ لأنَّه يُعينُ على الطَّاعاتِ، والتَّثاؤُبُ مَذمومًا؛ لأنَّه يَثنيه عنِ الخَيراتِ؛ فالمَحَبَّةُ والكَراهيةُ تَنصَرِفُ إلى الأسبابِ الجالبةِ لهما، وإنَّما أُضيف إلى الشَّيطانِ؛ لأنَّه هو الذي يُزَيِّنُ للنَّفسِ شَهوتَها، فإذا قال: ها، يَعني: إذا بالغَ في التَّثاؤُبِ، ضَحِكَ الشَّيطانُ فَرَحًا بذلك). ((شَرح السُّنَّةِ)) (12/ 307). ويُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 141)، ((أعلام الحديث)) للخطابي (3/ 2225). وقال النَّوويُّ: (قال العُلماءُ: مَعناه: أنَّ العُطاسَ سَبَبُه مَحمودٌ، وهو خِفَّةُ الجِسمِ التي تَكونُ لقِلَّة الأخلاطِ وتَخفيفِ الغِذاءِ، وهو أمرٌ مَندوبٌ إليه؛ لأنَّه يُضعِفُ الشَّهوةَ ويُسَهِّلُ الطَّاعةَ، والتَّثاؤُبُ بضِدِّ ذلك). ((الأذكار)) (ص: 269). ، فإذا عَطَسَ فحَمِدَ اللَّهَ فحَقٌّ على كُلِّ مُسلِمٍ سَمِعَه أن يُشَمِّتَه، وأمَّا التَّثاؤُبُ فإنَّما هو مِنَ الشَّيطانِ، فليَرُدَّه ما استَطاعَ، فإذا قال: ها، ضَحِكَ مِنه الشَّيطانُ)) [1880] أخرجه البخاري (6223) واللَّفظُ له، ومسلم (2994) مُختَصَرًا باختلافٍ يسيرٍ. .
وفي رِوايةٍ: (العُطاسُ مِنَ اللهِ، والتَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُم فليَضَعْ يَدَه على فيه، وإذا قال: آه آه، فإنَّ الشَّيطانَ يَضحَكُ مِن جَوفِه)) [1881] أخرجها الترمذي (2746) واللَّفظُ له، وأحمد (7599). صحَّحها ابن خزيمة في ((الصحيح)) (2/130)، وابن حبان في ((صحيحه)) (2358)، وابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (5/382)، وقال الترمذي: حسن صحيح. .

انظر أيضا: