موسوعة الآداب الشرعية

سابعَ عشرَ: التَّسميةُ إذا عَثَرَتِ الدَّابَّةُ


يُستَحَبُّ إذا عَثَرَت دابَّتُه أن يَقولَ: "باسمِ اللهِ" [1981] ويَنبَغي الرِّفقُ بالدَّابَّةِ، وإعطاؤُها حَقَّها، وعَدَمُ تَعليقِ ما يُكرَهُ أو يَحرُمُ تَعليقُه عَليها، ويَحرُمُ لَعنُها وتَكليفُها فوقَ ما تُطيقُ مِن حَملٍ وسَيرٍ. .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن رَجُلٍ، قال: ((كُنتُ رَديفَ [1982]الرَّديفُ والرِّدفُ: هو الرَّاكِبُ خَلفَ الرَّاكِبِ، يُقالُ مِنه: رَدِفَه يَردَفُه، بكَسرِ الدَّالِ في الماضي وفتحِها في المُضارِعِ: إذا رَكِبَ خَلفَه، وأردَفتُه أنا، وأصلُه مِن رُكوبِه على الرِّدفِ، وهو العَجُزُ. يُنظر: ((إكمال المعلم)) لعياض (1/ 259، 260)، ((مطالع الأنوار)) لابن قرقول (3/ 139)، ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (6/ 219). النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فعَثَرَت دابَّةٌ، فقُلتُ: تَعِسَ [1983] تَعِسَ، أي: خابَ وخَسِرَ، والتَّعْسُ: الهَلاكُ، وأصلُه الكَبُّ، وهو ضِدُّ الانتِعاشِ. وقد تَعِسَ يَتعَسُ تَعسًا، وأتعَسَه اللهُ، ويُقالُ: تَعسًا لفُلانٍ، أي: ألزَمَه اللهُ هَلاكًا. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 910)، ((جامع الأصول)) لابن الأثير (6/ 635)، ((الأذكار)) للنووي (ص: 309). الشَّيطانُ! فقال: لا تَقُلْ: تَعِسَ الشَّيطانُ؛ فإنَّك إذا قُلتَ ذلك تَعاظَمَ حتَّى يَكونَ مِثلَ البَيتِ، ويَقولُ: بقوَّتي، ولكِن قُلْ: باسمِ اللهِ؛ فإنَّك إذا قُلتَ ذلك تَصاغَرَ [1984] تَصاغَرَ: مِنَ الصَّغارِ، وهو الذُّلُّ والهَوانُ، أو هو مِنَ الصِّغَرِ، أي: صارَ صَغيرًا بَعدَ عِظَمِه. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (6/ 635). حتَّى يَكونَ مِثلَ الذُّبابِ)) [1985] أخرجه مِن طُرُقٍ: أبو داود (4982) واللَّفظُ له، وأحمد (23092). صَحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (4982)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1503)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4982)، وقوى إسناده وجوده ابن كثير في ((التفسير)) (8/558). .

انظر أيضا: