موسوعة الآداب الشرعية

ثمان وعشرونَ: تَلَقِّي المُسافِرينَ عِندَ القُدومِ


يُسَنُّ تَلقِّي المُسافِرينَ عندَ قدومِهم مِن السَّفرِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عنِ السَّائِبِ بنِ يَزيدَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((أذكُرُ أنِّي خَرَجتُ مَعَ الغِلمانِ إلى ثَنيَّةِ الوداعِ [2078] الثَّنيةُ: هيَ ما ارتَفعَ مِنَ الأرضِ، أو هيَ الطَّريقُ في الجَبَلِ، وثَنيَّةُ الوداعِ قيل: سُمِّيَت بذلك لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودَّعَه بها بَعضُ المُقيمينَ بالمَدينةِ في بَعضِ أسفارِه، وقيل: لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَيَّعَ إليها بَعضَ سراياه فودَّعَه عِندَها، وقيل: لأنَّ المُسافِرَ مِنَ المَدينةِ كان يُشَيَّعُ إليها ويودَّعُ عِندَها قديمًا. يُنظر: ((عمدة القاري)) للعيني (18/ 59)، ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (6/ 460). ، نَتَلقَّى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) [2079] أخرجه البخاري (4426). .
وفي رِوايةٍ: ((أذكُرُ أنِّي خَرَجتُ مَعَ الصِّبيانِ نَتَلقَّى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى ثَنيَّةِ الوداعِ مَقدَمَه مِن غَزوةِ تَبوكَ)) [2080] أخرجها البخاري (4427). .
2- عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((لمَّا قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَكَّةَ استَقبَلَته أُغَيلِمةُ [2081] أُغَيلِمةُ: تَصغيرُ غِلْمةٍ على غَيرِ مُكَبَّرِه، وكَأنَّهم صَغَّروا أَغْلِمة، وإن كانوا لم يَقولوه، كَما قالوا في تَصغيرِ الصِّبيةِ: أُصَيبِيَةٌ، وكان القياسُ أن يُقالَ: غُلَيمةٌ، والغِلمةُ: جَمعُ غُلامٍ، وهو جَمعُ القِلَّةِ، وجَمعُ كَثرةٍ: غِلمانٌ. يُنظر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (2/ 914)، ((الميسر)) للتوربشتي (2/ 612). بَني عَبدِ المُطَّلِبِ، فحَمَل واحِدًا بَينَ يَدَيه، وآخَرَ خَلفَه)) [2082] أخرجه البخاري (1798). .
3- عن عبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قدِمَ مِن سَفَرٍ تُلُقِّي بصِبيانِ أهلِ بَيتِه، قال: وإنَّه قَدِمَ مِن سَفَرٍ فسُبِقَ بي إليه، فحَمَلني بَينَ يَدَيه، ثُمَّ جيءَ بأحَدِ ابنَي فاطِمةَ، فأردَفه خَلفَه، قال: فأُدخِلْنا المَدينةَ ثَلاثةً على دابَّةٍ)) [2083] أخرجه مسلم (2428). .

انظر أيضا: