موسوعة الآداب الشرعية

ثانيا: الرُّقيةُ والدُّعاءُ


يُسَنُّ أن يَرقيَ المَريضُ نَفسَه بما ثَبَتَ في السُّنَّةِ، ويَقولَ ويَفعَلَ ما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُه ويَفعَلُه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أوى إلى فِراشِه، نَفَثَ [2252] نَفَثَ: أي: تَفَل بغَيرِ ريقٍ أو مَعَ ريقٍ خَفيفٍ. وقيل: النَّفثُ: أقَلُّ ما يَبزُقُ الإنسانُ. وقيل: النَّفثُ شَبيهٌ بالنَّفخِ بلا ريقٍ، فأمَّا التَّفلُ فلا يَكونُ إلَّا ومَعَه شَيءٌ مِن ريقٍ. يُنظر: ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (4/ 289)، ((جامع الأصول)) لابن الأثير (7/ 562)، ((فتح الباري)) لابن حجر (8/ 131). في كَفَّيه بِـ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وبالمُعَوِّذَتَينِ جَميعًا، ثُمَّ يَمسَحُ بهما وَجهَه، وما بَلغَت يَداه مِن جَسَدِه. قالت عائِشةُ: فلمَّا اشتَكى [2253] اشتَكى: أي: مَرِضَ. يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (6/ 465). كان يَأمُرُني أن أفعَلَ ذلك به)) [2254] أخرجه البخاري (5748). .
وفي رِوايةٍ: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فِراشِه كُلَّ ليلةٍ جَمَع كَفَّيه، ثُمَّ نَفَثَ فيهما فقَرَأ فيهما: قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمسَحُ بهما ما استَطاعَ مِن جَسَدِه، يَبدَأُ بهما على رَأسِه ووَجهِه وما أقبَل مِن جَسَدِه، يَفعَلُ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ)) [2255] أخرجها البخاري (5017). .
وفي رِوايةٍ: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا اشتَكى نَفثَ على نَفسِه بالمُعَوِّذاتِ، ومَسَحَ عنه بيَدِه، فلمَّا اشتَكى وجَعَه الذي تُوُفِّيَ فيه طَفِقتُ أنفُثُ على نَفسِه بالمُعَوِّذاتِ التي كان يَنفُثُ، وأمسَحُ بيَدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنه)) [2256] أخرجها البخاري (4439). .
وفي رِوايةٍ: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا مَرِضَ أحَدٌ مِن أهلِه نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذاتِ، فلمَّا مَرِضَ مَرَضَه الذي ماتَ فيه جَعَلتُ أنفُثُ عليه وأمسَحُه بيَدِ نَفسِه؛ لأنَّها كانت أعظَمَ بَرَكةً مِن يَدي)) [2257] أخرجها مسلم (2192). .
وفي رِوايةٍ عن مَعمَرٍ، عنِ الزُّهريِّ، عن عُروةَ، عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَنفُثُ على نَفسِه في المَرَضِ الذي ماتَ فيه بالمُعَوِّذاتِ، فلمَّا ثَقُل كُنتُ أنفُثُ عليه بهنَّ، وأمسَحُ بيَدِ نَفسِه لبَرَكَتِها)). فسَألتُ الزُّهريَّ: كَيف يَنفُثُ؟ قال: كان يَنفُثُ على يَدَيه، ثُمَّ يَمسَحُ بهما وَجهَه [2258] أخرجها البخاري (5735). .
2- عن عُثمانَ بنِ أبي العاصِ الثَّقَفيِّ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّه شَكا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَعًا يَجِدُه في جَسَدِه مُنذُ أسلمَ، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ضَعْ يَدَك على الذي تَألمُ مِن جَسَدِك، وقُلْ: باسمِ اللهِ ثَلاثًا، وقُلْ سَبعَ مَرَّاتٍ: أعوذُ باللهِ وقُدرَتِه مِن شَرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ)) [2259] أخرجه مسلم (2202). .

انظر أيضا: