موسوعة الآداب الشرعية

ثامنًا: المبالَغةُ في المضمضةِ والاستِنْشاقِ


تُسنُّ المبالغةُ [54] المبالغةُ في المضمضةِ: إدارةُ الماءِ بقوَّةٍ في جميعِ الفَم،ِ والمبالغةُ في الاستنشاقِ: إيصالُ الماءِ إلى خَيشومِه. ((المجموع)) للنووي (1/355)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/171). في المَضمضةِ والاستنشاقِ [55] وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ. يُنظر: ((البحر الرائق)) لابن نجيم (1/22)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/354)، ((المجموع)) للنووي (1/356)، ((الإنصاف)) للمرداوي (1/133). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك [56] قال العيني: (وفي "جامع قاضي خان" و"المحيط": المبالغة فيها سنة إجماعًا). ((البناية شرح الهداية)) (1/ 213). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن لَقِيطِ بن صَبِرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قلتُ: يا رسولَ الله، أخبِرْني عن الوُضوءِ، قال: أسبِغِ الوُضوءَ، وخلِّلْ بيْنَ الأصابِعِ، وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا)) [57] أخرجه أبو داود (142)، والترمذي (788) واللفظ لهما، والنسائي (87) صححه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (1/282)، وابن حبان في ((صحيحه)) (1087)، والحاكم في ((المستدرك)) (529)، وابن القطان في ((الوهم والإيهام)) (5/592)، والنووي في ((المجموع)) (6/312)، وقال الترمذي: حسن صحيح .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ قولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا)) يدُلُّ على سُنِّيَّةِ المبالغةِ في الاستنشاقِ لِغَيرِ الصَّائمِ، ويُقاسُ عليها المبالغةُ في المضمضةِ [58] ((شرح عمدة الفقه- كتاب الطهارة والحج)) لابن تيمية (1/210)، ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (1/113). .
وأمَّا التَّعليلُ: فلأنَّ المبالغةَ في المضمضةِ والاستنشاقِ من إسباغِ الوُضوءِ المأمورِ به شرعًا [59] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (1/113). .

انظر أيضا: