موسوعة الآداب الشرعية

سابعَ عشرَ: البَدءُ بمُقدَّمِ الأعضاءِ في الوُضوءِ 


يُندَبُ البَدءُ بمُقدَّمِ الأعضاء [99] فيبدأُ في اليدينِ مِن أطرافِ الأصابعِ، وفي الرَّأسِ مِن منابِتِ شَعرِ الرَّأسِ المعتادِ، وفي الرِّجلِ مِن الأصابعِ. وهو مذهب الجمهورِ: الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشَّافعيَّة. يُنظر: ((الفتاوى الهندية)) (1/8)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/373)، ((المجموع)) للنووي (1/465). .
الدليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قولُه تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [المائدة: 6] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّه تعالى جعَل المرافِقَ والكَعبينِ غايةَ الغَسلِ، فتكونُ منتهى الفِعلِ [100] ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (1/36). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن يحيى المازنيِّ، عن أبيه، ((أنَّ رجُلًا قال لعبدِ الله بنِ زَيدٍ: أتستطيعُ أن تُريَني كيف كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتوضَّأُ؟ فقال عبدُ الله بنُ زيدٍ: نعَمْ، فدعا بماءٍ، فأفرَغ على يديه، فغَسَل يدَه مرَّتينِ، ثمَّ مضمَضَ واستنثر ثلاثًا، ثمَّ غَسَل وجهَه ثلاثًا، ثمَّ غَسَل يديه مرَّتين مرَّتين إلى المِرفَقينِ، ثمَّ مسَح رأسَه بيَديه، فأقبَلَ بهما وأدبَرَ؛ بدَأ بمُقدَّم رأسِه، حتَّى ذهب بهما إلى قَفاه، ثمَّ ردَّهما إلى المكانِ الَّذي بدأ منه، ثمَّ غَسَل رِجلَيه)) [101] أخرجه البخاري (185) واللفظ له، ومسلم (235). .

انظر أيضا: