موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: قراءةُ سورَتَيِ السَّجدةِ والإنسانِ في فَجرِ الجُمُعةِ


يُسنُّ أنْ يُقرأَ في صلاةِ الفَجرِ يومَ الجُمُعةِ بسُورَتَيِ الم تَنْزِيلُ، وهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ [987] وهذا مذهبُ الشَّافعيَّةِ، والحَنابِلَةِ، واختاره ابنُ دقيقِ العيدِ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ باز. ينظر: ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (2/55)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/38)، ((إحكام الأحكام)) لابن دقيق العيد (ص: 228)، ((الاختيارات الفقهية لابن تيمية)) (ص: 440)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (12/395). قال ابن رجب: (ممَّن استَحبَّ قِراءةَ سورةِ الم سورة السَّجدةِ، وهَلْ أَتَى في صلاةِ الفَجرِ يومَ الجُمعةِ: الثَّوْريُّ، والشَّافِعيُّ، وأحمدُ، وإسحاقُ، وأبو خَيْثَمةَ، وابنُ أبي شَيبةَ، وسليمانُ بنُ داودَ الهاشميُّ، والجُوزجانيُّ، وغيرُهم مِن فُقهاءِ الحديثِ، وهذا هو المرويُّ عن الصَّحابةِ؛ منهم: عليٌّ، وابنُ عبَّاسٍ، وأبو هُرَيرةَ). ((فتح الباري)) (5/383). تنبيه: قال ابنُ القيِّم: (يظنُّ كثيرُ ممَّن لا عِلمَ عندَه أنَّ المرادَ تخصيصُ هذه الصَّلاةِ بسجدةٍ زائدةٍ، ويُسمُّونها سجدةَ الجُمُعةِ، وإذا لم يقرأْ أحدُهم هذه السُّورةَ استحبَّ قراءةَ سورةٍ أخرى فيها سجدةٌ؛ ولهذا كَرِه مَن كرِه مِن الأئمَّةِ المداوَمةَ على قِراءةِ هذه السُّورةِ في فَجرِ الجُمعةِ؛ دفعًا لتوهُّمِ الجاهلينَ. وسمِعتُ شيخَ الإسلامِ ابنَ تيميَّةَ يقولُ: إنَّما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأُ هاتَينِ السُّورتينِ في فَجرِ الجُمعةِ؛ لأنَّهما تضمَّنَتا ما كان ويكونُ في يومِها، فإنَّهما اشتملَتَا على خَلقِ آدَمَ، وعلى ذِكرِ المَعادِ وحَشرِ العِبادِ، وذلك يكونُ يومَ الجُمعةِ، وكان في قراءتِهما في هذا اليومِ تذكيرٌ للأمَّةِ بما كان فيه ويكونُ، والسَّجدةُ جاءتْ تبعًا، ليستْ مقصودةً حتَّى يَقصدَ المصلِّي قِراءتَها حيثُ اتَّفقتْ. فهذه خاصَّةٌ مِن خواصِّ يومِ الجُمُعةِ). ((زاد المعاد)) (1/363). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأُ في الجُمُعةِ في صلاةِ الفَجرِ: الم تَنْزِيلُ السجدة  وهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ)) [988] أخرجه البخاري (891) واللفظ له، ومسلم (880). .
2- عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأُ في صلاةِ الفجرِ يومَ الجُمُعةِ: الم تَنْزِيلُ، وهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)) [989] أخرجه مسلم (879). .

انظر أيضا: