موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: لُبْسُ أَحسنِ الثِّيابِ


يُستحبُّ أن يَخرُجَ متجمِّلًا لصلاةِ العيدِ على أحسَنِ هيئةٍ [1175] وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ. ينظر: ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/224)، ((الكافي)) لابن عبد البر (1/264)، ((المجموع)) للنووي (5/8)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/51). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال اللهُ تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّه يُستحبُّ التَّجمُّلُ للصَّلاةِ بأحسَنِ الثِّيابِ؛ لأنَّه مِن الزِّينةِ [1176] قال ابنُ كثير: (ولهذه الآيةِ، وما ورد في معناها مِن السُّنَّةِ، يُستحبُّ التَّجمُّلُ عندَ الصَّلاةِ، ولا سيَّما يومُ الجُمُعةِ ويومُ العيدِ، والطِّيِبُ؛ لأنَّه مِن الزِّينةِ). ((تفسير القرآن العظيم)) (3/406). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن عبد الله بن عمر قال: وَجَدَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ حُلَّةً مِن إسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ بالسُّوقِ، فأخَذَهَا، فأتَى بهَا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ابْتَعْ هذِه فَتَجَمَّلْ بهَا لِلْعِيدِ، وَلِلْوَفْدِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ((إنَّما هذِه لِبَاسُ مَن لا خَلَاقَ [1177] مَن لا خَلَاقَ له: قيل: مَعناه مَن لا نَصيبَ له في الآخِرةِ، والخَلَاقُ: النَّصيبُ، وقيل: مَن لا حُرمةَ له، وقيل: مَن لا دينَ له. يُنظر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (1/ 576)، ((المعلم)) للمازري (3/ 129)، ((شرح مسلم)) للنووي (14/ 38). له)) [1178] أخرجه البخاري (6081)، ومسلم (2068) واللفظ له. .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الحديثَ يدُلُّ على أنَّ التَّجمُّلَ للعيدِ كان أمرًا معتادًا بيْنَهم [1179] ((فتح الباري)) لابن رجب (6/67). .
ج- مِن الآثارِ
عن نافعٍ: (أنَّ ابنَ عُمرَ كان يَلبَسُ في العيدينِ أحسنَ ثِيابِه) [1180] أخرجه من طرق الحارث ابن أبي أسامة كما في ((بغية الباحث)) (207) بنحوِه، والبيهقي (6212) واللَّفظُ له. صحَّح إسنادَه ابنُ رجب في ((فتح الباري)) (6/68)، وابن حجر في ((فتح الباري)) (2/510). .

انظر أيضا: