ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
1- عن
ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (إنَّكم في زمانٍ كثيرٍ فُقَهاؤُه، قليلٍ خُطَباؤه، قليلٌ سُؤَّالُه، كثيرٌ مُعطوه، العَمَلُ فيه قائِدٌ للهوى، وسيأتي مِن بَعدِكم زمانٌ قليلٌ فُقَهاؤه، كثيرٌ خُطَباؤه، كثيرٌ سُؤَّالُه، قليلٌ مُعطوه، الهَوى فيه قائِدٌ للعَمَلِ، اعلَموا أنَّ حُسنَ الهَدْيِ في آخِرِ الزَّمانِ خيرٌ من بعضِ العَمَلِ)
[3064] ((الأدب المفرد)) للبخاري (ص: 422). .
2- وعن
عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (ينبغي لحامِلِ القرآنِ أن يُعرَفَ بليلِه إذا النَّاسُ نائِمون، وبنهارِه إذا النَّاسُ يُفطِرون، وبحُزنِه إذا النَّاسُ يَفرَحون، وببُكائِه إذا النَّاسُ يَضحَكون، وبصَمتِه إذا النَّاسُ يخوضون، وبخُشوعِه إذا النَّاسُ يختالون، وينبغي لحامِلِ القرآنِ أن يكونَ باكيًا محزونًا حليمًا سكيتًا لَيِّنًا، ولا ينبغي لحامِلِ القرآنِ أن يكونَ جافيًا ولا غافلًا، ولا سخَّابًا ولا صيَّاحًا، ولا حديدًا)
[3065] ((الزهد)) لأبي داود (ص: 170). .
3- وقال كعبُ الأحبارِ: (طَلَبُ العِلمِ مع السَّمْتِ الحَسَنِ والعَمَلِ الصَّالحِ: جُزءٌ من النُّبُوَّةِ)
[3066] ((الحلية)) لأبي نعيم الأصبهاني (5/ 376). .
4- عن
إبراهيمَ بنِ يزيدَ النَّخَعيِّ قال: (كانوا إذا أتَوا الرَّجُلَ ليأخُذوا عنه نظَروا إلى سمتِه وإلى صلاتِه، ثمَّ يأخُذون عنه)
[3067] ((تاريخ أسماء الضعفاء)) لابن شاهين (ص: 41). .
5- قال
مالِكٌ: (إنَّ حقًّا على مَن طلَب العِلمَ أن يكونَ له وقارٌ وسكينةٌ وخشيةٌ، وأن يكونَ متَّبِعًا لآثارِ مَن مضى قَبْلَه)
[3068] ((جامع بيان العلم)) لابن عبد البر (1/ 544). .
6- عن ابنِ أبي أُوَيسٍ قال: سمِعتُ خالي
مالِكَ بنَ أنسٍ يقولُ: (كانت أمي تُلبِسُني الثِّيابَ وتُعَمِّمُني وأنا صبيٌّ، وتوجِّهُني إلى
ربيعةَ بنِ أبي عبدِ الرَّحمنِ، وتقولُ: يا بُنَيَّ، ائتِ مجلِسَ
ربيعةَ فتعَلَّمْ من سَمتِه وأدَبِه قبل أن تتعَلَّمَ من حديثِه وفِقهِه)
[3069] ((التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)) لابن عبد البر (3/ 4). .
7- قال إبراهيمُ بنُ حبيبِ بنِ الشَّهيدِ: (قال لي أبي: يا بُنَيَّ، إيتِ الفُقَهاءَ والعُلَماءَ، وتعلَّمْ منهم، وخُذْ من أدَبِهم وأخلاقِهم وهَدْيِهم؛ فإنَّ ذاك أحبُّ إليَّ لك من كثيرٍ من الحديثِ)
[3070] ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 80) رقم (10). .
8- قال أبو بكرِ بنُ أبي الأسوَدِ: ( كتَب عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهديٍّ في وصيَّتِه التي أوصى بها أهلَه ووَلَدَه: انظُروا ما كان عليه أيُّوبُ ويونُسُ وابنُ عَونٍ، واسألوا عن هَدْيِ ابنِ عَونٍ؛ فإنَّكم ستَجِدون من يحَدِّثُكم عنه)
[3071] ((شرح أصول الاعتقاد)) للالَكائي (1/ 68) رقم (37). .
9- قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهديٍّ: (كنَّا نأتي الرَّجُلَ ما نريدُ عِلمَه، ليس إلَّا أن نتعَلَّمَ من هديِه وسَمتِه ودَلِّه، وكان
عليُّ بنُ المَدينيِّ وغيرُ واحدٍ يَحضُرون عِندَ يحيى بنِ سَعيدٍ القَطَّانِ ما يريدون أن يَسمَعوا شيئًا إلَّا أن ينظُروا إلى هَدْيِه وسَمتِه)
[3072] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 145). .
10- قال سُفيانُ بنُ حُسَينٍ: (تدري ما السَّمْتُ الصَّالحُ؟ واللهِ ما هو بحَلقِ الشَّارِبِ، ولا تشميرِ الثَّوبِ، إنَّما هو أن يكونَ قد لزِمَ الطَّريقَ، فيقالَ له: قد أصاب السَّمْتَ)
[3073] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 124). .
11- قال
ابنُ حِبَّانَ: (والواجِبُ على العاقِلِ أن يكونَ حَسَنَ السَّمْتِ، طويلَ الصَّمتِ؛ فإنَّ ذلك من أخلاقِ الأنبياءِ، كما أنَّ سوءَ السَّمْتِ وتَرْكَ الصَّمتِ مِن شِيَمِ الأشقياءِ)
[3074] ((إصلاح المال)) لابن أبي الدنيا (ص: 383). .
12- قال
الغَزاليُّ: (وإن كنتَ عالِمًا، فآدابُ العالِمِ: الاحتمالُ، ولزومُ الحِلمِ، والجُلوسُ بالهيبةِ على سمتِ الوَقارِ مع إطراقِ الرَّأسِ، وتركُ التَّكبُّرِ على جميعِ العِبادِ إلَّا على الظَّلَمةِ؛ زَجرًا لهم عن الظُّلمِ، وإيثارًا للتَّواضُعِ في المحافِلِ والمجالِسِ، وتَركُ الهَزلِ والدُّعابةِ، والرِّفقُ بالمتعَلِّمِ، والتَّأنِّي بالمتعَجرِفِ، وإصلاحُ البليدِ بحُسنِ الإرشادِ، وتَركُ الأنَفةِ من قولِ: لا أدري، وصَرفُ الهِمَّةِ إلى السَّائِلِ وتفهُّمُ سؤالِه، وقَبولُ الحُجَّةِ، والانقيادُ للحَقِّ، وزَجرُ المتعَلِّمِ عن أن يريدَ بالعِلمِ النَّافِعِ غيرَ وَجهِ اللهِ تعالى، وصَدُّه عن أن يشتَغِلَ بفَرضِ الكفايةِ قَبلَ الفَراغِ من فَرضِ العَينِ، وفَرضُ عينِه إصلاحُ ظاهِرِه وباطِنِه بالتَّقوى)
[3075] ((بداية الهداية)) (ص: 64). .