ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم
وردَت آثارٌ كثيرةٌ فيها الحَثُّ على اجتنابِ الثَّرثَرةِ أو كثرةِ الكلامِ؛ منها على سبيلِ الإيجازِ:
- قال
عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (يمنَعُني كثرةَ الكلامِ مخافةُ المباهاةِ)
[2075] ((التاريخ الكبير)) للبخاري (2/ 351). .
- عن
الفُضَيلِ بنِ عِياضٍ قال: (المُؤمِنُ قليلُ الكلامِ كثيرُ العَمَلِ، والمُنافِقُ كثيرُ الكلامِ قليلُ العَمَلِ، كلامُ المُؤمِنِ حُكمٌ، وصَمتُه تفَكُّرٌ، ونَظَرُه عِبرةٌ، وعَمَلُه بِرٌّ، وإذا كُنتَ كذا لم تَزَلْ في عبادةٍ)
[2076] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 98). .
- عن
بِشرِ بنِ الحارِثِ قال: (خَصلَتانِ تُقَسِّيان القَلبَ: كَثرةُ الكلامِ، وكثرةُ الأكلِ)
[2077] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 350). .
- عن أبي إسحاقَ الخَوَّاصِ قال: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً ويُبغِضُ ثلاثةً؛ فأمَّا ما يحِبُّ: فقِلَّةُ الأكلِ، وقِلَّةُ النَّومِ، وقِلَّةُ الكلامِ، وأمَّا ما يُبغِضُ: فكثرةُ الكلامِ، وكثرةُ الأكلِ، وكثرةُ النَّومِ)
[2078] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 488). .
- عن محمَّدِ بنِ النَّضرِ الحارِثيِّ قال:(كان يقالُ: كَثرةُ الكلامِ تَذهَبُ بالوَقارِ)
[2079] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 67). .
- وقال الخَطَّابُ بنُ المُعَلَّى المخزوميُّ موصيًا ابنَه: (إيَّاك وهَذَرَ
[2080] الهَذَرُ: الهَذَيانُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 325). الكلامِ وكَثرةَ الضَّحِكِ، والمُزاحَ ومهازلةَ الإخوانِ؛ فإنَّ ذلك يُذهِبُ البهاءَ ويوقِعُ الشَّحناءَ، وعليك بالرَّزانةِ والتَّوقُّرِ من غيرِ كِبرٍ يُوصَفُ منك، ولا خُيَلاءَ تُحكى عنك)
[2081] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان (ص: 198). .
- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (الصَّمتُ أمانٌ من تحريفِ اللَّفظِ، وعِصمةٌ من زَيغِ المنطِقِ، وسلامةٌ من فُضولِ القَولِ، وهَيبةٌ لصاحِبِه)
[2082] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان (ص: 43). .
- وعن موسى بنِ عُقَيلٍ: أنَّ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ كان يقولُ: (مَن كَثُر كلامُه وضَحِكُه ومُزاحُه قَلَّت هَيبتُه، ومَن أكثَرَ مِن شيءٍ عُرِف به)
[2083] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 209). .
- وعن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي زكريَّا، قال: (مَن كَثُر كلامُه كَثُر سَقَطُه، ومَن كَثُر سَقَطُه قَلَّ وَرَعُه، ومَن قَلَّ ورَعُه أمات اللهُ قَلْبَه)
[2084] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/149). .
- وعن شُفَيٍّ الأصبَحيِّ، قال: (مَن كَثُر كلامُه كَثُرت خطيئتُه)
[2085] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/167). .
- وعن معروفٍ الكَرْخيِّ، قال: (كلامُ العبدِ فيما لا يَعنيه خِذلانٌ من اللهِ عزَّ وجَلَّ له)
[2086] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/361)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 87). .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (صيانةُ القَولِ خَيرٌ مِن سُوءِ وَضعِه، وإنَّ كَلِمةً واحِدةً من الصَّوابِ تُصيبُ مَوضِعَها خيرٌ مِن مِئةِ كَلِمةٍ تقولُها في غيرِ فُرَصِها ومواضِعِها)
[2087] ((الأدب الصغير والأدب الكبير)) (ص: 89). .
- وقال سُلَيمانُ بنُ عبدِ المَلِكِ: (الكلامُ فيما يعنيك خيرٌ من السُّكوتِ عمَّا يَضُرُّك، والسُّكوتُ عمَّا لا يَعنيك خيرٌ من الكلامِ فيما يَضُرُّك)
[2088] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/ 251). .
وقال القاسميُّ: (على المتكَلِّمِ أن يتجَنَّبَ الحَلِفَ في كلامِه وإن كان صادِقًا؛ توقيرًا للَّفظِ الكريمِ، وتباعُدًا عن إيهامِ الدَّخَلِ في كلامِه لترويجِ مَأرَبِه... وعليه ألَّا يكونَ مِكثارًا من القولِ، مُستغرِقًا الجَلسةَ في طولِ حَديثِه، مُلجِمًا الغيرَ عن المُشاركةِ؛ فإنَّ ذلك مُضجِرٌ للجُلَساءِ، ومن دلائِلِ الطَّيشِ والخِفَّةِ، فمَن بَسَط لسانَه قَبَض إخوانَه، ودواؤه الإعراضُ؛ لأنَّ حُسنَ الاستماعِ قُوَّةٌ للمُحَدِّثِ)
[2089] ((جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب)) (ص: 65). .
وقال
عَمرُو بنُ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (الكلامُ كالدَّواءِ؛ إن أقلَلْتَ منه نَفَع، وإن أكثَرْتَ منه صَرَع)
[2090] يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 230). .
وقال لوَلَدِه عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: (قَصِّرْ إذا قُلتَ، واقتَصِرْ إذا طُلْتَ، وإيَّاك والإكثارَ فإنَّه شَينُ
[2091] الشَّينُ: خِلافُ الزَّينِ، وشانَه، أي: عابه. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (5/ 2147). العاقِلِ، وحَينُ
[2092] أي: هَلاكُ. يُنظَر: ((العين)) للخليل (3/ 304). الجاهِلِ)
[2093] يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 230). .
وقال بُزُرْجُمِهْر: مَن مَلَكَه طُولُ لِسانِه، أهلكَه فَضلُ بَيانِه
[2094] يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 230). .
وقال منصورٌ الفقيهُ: ولا تُكثِرَنَّ فخَيرُ الكلامِ القليلُ الحُروفِ الكثيرُ المعاني
[2095] يُنظَر: ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 81). .