سابِعًا: أسبابُ قَسوةِ القَلبِ والغِلظةِ والفَظاظةِ
1- ضَعفُ الإيمانِ والإعراضُ عن القُرآنِ
2- التَّفريطُ في الفَرائِضِ وانتِهاكُ المُحَرَّماتِ
3- الانشِغالُ بالدُّنيا والانهِماكُ في طَلَبِها والمُنافَسةُ عليها
4- التَّوَسُّعُ المَذمومُ في المُباحاتِ:
فإنَّ قَسوةَ القَلبِ مِن أربَعةِ أشياءَ إذا جاوَزَت قدرَ الحاجةِ: الأكلُ، والنَّومُ، والكَلامُ، والمُخالَطةُ.
(وفي كَثرةِ النَّومِ ضَياعُ العُمرِ، وفَوتُ التَّهَجُّدِ، وبلادةُ الطَّبعِ، وقَسوةُ القَلبِ، وفي كَثرةِ الطَّعامِ قَسوةُ القَلبِ)
[5491] ((بريقة محمودية)) للخادمي (4/97). ويُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) لأبي حامد الغزالي (3/ 86). .
وقال
الفُضَيلُ: (ثَلاثُ خِصالٍ تُقَسِّي القَلبَ: كَثرةُ الأكلِ، وكَثرةُ النَّومِ، وكَثرةُ الكَلامِ).
وقال عَبدُ اللهِ الدَّاريُّ: (كان أهلُ العِلمِ باللهِ والقَبولِ منه يقولونَ:... إنَّ الشِّبَعَ يُقَسِّي القَلبَ، ويُفتِّرُ البَدَنَ)
[5492] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (6/288). .
5- افتِقادُ خُلُقِ الرَّحمةِ والإحسانِ وغَيرِهما مِن مَكارِمِ الأخلاقِ: عن
عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها قالت: جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: تُقَبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقَبِّلُهم! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((أو أملِكُ لك أن نزعَ اللهُ مِن قَلبِك الرَّحمةَ!)) [5493] رواه البخاري (5998) واللفظ له، ومسلم (2317). .
قال
المُناويُّ: (لأنَّ الرَّحمةَ تتَخَطَّى إلى الإحسانِ إلى الغَيرِ، وكُلُّ مَن رَحِمتَه رَقَّ قَلبُك له فأحسَنتَ إليه، ومَن لم يُعطَ حَظَّه مِن الرَّحمةِ غَلُظَ قَلبُه وصارَ فظًّا لا يرِقُّ لأحَدٍ ولا لنَفسِه؛ فالشَّديدُ يشُدُّ على نفسِه ويُعسِّرُ ويُضَيِّقُ، فهو مِن نفسِه في تعَبٍ، والخَلْقُ منه في نَصَبٍ، مَكدوحُ الرُّوحِ، مُظلِمُ الصَّدرِ، عابِسُ الوَجهِ، مُنكَرُ الطَّلعةِ، ذاهِبًا بنَفسِه تِيهًا وعَظَمةً، سَمينَ الكَلامِ، عَظيمَ النِّفاقِ، قَليلَ الذِّكرِ للهِ وللدَّارِ الآخِرة، فهو أهلٌ لأن يُسخَطَ عليه، ويُغاضِبَه ليُعاقِبَه)
[5494] ((فيض القدير)) للمناوي (1/689). .
6- التَّعَصُّبُ للرَّأيِ وكَثرةُ الجِدالِ: قال
الشَّافِعيُّ: (المِراءُ في العِلمِ يُقَسِّي القَلبَ، ويُورثُ الضَّغائِنَ
[5495] الضَّغائنُ: جمعُ ضغينةٍ، وهي الحِقدُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/255). [5496] ((الاعتقاد)) للبيهقي (ص: 239). .
7- ظُلمُ الضُّعَفاءِ، وأكلُ المالِ الحَرامِ، وعَدَمُ التَّوَرُّعِ عن الشُّبُهاتِ.
8- كِبرُ النَّفسِ واحتقارُ الآخرينَ.
9- الجَهلُ بأُصولِ الشَّريعةِ ومَبادِئِ الدَّعوةِ إلى اللهِ تبارَك وتعالى وفِقْهِ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ.
10- عَدَمُ مُراعاةِ أحوالِ النَّاسِ، واختِلافِ طَبائِعِهم.
11- سوءُ الخُلُقِ وجَفاءُ الطَّبعِ مِن أعظَمِ أسبابِ القَسوةِ والغِلظةِ والفَظاظةِ.