ج- مِن أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
1- قال أبو هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: (يُبصِرُ أحَدُكم القَذاةَ
[7231] القَذاةُ: جمعُه قَذًى، وهو ما يقعُ في العينِ والماءِ والشَّرابِ من ترابٍ أو تبنٍ أو وسَخٍ أو غيرِ ذلك. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/ 30). في عينِ أخيه، وينسى الجَذلَ أو الجِذعَ
[7232] الجَذلُ: أصلُ الشَّجَرةِ يُقطَعُ، وقد يجعَلُ العودُ جَذلًا. والجِذعُ: ساقُ النَّخلةِ. ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/ 251). في عينِ نَفسِه)
[7233] ((الأدب المفرد)) للبخاري (ص: 217) رقم (592). وقد ضرَبه مثلًا لِمن يرى الصَّغيرَ من عيوبِ النَّاسِ ويعيرُهم به، وفيه من العيوبِ ما نِسبتُه إليه كنِسبةِ الجِذعِ إلى القَذاةِ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/ 30). .
2- قال
ابنُ سيرينَ: (ظُلمٌ لأخيك المُسلِمِ أن تقولَ أسوَأَ ما تعلَمُ فيه وتَكتُمَ خيرَه)
[7234] ((الاستذكار)) لابن عبد البر (8/ 562)، ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (2/ 145). .
3- عن عمرِو بنِ مُرَّةً أنَّ الرَّبيعَ بنَ خُثَيمٍ ذُكِر عندَه رَجُلٌ، فقال: (ذِكرُ اللهِ خيرٌ مِن ذِكرِ النَّاسِ!)
[7235] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (2/ 184). .
وفي روايةٍ قال: (ما أنا عن نفسي براضٍ فأتفرَّغَ من ذمِّها إلى ذَمِّ النَّاسِ!)
[7236] ((الزهد)) لأحمد - رواية عبد اللهِ (ص: 560). .
4- قال ابنُ عَونٍ: (ذِكرُ النَّاسِ داءٌ، وذِكرُ اللهِ دواءٌ)
[7237] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (2/ 184). ، وقال: (إنَّما هما كلمتانِ تخرُجان مِن صَحيفتي يومَ القيامةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولَعَن اللهُ، فلأن يخرُجَ من صحيفتي لا إلهَ إلَّا اللهُ أحَبُّ إليَّ مِن أن يخرُجَ لعَنَه اللهُ)
[7238] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 309). .
5- قال الأصمعيُّ: (شاهَدْتُ أعرابيَّةً وهي توصي ابنَها، فقالت: يا بُنَيَّ، أمنَحُك وصيَّتي وباللهِ التَّوفيقُ، فإيَّاك والنَّميمةَ؛ فإنَّها تورِثُ العداوةَ بَيْنَ الأهلينَ، وتُفَرِّقُ بَيْنَ المحبِّين، وإيَّاك والتَّعرُّضَ للعُيوبِ، فتَصيرَ لها أهلًا، وإيَّاك والجُودَ بدينِك والبُخلَ بمالِك، ومَثِّلْ لنَفسِك مثالًا من غيرِك، فما استحسَنْتَه من النَّاسِ فافعَلْه، وما استقبَحْتَه منهم فاجتَنِبْه؛ فإنَّ المرءَ لا يرى عيبَ نَفسِه)
[7239] ((بحر الدموع)) لابن الجوزي (ص: 130). .
6- قال قتادةُ في قولِه:
فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مَنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [إبراهيم: 36] ، (اسمعوا إلى قولِ خليلِ اللهِ إبراهيمَ، لا واللهِ ما كانوا طعَّانين ولا لعَّانين، وكان يقالُ: إنَّ من أشَرِّ عبادِ اللهِ كُلَّ طعَّانٍ لعَّانٍ)
[7240] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (13/ 689). .
7- قال يحيى بنُ مُعاذٍ الرَّازيُّ: (ليَكُنْ حَظُّ المُؤمِنِ منك ثلاثةً: إنْ لم تنفَعْه فلا تَضُرَّه، وإنْ لم تُفرِحْه فلا تَغُمَّه، وإنْ لم تمدَحْه فلا تَذُمَّه)
[7241] ((الزهد)) للخطيب البغدادي (ص: 114). .
8- قال
الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (واللهِ ما يحِلُّ لك أن تؤذيَ كَلبًا ولا خِنزيرًا بغيرِ حَقٍّ، فكيف تؤذي مُسلِمًا؟!)
[7242] ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (ص: 616). .
9- قال
السُّبكيُّ: (كنتُ جالِسًا بدِهليزِ
[7243] الدِّهليزُ: ما بَيْنَ البابِ والدَّارِ، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 108). دارِنا، فأقبَل كَلبٌ فقُلتُ له: اخسَأْ
[7244] أي: ابتَعِدْ، يقال: خسَأْتُ الكَلبَ: أي: أبعَدْتُه وطرَدْتُه. يُنظَر: ((مجمل اللغة)) لابن فارس (ص: 289)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 31). ! كلبٌ ابنُ كَلبٍ! فزجرني
والدي، فقُلتُ له: أليس هو بكَلبٍ ابنِ كَلبٍ؟ قال: شَرطُ الجوازِ عَدَمُ قَصدِ التَّحقيرِ، فقُلتُ: هذه فائدةٌ!)
[7245] ((فيض القدير)) للمناوي (1/ 116). .
10- قال عبدُ الكريمِ بنُ مالكٍ: (أدرَكْنا السَّلَفَ وهم لا يَرونَ العبادةَ في الصَّومِ ولا في الصَّلاةِ، ولكِنْ في الكَفِّ عن أعراضِ النَّاسِ)
[7246] ((ذم الغيبة والنميمة)) لابن أبي الدنيا (ص: 22). .
11- قال أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ أبي سليمانَ الصَّوَّافُ: (يا طالبَ العلمِ، إذا طلبْتَ العلمَ، فاتَّخِذْ له قبلَ طلبِه أدبًا تستعينُ به على حملِه. ومِن أدبِ العلمِ الحلمُ، والحلمُ: كظمُ الغيظِ، وأنْ يغلبَ علمُك وحلمُك هواك إذا دعاك إلى ما يشينُك. وعليك بالوقارِ، والتعفُّفِ، والدرايةِ، والصيانةِ، والصمتِ، والسَّمتِ الحسنِ، والتودُّدِ إلى النَّاسِ، ومجانبةِ مَن لا خيرَ فيه، والقولِ الحسنِ في إخوانِك، والكفِّ عمَّن ظلَمك، ولا تهمِزْ أحدًا، ولا تلمِزْه، ولا تقُلْ فيه، ولو كان عدوَّكَ)
[7247] ((ترتيب المدارك)) للقاضي عياض (4/ 369). .
12- قال
ابنُ القَيِّمِ: (وكم ترى من رجلٍ متوَرِّعٍ عن الفواحِشِ والظُّلمِ، ولسانُه يَفري في أعراضِ الأحياءِ والأمواتِ، ولا يُبالي ما يقولُ!)
[7248] ((الجواب الكافي)) (ص: 159). .
13- وقال عُبَيدُ اللهِ بنُ عَبدِ الكريمِ الجيليُّ: (من رأيتَه يَطلُبُ العَثَراتِ على النَّاسِ فاعلَمْ أنَّه معيوبٌ، ومَن ذَكَر عوراتِ المُؤمِنينَ فقد هتَك سِترَ اللهِ المُرخى على عبادِه)
[7249] ((التوبيخ والتنبيه)) لأبي الشيخ الأصبهاني (ص: 101). .