الْمَطْلَبُ السَّادِسُ: من أقوالِ أهلِ العِلمِ في شَأنِ يَأجوجَ ومَأجوجَ
1- قال
أبو عَمْرٍو الدَّاني: (إنَّ الإيمانَ واجِبٌ بما جاءَ عَن رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وثَبَت بالنَّقلِ الصَّحيحِ، وتَداوَلَ حَمْلَه الْمُسلِمونَ من ذِكرِ وعيدِ الآخِرةِ، وذِكرِ الطَّوامِّ، و
أشراطِ السَّاعةِ، وعَلاماتِها، واقتِرابِها؛ فمِن ذلك:... خُروجُ يَأجوجَ ومَأجوجَ، وهما ذَرءُ جَهنَّمَ؛ قال الله تعالى:
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعَدُ الْحَقُّ فيَخرُجونَ فيَنشَغونَ
[2878] قال الفيروزآبادي: (نَشَغ الماء: شَرِبَه بيَدِه، وشَهِق حتى كاد يُغشى عليه، كتنشَّغ، وإنما يفعل ذلك تشوُّقًا أو أَسَفًا). ((القاموس المحيط)) (ص: 790). المياهَ وتَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنهم، ثُمَّ يَبعَثُ الله عليهم النَّغفَ، وهيَ: دودٌ في أقفائِهم، فيَقتُلُهم بها، فتَنتنُ الأرضُ من جيافِهم)
[2879] يُنظر: ((الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات)) (ص: 243). .
2- قال
ابنُ قُدامةَ: (يَجِبُ الإيمانُ بكُلِّ ما أخبَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصَحَّ به النَّقلُ عَنه فيما شاهَدناه، أو غابَ عَنَّا، نَعلَمُ أنَّه حَقٌّ وصَدْقٌ، وسَواءٌ في ذلك ما عَقَلناه وجَهِلْناه، ولَم نَطَّلِعْ على حَقيقةِ مَعناه... ومِن ذلك
أشراطُ السَّاعةِ، مِثلُ خُروجِ الدَّجَّالِ ونُزولِ عيسى بنِ مَريَمَ عليه السَّلامُ فيَقتُلُه، وخُروجِ يَأجوجَ ومَأجوجَ، وخُروجِ الدَّابَّةِ، وطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها، وأشباهِ ذلك ممَّا صَحَّ به النَّقلُ)
[2880] يُنظر: ((لمعة الاعتقاد)) (ص: 28-31). .
3- قال
ابنُ تَيميَّةَ: (كذلك ما يُحدِثُه من
أشراطِ السَّاعةِ؛ كظُهورِ الدَّجَّالِ، ويَأجوجَ ومَأجوجَ، وظُهورِ الدَّابَّةِ، وطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها، بَل والنَّفخِ في الصُّورِ، وغَيرِ ذلك- هو من آياتِ الأنبياءِ؛ فإنَّهم أخبَروا به قَبلَ أن يَكونَ، فكَذَّبَهم الْمُكَذِّبونَ، فإذا ظَهَرَ بَعدَ مِئِينَ أو ألوفٍ مِنَ السِّنينَ، كما أخبَروا به، كان هذا من آياتِ صِدْقِهم، ولَم يَكُنْ هذا إلَّا لنَبيٍّ، أو لِمَن يُخبِرُ عَن نَبيٍّ)
[2881] يُنظر: ((النبوات)) (1/ 495). .
4- قال
ابنُ القَيِّمِ: (ومَن هو العاقِبُ للمَسيحِ، والشَّاهِدُ لِما جاءَ به والمُصدِّقُ لَه بمَجيئِه؟! ومَن ذا الذي أخبَرَنا بالحَوادِثِ والأزمِنةِ الْمُستَقبَلةِ كُخُروجِ الدَّجَّالِ، وظُهورِ الدَّابَّةِ، وطُلوعِ الشَّمسِ من مَغرِبِها، وخُروجِ يَأجوجَ ومَأجوجَ، ونُزولِ الْمَسيحِ ابنِ مَريَمَ، وظُهورِ النَّارِ الَّتي تَحشُرُ النَّاسَ، وأضعافِ أضعافِ ذلك مِنَ الغُيوبِ الَّتي قَبلَ يَومِ القيامةِ، والغُيوبِ الواقِعةِ يَومَ القيامةِ مِنَ الصِّراطِ والميزانِ والحِسابِ، وأخذِ الكُتُبِ بالأيمانِ والشَّمائِلِ، وتَفاصيلِ ما في الجَنةِ والنَّارِ ممَّا لَم يُذكَرْ في التَّوراةِ والإنجيلِ، غَيرُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟!)
[2882] يُنظر: ((هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى)) (1/ 337). .
5- قال ابنُ أبي العِزِّ: (أحاديثُ الدَّجَّالِ، وعيسى بنُ مَريَمَ عليه السَّلامُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ويَقتُلُه، ويَخرُجُ يَأجوجُ ومَأجوجُ في أيَّامِه بَعدَ قَتلِه الدَّجَّالَ، فيُهلِكُهم اللهُ أجمَعينَ في لَيلةٍ واحِدةٍ ببَركةِ دُعائِه عليهم: يَضيقُ هذا الْمُختَصَرُ عَن بَسطِها)
[2883] يُنظر: ((شرح الطحاوية)) (2/ 757). .
6- قال السَّفارينيُّ: (
((وأمرُ يَأجوجَ ومَأجوجَ)).. الْمُرادُ بأمرِهم خُروجُهم، وهو ثابِتٌ بالكِتابِ والسُّنةِ وإجماعِ الأمَّةِ، فلِهذا قال:
((أثبِتْ)) أيِ: اعتَقِدْ ثُبوتَه... فلِلنَّصِّ القُرآنيِّ والأحاديثِ الوارِدةِ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّا ذَكَرْنا وممَّا لَم نَذكُرْ قال
((فإنَّه)) أي يَأجوجَ ومَأجوجَ، يَعني خُروجَهم من وراءِ السَّدِّ على النَّاسِ
((حَقٌّ)) ثابِتٌ؛ لوُرودِه في الذِّكرِ وثُبوتِه عَن سَيِّدِ البَشَرِ، ولَم يُحِلْه عَقْلٌ؛ فوجَبَ اعتِقادُه)
[2884] يُنظر: ((لوامع الأنوار البهية)) (2/ 113-116). .
7- قال
ابنُ عُثَيمين: (يَأجوجُ ومَأجوجُ اسمانِ أعجَميَّانِ أو عَربيَّانِ مُشتَقَّانِ مِنَ الْمَأجِ، وهو الِاضطِرابُ، أو من أجيجِ النَّارِ وتَلهُّبِها. وهما أمتانِ من بني آدَم مَوجودَتانِ بدَليلِ الكِتابِ والسُّنةِ... وخُروجُهم الذي يَكونُ من
أشراطِ السَّاعةِ لَم يَأتِ بَعدُ، ولَكِن بوادِرُه وُجِدَت في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقَد ثَبَت في الصَّحيحين أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((فُتِحَ اليَومَ من رَدْمِ يَأجوجَ ومَأجوجَ مِثلُ هَذِه، وحَلَّقَ بأصبَعِه الإبهامِ والَّتي تَليها )). وقَد ثَبَت خُروجُهم في الكِتابِ والسُّنةِ)
[2885] يُنظر: ((شرح لمعة الاعتقاد)) (ص: 108). .
وقال أيضًا: (إنَّ من
أشراطِ السَّاعةِ خُروجُ يَأجوجَ ومَأجوجَ، وهم قَومٌ من بني آدَمَ على صِفةِ الآدَميِّينَ، وأمَّا ما يَعتَقِدُه بَعضُ النَّاسِ من أنَّ فيهم الطَّويلَ الْمُفرِطَ، وفيهم القَصيرُ جِدًّا، وأنَّهم على أشكالٍ غَريبةٍ، فإنَّ هذا الِاعتِقادَ مَبنيٌّ على غَيرِ دَليلٍ صَحيحٍ)
[2886] يُنظر: ((الضياء اللامع من الخطب الجوامع)) (1/ 59). .