المَطلَبُ الثَّاني: الأدَلَّةُ من السُّنَّةِ على إثباتِ النَّفخِ في الصُّورِ
1- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه قال: بينَما يَهوديٌّ يَعرِضُ سِلعَتَه أُعطِيَ بها شَيئًا كَرِهَه، فقال: لا والذي اصطَفى موسى على البَشَرِ، فسَمِعَه رَجُلٌ من الأنصارِ، فقامَ فلَطمَ وَجْهَه، وقال: تَقولُ: والذي اصطَفى موسى على البَشَرِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ أظهُرِنا، فذَهَبَ إليه، فقال أبا القاسِمِ، إنَّ لي ذِمَّةً وعَهدًا، فما بالُ فُلانٍ لَطمَ وَجهي؟ فقال: لمَ لَطَمْتَ وَجْهَه؟ فذَكرَه، فغَضِبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى رُئِيَ في وَجهِه، ثُمَّ قال:
((لا تُفَضِّلوا بينَ أنبياءِ الله، فإنَّه يُنفَخُ في الصُّورِ، فيَصعَقُ مَن في السَّمَواتِ ومَن في الأرضِ إلَّا من شاءَ اللهُ، ثُمَّ يُنفَخُ فيه أُخرى، فأكونُ أوَّلَ من بُعِثَ، فإذا موسى آخِذٌ بالعَرْشِ، فلا أدري أحُوسِبَ بصَعقَتِه يَومَ الطُّورِ أم بُعِثَ قَبْلِي؟ )) [3108] أخرجه البخاري (3414) واللَّفظُ له، ومسلم (2373). .
وفي رِوايةٍ عن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((لا تُخَيِّروني على موسى؛ فإنَّ النَّاسَ يَصعَقونَ يَومَ القيامةِ، فأكونُ في أوَّلِ مَن يُفيقُ، فإذا موسى باطِشٌ بجانِبِ العَرْشِ، فلا أدري أكان موسى فيمَن صَعِقَ فأفاقَ قَبلي، أو كان مِمَّنِ استَثنى الله )) [3109] أخرجها البخاري (6517) واللَّفظُ له، ومسلم (2373) باختلافٍ يسيرٍ. .
وعن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((إنِّي أوَّلُ مَن يَرفَعُ رَأسَه بَعدَ النَّفخةِ الآخِرةِ، فإذا أنا بموسى مُتَعَلِّقٌ بالعَرْشِ، فلا أدري أكذلك كان أم بَعدَ النَّفخةِ)) [3110] أخرجه البخاري (4813) واللَّفظُ له، ومسلم (2373) بنحوه. .
قال أبو العَبَّاسِ القُرطُبيُّ: (قَولُه:
((إنَّه يُنفَخُ في الصُّورِ فيَصعَقُ من في السَّمَواتِ ومَن في الأرضِ إلَّا من شاءَ اللهُ)) أصلُ الصَّعقِ، والصَّعقةِ: الصَّوتُ الشَّديدُ المُنكَرُ، كصَوتِ الرَّعدِ، وصَوتِ الحِمارِ، وقد يَكونُ مَعَه مَوتٌ لشِدَّتِه. وهو المُرادُ بقَولِه:
فصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَواتِ ومَنْ في الأَرْضِ وقد تَكونُ مَعَه غَشيَةٌ، وهو المُرادُ بقَولِه تعالى:
وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فإن كان مَعَه نارٌ فهو الصَّاعِقةُ... وقَدِ اختُلِفَ في المُستَثنى: من هو؟ فقيلَ: المَلائِكةُ، وقيلَ: الأنبياءُ، وقيلَ: الشُّهداءُ. والصَّحيحُ: أنَّه لَم يَرِد في تَعيينِهم خَبَرٌ صَحيحٌ، والكُلُّ مُحتَمَلٌ، واللهُ أعلَمُ. والصُّورُ قيلَ: إنَّه جَمعُ صُورةٍ، والصَّحيحُ ما قد صَحَّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: الصُّورُ قَرنٌ يُنفَخُ فيه. وسَيَأتي له مَزيدُ بَيانٍ. واختُلِفَ في عَدَدِ النَّفَخاتِ، فقيلَ: ثَلاثة: نَفخةُ الفَزعِ، ونَفخةُ الصَّعقِ، ونَفخةُ البَعثِ. وقيلَ: هما نَفخَتانِ: نَفخةُ الفَزعِ هيَ نَفخةُ الصَّعقِ؛ لأنَّ الأمرينِ لازِمانِ لها. واللهُ تعالى أعلَمُ. وقَولُه:
((ثُمَّ يُنفَخُ فيه أُخْرَى، فأكونُ أوَّلَ مَن يُبعَثُ، أو: من أوَّلِ مَن يُبعَثُ)) هذا شَكٌّ من الرَّاوي تُزيلُه الرِّوايةُ الأخرى التي قال فيها: فأكونُ أوَّلَ مَن يُفيقُ، وكَذلك الحَديثُ المُتَقَدِّمُ الذي قال فيه: أنا أوَّلُ مَن يَنشَقُّ عنه القَبرُ ويُبعَثُ
[3111] لم نقف عليه بتمامِ لفظِه فيما لدينا من كُتُبٍ مُسنَدةٍ. وروي بلفظ: ((وأوَّلُ من ينشَقُّ عنه القبرُ)) أخرجه مسلم (2278) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. وبلفظ: ((فأكونُ أوَّلَ من بُعِثَ)) أخرجه البخاري (3414)، ومسلم (2373) مطولًا من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. يَعني به: يَحيا بَعدَ مَوتِه، وهو الذي عَبَّرَ عنه في الرِّوايةِ الأخرى بـ
((أُفيقُ))، وإن كان المَعروفُ أنَّ الإفاقةَ إنَّما هيَ من الغَشيةِ، والبَعثُ من المَوتِ، لكِنَّهما لتَقارُبِ مَعناهما أطلِقَ أحَدُهما مَكانَ الآخَرِ، ويُحتَمَلُ أن يُرادَ بالبَعثِ الإفاقةُ، على ما يَأتي بَعدَ هذا إن شاءَ اللهُ تعالى. وقَولُه:
((فإذا موسى ...)) هذا من موسى تَعَلُّقُ فَزَعٍ لهَولِ المَطلَعِ، وكَأنَّه مُتَحَرِّمٌ بذلك المَحَلِّ الشَّريفِ، ومُتَمَسِّكٌ بالفَضلِ المُنيفِ. وقَولُه:
((فلا أدري أحُوسِبَ بصَعقةِ الطُّورِ، أو بُعِثَ قَبلي)) هذا مُشكِلٌ بالمَعلومِ من الأحاديثِ الدَّالَّةِ على أنَّ موسى عليه السَّلامُ قد تُوفِّي وأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد رَآه في قَبرِه، وبِأنَّ المَعلومَ المُتَواتِرَ أنَّه تُوفِّي بَعدَ أن ظَهَرَ دينُه، وكَثُرَت أمَّتُه، ودُفِنَ بالأرضِ، ووَجهُ الإشكالِ: أنَّ نَفخةَ الصَّعقِ إنَّما يَموتُ بها من كان حَيًّا في هذه الدَّارِ، فأمَّا من ماتَ فيَستَحيلُ أن يَموتَ مَرَّةً أخرى؛ لأنَّ الحاصِلَ لا يُستَحصَلُ، ولا يُبتَغى، وإنَّما يُنفَخُ في المَوتى نَفخةُ البَعثِ، ومُوسى قد مات، فلا يَصِحُّ أن يَموتَ مَرَّةً أخرى، ولا يَصِحُّ أن يَكونَ مُستَثنًى مِمَّن صَعِقَ؛ لأنَّ المُستَثنَينَ أحياءٌ لَم يَموتوا، ولا يَموتونَ، فلا يَصِحُّ استِثناؤُهم من المَوتى، وقد رامَ بَعضُهمُ الِانفِصالَ عن هذا الإشكالِ، فقال: يُحتَمَلُ أن يَكونَ موسى مِمَّن لم يَمُت من الأنبياءِ، وهذا قَولٌ باطِلٌ بما ذَكَرناه. قال القاضي عِياضٌ: يُحتَمَلُ أنَّ المُرادَ بهذه الصَّعقةِ: صَعقةُ فزعٍ بَعدَ النَّشْرِ حينَ تَنشَقُّ السَّمَواتُ والأَرَضونَ، قال: فتَستَقِلُّ الأحاديثُ والآياتُ. قُلتُ: وهذه غَفلةٌ عن مَساقِ الحَديثِ، فإنَّه يَدُلُّ على بُطلانِ ما ذُكرَ دَلالةً واضِحةً؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إنَّه حينَ يَخرُجُ من القَبرِ فيَلقى موسى، وهو مُتَعَلِّقٌ بالعَرْشِ، وهذا كان عِندَ نَفخةِ البَعثِ، ثُمَّ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِندَما يَرى موسى يَقَعُ له تَرَدُّدٌ في موسى على ظاهرِ هذا الحَديثِ: هَل مات عِندَ نَفخةِ الصَّعْقِ المُتَقَدِّمةِ على نَفخةِ البَعثِ، فيَكونُ قد بُعِثَ قَبلَه، أو لَم يَمُت عِندَ نَفخةِ الصَّعقِ لأجلِ الصَّعقةِ التي صُعِقَها على الطُّورِ، جُعِلَت له تلك عِوَضًا من هذه، وعلى هذا فكان حَيًّا حالةَ نَفخةِ الصَّعقِ، ولَم يُصعَقْ، ولَم يَمُتْ، وحينَئِذٍ يَبقى الإشكالُ؛ إذ لَم يَحصُلْ عنه انفِصالٌ. قُلتُ: والذي يُزيحُه إن شاءَ الله تعالى أن يُقال: إنَّ المَوتَ ليس بعَدَمٍ، وإنَّما هو انتِقالٌ من حالٍ إلى حالٍ، وقد ذَكَرنا ذلك فيما تقدَّمَ، ويَدُلُّ على ذلك أنَّ الشُّهداءَ بَعدَ قَتلِهم وموتِهم أحياءٌ عِندَ رَبِّهم يُرزَقونَ فرحينَ مُستَبشِرينَ، فهذه صِفاتُ الأحياءِ في الدُّنيا، وإذا كان هذا في الشُّهداءِ كان الأنبياءُ بذلك أحَقَّ وأَولى، مَعَ أنَّه قد صَحَّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنَّ الأرضَ لا تَأكُلُ أجسادَ الأنبياءِ، وأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَدِ اجتَمَعَ بالأنبياءِ لَيلةَ الإسراءِ في بَيتِ المَقدِسِ، وفي السَّماءِ، وخُصوصًا بموسى عليه السَّلامُ، وقد أخبَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بما يَقتَضي أنَّ اللهَ تعالى يَرُدُّ عليه رُوحَه حَتَّى يَرُدَّ السَّلامَ على كُلِّ مَن يُسَلِّمُ عليه، إلى غَيرِ ذلك مِمَّا ورَدَ في هذا المَعنى، وهو كثيرٌ بحَيثُ يَحصُلُ من جُملَتِه القَطْعُ بأنَّ مَوتَ الأنبياءِ إنَّما هو راجِعٌ إلى أنَّهم غُيِّبوا عنا بحَيثُ لا نُدرِكُهم، وإن كانوا مَوجودينَ أحياءً، وذلك كالحالِ في المَلائَكةِ؛ فإنَّهم مَوجودونَ أحياءً، ولا يَراهمُ أحَدٌ من نَوعِنا إلَّا من خَصَّه الله بكَرامةٍ من أوليائِه، وإذا تَقَرَّرَ أنَّهم أحياءٌ فهم فيما بينَ السَّماءِ والأرضِ، فإذا نُفِخَ في الصُّورِ نَفخةَ الصَّعقِ صَعِقَ كُلُّ من في السَّمَواتِ والأرضِ إلَّا من شاءَ اللهُ، فأمَّا صَعقُ غَيرِ الأنبياءِ فمَوتٌ، وأمَّا صَعقُ الأنبياءِ، فالأظهَرُ أنَّه غَشيَةٌ، فإذا نُفِخَ في الصُّورِ نَفخةَ البَعثِ مِمَّن مات حَيِيَ، ومن غُشِيَ عليه أفاقَ؛ ولِذلك قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((فأكونُ أوَّلَ مَن يُفيقُ)) وهيَ رِوايةٌ صَحيحةٌ وحَسَنةٌ. فهذا الذي ظَهَرَ لي، والحَمدُ لله الذي هَدَانا لهذا، وما كُنَّا لنَهتَديَ لَولا أنْ هَدانا اللهُ. وقد تَحصَّلَ من هذا الحَديثِ: أنَّ نَبيَّنا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُحَقَّقٌ أنَّه أوَّلُ مَن يُفيقَ، وأوَّلُ مَن يَخرُجُ من قَبرِه قَبلَ النَّاسِ كُلِّهم، الأنبياءِ وغَيرِهم، إلَّا موسى عليه السَّلامُ؛ فإنَّه حَصَلَ له فيه تَرَدُّدٌ: هَل بُعِثَ قَبلَه، أو بَقِيَ على الحالةِ التي كان عليها قَبلَ نَفخةِ الصَّعقِ، وعلى أيِّ الحالينِ كان فهيَ فضيلةٌ عَظيمةٌ لموسى عليه السَّلامُ ليست لغَيرِه، واللهُ تعالى أعلَمُ)
[3112] يُنظر: ((المفهم)) (6/ 231-234). .
وقال
ابنُ حَجَرٍ: (ويُمكِنُ الجَمعُ بأنَّ النَّفخةَ الأُولى يَعْقُبُها الصَّعقُ من جَميعِ الخَلقِ أحيائِهم وأمواتِهم، وهو الفَزعُ، كما وقَعَ في سورةِ النَّملِ
فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأْرْضِ ثُمَّ يعقبُ ذلك الفَزعُ للموتى زيادةً فيما هم فيه ولِلأحياءِ مَوتًا، ثُمَّ يُنفَخُ الثَّانيةَ للبَعثِ فيُفيقونَ أجمَعينَ، فمَن كان مَقبورًا انشَقَّت عنه الأرضُ فخَرجَ من قَبرِه، ومن ليس بمَقبورٍ لا يَحتاجُ إلى ذلك، وقد ثَبَتَ أنَّ موسى مِمَّن قُبِرَ في الحَياةِ الدُّنيا؛ ففي صَحيحِ
مُسلِمٍ عن
أنسٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((مَرَرتُ على موسى لَيلةَ أُسرِيَ بي عِندَ الكَثيبِ الأحمَرِ وهو قائِمٌ يُصَلِّي في قَبرِه )) [3113] أخرجه مسلم (2375). أخرَجُه عَقِبَ حَديثِ أبي هُريرةَ وأبي سَعيدٍ المَذكورينِ، ولَعَلَّه أشارَ بذلك إلى ما قَرَّرتُه)
[3114] يُنظر: ((فتح الباري)) (6/ 444). .
2- عن
عَبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ الله عنهما قال: جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ما الصُّورُ؟ قال
((قرنٌ يُنفَخُ فيه)) [3115] أخرجه أبو داود (4742)، والترمذي (2430) واللَّفظُ له، وأحمد (6507). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2430)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (818)، وحسَّنه الترمذي، وصحَّح إسناده الحاكم في ((المستدرك)) (3870)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (9/10)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4742)، وذكر ثبوته ابن كثير في ((التفسير)) (5/308). .
قال
الصَّنعانيُّ: (فبَطَلَ قَولُ من قال: الصُّورُ جَمعُ صورةٍ، يُريدُ صُوَرَ المَوتى يُنفَخُ فيها الأرواحُ)
[3116] يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) (4/ 7). .
وأجمَعَ أهلُ العِلمِ على ثُبوتِ النَّفخِ في الصُّورِ يَومَ القيامةِ:1- قال
أبو الحَسَنِ الأشعَريُّ وهو يَذكُرُ إجماعاتِ أهلِ السُّنَّةِ: (أجمَعوا على أنَّ عَذابَ القَبرِ حَقٌّ... وعلى أنَّه يُنفَخُ في الصُّورِ قَبلَ يَومِ القيامةِ، ويَصعَقُ مَن في السَّمَواتِ ومَن في الأرضِ إلَّا من شاءَ الله، ثُمَّ يُنفَخُ فيه أُخرى فإذا هم قيامٌ يَنظُرونَ)
[3117] يُنظر: ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص: 159-161). .
2- قال الخازِنُ: (إجماعُ أهلِ السُّنَّةِ أنَّ المُرادَ بالصُّورِ هو القَرنُ الذي يَنفُخُ فيه
إسرافيلُ نَفخَتينَ، نَفخةَ الصَّعقِ، ونَفخةَ البَعثِ للحِسابِ)
[3118] يُنظر: ((تفسير الخازن)) (2/ 125). .