المَبحثُ الأوَّلُ: الإجماعُ على أنَّ الإيمانَ يَزيدُ ويَنقُصُ
قال يحيى بنُ سَعيدٍ القَطَّانُ: (ما أدركتُ أحدًا من أصحابِنا إلَّا على سُنّتِنا في الإيمانِ، ويقولون: الإيمانُ يَزيدُ ويَنقُصُ)
[289] أخرجه ابنُ هانئٍ في ((مسائل الإمام أحمد)) (ص: 428). .
وقال أيضًا: (كُلُّ من أدركتُ مِن الأئِمَّةِ كانوا يقولون: الإيمان قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ)
[290] يُنظر: ((سير أعلام النبلاء)) (9/179). .
وقال
عبدُ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيُّ: (لَقِيت اثنينِ وسِتِّينَ شيخًا؛ منهم: مَعمَرٌ، و
الأوزاعيُّ، و
الثَّوريُّ، والوَليدُ بنُ محمَّدٍ القُرَشيُّ، ويَزيدُ بنُ السَّائِبِ، وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ، وحَمَّادُ بنُ زيدٍ، و
سُفيانُ بنُ عُيَينةَ، وشُعَيبُ بنُ حَربٍ، ووكيعُ بنُ الجَرَّاحِ، و
مالِكُ بنُ أنَسٍ، وابنُ أبي ليلى، وإسماعيلُ بنُ عَيَّاشٍ، والوَليدُ بنُ مُسلمٍ، ومن لم نُسَمِّه- كُلُّهم يقولون: الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ)
[291] أخرجه اللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (1737). .
وقال
أبو عُبَيدٍ القاسِمُ بنُ سَلَّامٍ: (هذه تَسميَةُ من كان يقولُ: الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ... -فسَمَّى أكثَرَ مِن مائةٍ وثلاثين رجلًا من أهلِ العِلمِ مِن الصَّحابةِ وغيرِهم، ثم قال: هؤلاء كلُّهم يقولون: الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ، وهو قَولُ أهلِ السُّنَّة، والمعمولُ به عِندَنا)
[292] أخرجه ابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) (1117) .
وقال
أحمَدُ بنُ حَنبلٍ -في ذِكرِ جُمَلٍ مِن اعتقادِه-: (الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ يَزيدُ ويَنقُصُ. وذكَرَ أمورًا ثم قال: هذا ما اجتمع عليه السَّلَفُ من العُلَماءِ في الآفاقِ)
[293] يُنظر: ((مناقب الإمام أحمد)) لابن الجوزي (ص: 222-224). .
وقال
البُخاريُّ: (لقيتُ أكثَرَ من ألفِ رجُلٍ من العُلَماءِ بالأمصارِ، فما رأيت أحدًا يختَلِفُ في أنَّ الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، ويَزيدُ ويَنقُصُ)
[294] ذكره ابن حجر في ((فتح الباري)) (1/47)، والزبيدي في ((إتحاف السادة المتقين)) (2/256). .
وقال يعقوبُ الفَسويُّ: (الإيمانُ عندنا -أهلَ السُّنَّةِ- الإخلاصُ للهِ بالقُلوبِ والألسِنَةِ والجوارحِ، وهو قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ، على ذلك وجَدْنا كُلَّ من أدرَكْنا مِن عَصْرِنا، بمكَّةَ والمدينةِ والشَّامِ والبَصرةِ والكُوفةِ، ثمَّ ذكر منهم بضعًا وثلاثين)
[295] أخرجه اللالكائي في ((شرح اعتقاد أهل السنة)) (1753). .
وقال سَهلُ بنُ المتوكِّلِ الشَّيبانيُّ: (أدركتُ ألفَ أستاذٍ وأكثَرَ، كُلُّهم يقولون: الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ)
[296] أخرجه اللالكائي في ((شرح اعتقاد أهل السنة)) (1754). .
وقال
ابنُ جَريرٍ: (أمَّا القولُ في الإيمانِ هل قَولٌ وعَمَلٌ يَزيدُ ويَنقُصُ، أم لا زيادةَ فيه ولا نُقصانَ؟ فإنَّ الصَّوابَ فيه قَولُ من قال: هو قَولٌ وعَمَلٌ يَزيدُ ويَنقُصُ، وبه جاء الخَبَرُ عن جماعةٍ من أصحابِ رَسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعليه مضى أهلُ الدِّينِ والفَضلِ)
[297] يُنظر: ((صريح السنة)) (25). .
وقال
أبو الحَسَنِ الأشعريُّ: (أجمعوا على أنَّ الإيمانَ يَزيدُ بالطَّاعةِ ويَنقُصُ بالمعصيةِ، وليس نقصانُه عندنا شَكًّا فيما أُمِرْنا بالتصديقِ به، ولا جَهلٌ به؛ لأنَّ ذلك كُفرٌ، وإنَّما هو نقصانٌ في مرتبةِ العِلمِ وزيادةِ البيانِ، كما يختَلِفُ وزنُ طاعتِنا وطاعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنْ كُنَّا جميعًا مُؤَدِّين للواجِبِ علينا)
[298] يُنظر: ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص: 155). .
وقال ابنُ أبي زيدٍ القيروانيُّ: (فَصلٌ فيما أجمعت عليه الأمَّةُ من أمورِ الدِّيانةِ ومِن السُّنَنِ التي خلافُها بدعةٌ وضلالةٌ... -فذكر أمورًا؛ منها:- أنَّ الإيمانَ قَولٌ باللِّسانِ وإخلاصٌ بالقَلبِ وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزيدُ ذلك بالطَّاعةِ، ويَنقُصُ بالمعصيةِ نقصًا عن حقائِقِ الكَمالِ، لا مُحبِطًا للإيمانِ)
[299] نقله عنه ابن القيم في ((اجتماع الجيوش الإسلامية)) (ص: 218). .
وقال أبو نَصرٍ السجزي: (وعند أهلِ الأثَرِ أنَّ الإيمانَ: قَولٌ وعَمَلٌ يَزيدُ ويَنقُصُ، وعُلَماءُ الآفاقِ المتَّبَعون كُلُّهم على هذا القَولِ)
[300] يُنظر: ((رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت)) (ص: 274). .
وقال ابنُ بطَّالٍ: (مَذهَبُ جماعةِ أهلِ السُّنَّةِ مِن سَلَفِ الأمَّةِ وخَلَفِها أنَّ الإيمانُ قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ)
[301] يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) (1/ 56)، نقله عنه النووي في شرحه لـ((صحيح مسلم)) (1/146) والكرماني في شرحه لـ((صحيح البخاري)) (1/76). .
وقال
ابنُ عبدِ البَرِّ: (أجمَعَ أهلُ الفِقهِ والحديثِ على أنَّ الإيمانَ قَولٌ وعَمَلٌ، ولا عَمَلَ إلَّا بنِيَّةٍ، والإيمانُ عندهم يَزيدُ بالطَّاعةِ ويَنقُصُ بالمعصيةِ)
[302] ((التمهيد)) (9/238)، ونقله عنه ابن تيميَّةَ. يُنظر: ((الفتاوى)) (7/330). .
وقال
عبدُ الغَنيِّ المَقدِسيُّ في عقيدتِه: (اعلَمْ -وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك- أنَّ صالحَ السَّلَفِ وخيارَ الخَلَفِ وسادةَ الأئِمَّةِ وعُلَماءَ الأمَّةِ؛ اتَّفَقَت أقوالُهم وتطابَقَت آراؤُهم على -وذكرَ أمورًا؛ منها:- والإيمانُ بأنَّ الإيمانَ قَولٌ وعَمَلٌ ونيَّةٌ، يَزيدُ بالطَّاعةِ، ويَنقُصُ بالمعصيةِ)
[303] يُنظر: ((عقيدة الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي)) (ص: 38، 90). .
وقال
ابنُ تيميَّةَ: (أجمعَ السَّلَفُ أنَّ الإيمانَ قَولٌ وعَمَلٌ، يَزيدُ ويَنقُصُ)
[304] يُنظر: ((الفتاوى)) (7/672). .
وقال
ابنُ القَيِّمِ: (فإنَّه بإجماعِ السَّلَفِ: يَزيدُ بالطَّاعةِ، ويَنقُصُ بالمعصيةِ)
[305] يُنظر: ((مدارج السالكين)) (1/422). .
وقال
ابنُ كثيرٍ: (هو مَذهَبُ جُمهورِ الأمَّةِ، بل حكى الإجماعَ عليه غيرُ واحدٍ من الأئِمَّةِ، ك
الشَّافعيِّ، و
أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، و
أبي عُبَيدٍ)
[306] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/12). .
وقال السَّفارينيُّ: (الذي اعتَمَده أئِمَّةُ الأثَرِ وعُلَماءُ السَّلَفِ: أنَّ الإيمانَ: تصديقٌ بالجَنانِ، وإقرارٌ باللِّسانِ، وعَمَلٌ بالأركانِ، يَزيدُ بالطَّاعةِ، ويَنقُصُ بالعِصيان)
[307] يُنظر: ((شرح ثلاثيات المسند)) (2/160). .