يأتي المُضارِعُ مِنَ الفِعلِ الرُّباعيِّ والثُّلاثيِّ المَزِيدِ فيه بكَسْرِ ما قَبْلَ الآخِرِ، إلَّا:
إن كان الماضي أَوَّلُه تاءٌ زائِدةٌ، فإنَّه يُفتَحُ ما قَبْلَ الآخِرِ فيها، مِثْلُ: تكبَّر، وتبختَر، تقولُ: يتكبَّرُ ويتبختَرُ.
إن كانت اللَّامُ مُدغَمةً، فلا يُغَيَّرُ، مِثْلُ: احمرَّ يحمَرُّ، واحمارَّ يحمارُّ، فما أَوَّلُه تاءٌ أو اللَّامُ فيه مُدغَمةٌ، لا يُغيَّرُ فيه شَيءٌ إلَّا بزيادةِ حَرفِ المُضارَعةِ [1003] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 182). .
تنبيهٌ:
الفِعْلُ الرُّباعيُّ على وَزْنِ (أفْعَلَ)، مُضارِعُه في الأصلِ على (يُؤَفْعِل)، إلَّا أنَّ ذلك الأصلَ مَرفوضٌ؛ لأنَّه يَلزَمُ مع المتكَلِّمِ توالي همزتَينِ؛ تقولُ: أنا أُؤَكْرِمُ؛ فمالوا -مع كثرةِ الاستِعمالِ- إلى التَّخفيفِ بحَذفِ الهَمْزةِ الثَّانيةِ مع جميعِ حُروفِ المُضارَعةِ، تقولُ: أنا أُكرِمُ، ويُكرِمُ، وتُكرِمُ، ونُكرِمُ، أمَّا قولُ أبي حيَّانَ الفَقْعَسيِّ من الرَّجَزِ:
فإنَّه أهلٌ لأنْ يُؤَكْرَمَا [1004] يُنظر: ((خزانة الأدب)) للبغدادي (2/ 316).
فهو شاذٌّ [1005] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 143). .
حركةُ حَرفِ المُضارَعةِ:
1- الحَرفُ الذي بَعْدَ حَرفِ المُضارَعةِ ساكِنٌ أبدًا، والسَّبَبُ في سُكونِه حتى لا تتوالى في الكَلِمةِ أربَعةُ مُتحَرِّكاتٍ لازمةُ التحَرُّكِ، وهذا ما لم يُوجَدْ في كَلامِ العَرَبِ.
2- الفِعلُ الثُّلاثيُّ والخُماسِيُّ والسُّداسيُّ حَرفُ المُضارَعةِ فيه مَفتوحٌ أبدًا؛ لخِفَّةِ الثُّلاثيِّ، وثِقَلِ الخُماسِيِّ والسُّداسيِّ، فاختاروا الفَتحةَ؛ لأنَّها أخَفُّ الحَرَكاتِ [1006] يُنظر: ((شرح التصريف)) للثمانيني (ص: 195، 200). .
3- إن كان الفِعلُ رُباعيَّ الأُصولِ (دَحْرَجَ)، أو رُباعيًّا بزوائِدَ للإلحاقِ (عَقْرَبَ) أو لغَيرِ الإلحاقِ (أكْرَمَ)، فإنَّ حَرَكةَ حَرفِ المُضارَعةِ فيه الضَّمُّ، مِثْلُ: يُدَحْرِجُ، ويُعَقْرِبُ، ويُكْرِمُ [1007] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 182). .
3- إن كان الفِعلُ مِن بابِ (فَعِلَ يَفْعَل)، مِثْلُ: عَلِم؛ أو مَبدوءًا بهَمْزةِ وَصلٍ، مِثْلُ: انقاد؛ أو تاءٍ مَزِيدةٍ في (تَفَاعَلَ وتَفَعَّل وتَفَعْلَلَ)، فإنَّ العَرَبَ مِن غيرِ أهلِ الحِجازِ يَكسِرون حُروفَ المُضارَعةِ كُلَّها إلَّا الياءَ: يقولونَ: أنا إِعلَمُ، هي تِعْلَمُ، نحن نِعْلَمُ، ومنهم من يَكسِرُ الياءَ أيضًا، فيقولُ: هو يِعْلَمُ. ويقولونَ في مِثلِ الفِعلِ: (وَجِلَ): هي تِوْجَلُ، وأنا إِيْجَلُ، ونحن نِيْجَلُ، ومع الياءِ، منهم من يَكسِرُها ويَقلِبُ الواوَ ياءً، يقولون: يِيْجَلُ، ومنهم من يَفتَحُ الياءَ، ويَقلِبُ الواوَ ألفًا: ياجَلُ، أو ياءً: يَيْجَلُ، مخالِفينَ بذلك اللُّغةَ الفُصحى، وهي فتحُ حَرفِ المُضارَعةِ، وهي اللُّغةُ التي جاء بها القُرآنُ؛ قال تعالى: قَالُوا لَا تَوْجَلْ [الحجر: 53] [1008] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 110 - 112). .