موسوعة اللغة العربية

المطلَبُ الثَّاني: الحُروفُ المختَصَّةُ بالفِعلِ


1- حُروفُ نَصبِ الفِعلِ المضارعِ، وهي حُروفٌ بَعضُها ينصِبُ الفِعلَ بنَفْسِه؛ نَحْوُ: "أنْ"، و"لَن"، و"كَي"، و"إذَنْ". وبعضُها ينصِبُ الفِعلَ بإضمارِ "أنْ" معها، وهي: حتَّى، ولامُ الجُحُودِ، وفاءُ السَّببيَّةِ، وواوُ المعيَّةِ، و(أو) العاطِفةُ، ولامُ التعليلِ، وإنما عَمِلَت لاختصاصِها بالأفعالِ كما عَمِلَت حُروفُ الجرِّ في الأسماءِ لاختصاصِها بها [259] يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/ 224). .
2- حُروفُ جَزمِ الفِعلِ المضارعِ، وهي: لم، لَمَّا، لامُ الأمرِ، ولا الناهيةُ، إنْ، إذْما [260] يُنظر: ((النحو المصفى)) لمحمد عيد (ص: 119). الموجز في قواعد اللغة العربية (ص: 87). .
3- حرفا التنفيسِ: السِّينُ وسوفُ، تُفيدانِ التنفيسَ في الزَّمانِ، فهما موضوعتانِ للاستقبالِ، أي: إنَّهما تُفيدانِ الاستقبالَ، وتَقصُرانِ الفِعلَ بعدهما عليه؛ نَحْوُ: سيقومُ زيدٌ، وسوف يقومُ زيدٌ. فإذا دخلا على فِعلٍ مضارعٍ خلَّصاه للاستقبالِ، وأزالا عنه الشَّياعَ الذي كان فيه، كما يفعَلُ الألفُ واللامُ بالاسمِ، إلَّا أنَّ "سَوفَ" أشدُّ تراخِيًا في الاستقبالِ من السِّين، وأبلغُ تنفيسًا [261] يُنظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (5/ 95). .
4- الحُروفُ المصدريَّةُ: وتُسمَّى الموصولاتِ الحرفيَّةَ أَيضًا، وهي التي تجعلُ ما بعدَها في تأويلِ مَصدَرٍ. وهي: أَنْ، وكي، وما، ولو، وهمزةُ التَّسوية؛ نَحْوُ: سرَّني أَنْ تُلازمَ الفضيلةَ، ارحمْ لكي تُرحَمَ، أَوَدُّ لو تجتهِدُ، وقال تعالَى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات: 96] ، وقال سُبحانَه: سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [البقرة: 6]  [262] يُنظر: ((جامع الدروس العربية)) للغلاييني (3/ 262). .
5- (لو): وهو حَرفُ شَرطٍ غيرُ جازمٍ، وهي في الكلامِ على ضربَينِ: موصولةٌ وشَرطيَّةٌ.
فالموصولةُ هي التي تأتي مع الفِعلِ في تأويلِ مَصدَرٍ، كما في قَولِه تعالَى: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ [البقرة: 96] ، وأمَّا الشَّرطيةُ فهي لتعليقِ ما امتنع لامتناعِ شَرْطِه، فتقتضي جملتين ماضيتينِ، الأولى منهما مُستلزِمةٌ للثانيةِ لأنَّها شَرطٌ، والثَّانيةُ جَوابُه [263] يُنظر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (4/ 94). .
6- (قد): وهي إن دخلَت على الماضي أفادت تحقيقَ معناهُ؛ نَحْوُ: قد جاء عَمرٌو، وقد نجح الطلابُ جميعًا. وإن دخلت على المضارعِ أَفادت تقليلَ وُقوعِه؛ نَحْوُ: قد يَصدُقُ الكَذوبُ. وقد يجودُ البَخيلُ. وقد تُفيدُ التحقيقَ مع المضارعِ، إن دلَّ عليه دليلٌ، كقَولِه تعالَى: قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ [النور: 64] ، ومن معانيها التَّوقُّعُ، أَي: تَوَقُّعُ حصولِ ما بعدها، أَي: انتظارُ حصولهِ، تقولُ: قد جاءَ الأستاذُ، إذا كان مجيئُهُ مُنتَظَرًا وقريبًا، وإن لم يجِئْ فِعلًا، وتقولُ: قد قَدِمُ الغائِبُ. إذا كنتَ تَترَقَّبُ قُدومَهُ وتَتوَقعُهُ قريبًا. ومن ذلك "قد قامَتِ الصَّلاةُ"؛ لأنَّ الجماعة يَتوَقَّعونَ قيامَها قريبًا.
ومنها: التقريبُ، أَي: تقريبُ الماضي من الحالِ، تقولُ: "قد قُمتُ بالأمرِ"، لِتدُلَّ على أنَّ قيامَك بهِ ليسَ ببعيدٍ من الزَّمانِ الذي أنتَ فيه.
ومنها: التكثيرُ؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ [البقرة: 144] .
وتُسمَّى "قد" حرفَ تحقيقٍ، أو تقليلٍ، أو تَوقعٍ، أو تقريبٍ، أو تكثيرٍ، حَسَبَ معناها في الجملة التي هي فيها [264] يُنظر: ((جامع الدروس العربية)) للغلاييني (3/ 266). .

انظر أيضا: