موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الحادي والعِشرون: الاسْتِتباعُ


وهو: "المدْحُ بشَيءٍ على وَجهٍ يَستتبِعُ المدْحَ بشَيءٍ آخَرَ".
كقولِ الشَّاعِرِ: الطويل
ألَا أيُّها المالُ الَّذي قد أبادَهُ
تَسَلَّ فهذا فِعلُه بالكَتائِبِ
فوصَفه بالكَرمِ والجُودِ وإنْفاقِ المالِ، ثمَّ اسْتَتبعَ ذلك وصْفُه بالشَّجاعةِ والقوَّةِ؛ حين شبَّه فِعلَه بالمالِ بفِعلِه بالكَتائِبِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الطويل
نهَبتَ مِنَ الأعْمارِ ما لو حَويتَهُ
لهُنِّئتِ الدُّنيا بأنَّكَ خالِدُ
فوصَف الشَّاعرُ المَمدوحَ بالشَّجاعةِ والقوَّةِ وأنَّه يَنهَبُ الأعْمارَ ويَسلُبُ الأرْواحَ، ثمَّ اسْتَتبعَ ذلك أنْ وصَفه بالصَّلاحِ وأنَّ الدُّنيا تَنعَمُ بخُلودِه وبَقائِه.
ومنه قولُ صَفِيِّ الدِّينِ الحِلِّيِّ: البسيط
الباذِلو النَّفسِ بذْلَ الزَّادِ يومَ قِرًى
والصَّائِنو العِرضِ صوْنَ الجارِ والحُرَمِ
ففي صدْرِ البيتِ وصَفَهم ببذْلِ النَّفسِ والتَّضحيةِ، ثمَّ اسْتَتبع ذلك بوصْفِهم بالكَرمِ وبذْلِ الزَّادِ، وفي عجُزِ البيتِ وصَفهم بصوْنِ العِرضِ، واسْتَتبعَ بوصْفِهم بإكْرامِ الجارِ وصوْنِ حقِّه، وصوْنِ أهْليهم وحَريمِهم [448] ينظر: ((أنوار الربيع في أنواع البديع)) لابن معصوم (6/148)، ((علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع)) للمراغي (ص: 344). .

انظر أيضا: