موسوعة اللغة العربية

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

المَبحَثُ الثَّاني: الكِتابةُ في القُرآنِ الكَريمِ والشِّعرُ الجاهليِّ

جاءَ ذِكرُ الكِتابةِ في القُرآنِ الكَريمِ، والدَّلالةُ عليها في غَيرِ مَوضِعٍ منَ الكِتابِ العَزيزِ، منه قَولُه جَلَّ شَأنُه: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لهمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لهمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة: 79] ، وقَولُه تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ [القلم: 1] ، وقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 1-5] ، وقَولُه تعالى: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفرقان: 5] .
يَقولُ الدكتور ناصِر الدِّين الأسَد في هذه الآيةِ الأخيرةِ: (وكان في الجاهليَّةِ مَن يَنصِبُ نَفسَه لتَعليمِ الأخبارِ وقِصَصِ التَّاريخِ، فيَقصِدُه مَن يَقصِدُه يَستَمليها ويَكتُبُها، وقد أنبَأنا النَّبَأ اليَقينُ بذلك؛ كِتابُ اللهِ، قال تَعالى: وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفرقان: 5] ) [388] ((مصادر الشعر الجاهلي)) لناصر الدين الأسد (ص: 51). .
كما ورَدَتِ الإشارةُ إلى الكِتابةِ في الشِّعرِ الجاهليِّ كثيرًا، وقد سبَقَ في أوَّل البَحثِ الإشارةُ إلى شَواهدَ من ذلك، ونَذكُرُ أيضًا قَولَ عَبدِ اللهِ بن عنمةِ الضَّبيِّ من الطويل [389] في ((المفضليات)) للمفضل الضبي (ص:379)، و((الأصمعيات)) لأبي سعيد الأصمعي (ص: 226). :
فلمَّا رأَيتُ الدَّارَ قَفْرًا سأَلْتُها
فَعَيَّ علينا نُؤْيُها ورَمادُهَا
فلم يَبْقَ إِلَّا دِمْنَةٌ ومَنازِلٌ
كما رُدَّ في خَطِّ الدَّوَاةِ مِدَادُهَا
وقَولَ سَلامةَ بنِ جَندَلٍ من الطويل [390] لسلامة بن جندل في ديوانه (ص: 34). :
لِمَن طَلَلٌ مِثلُ الكِتابِ المُنَمَّقِ
خَلا عَهدُهُ بَينَ الصليبِ فَمُطرِقِ
أَكَبَّ عَلَيهِ كاتِبٌ بِدَواتِهِ
وَحادِثُهُ في العَينِ جِدَّةُ مُهرقِ
وقَولَ ثَعلَبةَ بنِ عَمرٍو العَبديِّ مِن الطَّويلِ [391] في ((المفضليات)) للمفضل الضبي (ص: 281). :
أَكَبَّ عليها كاتبٌ بدوَاتِهِ
يُقِيمُ يَدَيه تارَةً ويُخالِفُ

موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: الكِتابةُ في القُرآنِ الكَريمِ والشِّعرُ الجاهليِّ

انظر أيضا: