الفَصْلُ الثَّامِنُ: حَرْفُ الزَّايِ
زِبْرِجٌ:في حَديثِ عليٍّ رَضيَ اللهُ عنه:
((حَلِيَتِ الدُّنْيا في أعْيُنِهم، وراقَهم زِبْرِجُها)) [933] ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/707). .
الزِّبْرِجُ: الزِّينةُ مِن نَقْشٍ ووَشْيٍ وجَوْهَرٍ، والذَّهَبُ، والسَّحابُ، والسَّحابُ الخَفيفُ، والنَّمِرُ بسَوادٍ وحُمْرةٍ، وزِبْرِجُ الدُّنيا: غُرورُها وزينتُها، واشْتَقُّوا مِنه (مُزَبْرَجٌ)، أي: مُزَيَّنٌ، وفي مَعْنى الغَيْمِ الخَفيفِ يقولُ العَجَّاجُ:
وحينَ يَبْعَثْنَ الرِّياغَ رَهَجا
سَفْرَ الشَّمالِ (الزِّبْرِجَ) (المُزَبْرَجا)
وفي مَعْنى الوَشْيِ والذَّهَبِ يقولُ حسَّانُ:
ونَجا ابنُ حَمْراءِ العِجانِ حُوَيْرِثٌ
غَلَيانُ أُمِّ دِماغِهِ (كالزِّبْرِجِ)
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ: (زِبْرَگ) مُركَّبٌ مِن (زيبا) أي: حَسَنٍ، و(رَگ) أي: أصْلٍ، أو مِن (زيبارو) أي: حَسَنِ الوَجْهِ
[934] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 76)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 248). .
زَبَرْجَدٌ:حَديثُ أبي هُرَيْرةَ:
((إنَّ في الجنَّةِ لعُمُدًا مِن ياقوتةٍ عليها غُرَفٌ مِن زَبَرْجَدٍ)) [935] أخرجه عبدُ بنُ حُميد (1430)، والبزار (8776)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9002) باختلافٍ يسيرٍ. .
والزَّبَرْجَدُ: حَجَرٌ مِن الأحْجارِ الكَريمةِ.
لم تُشِرِ المَعاجِمُ إلى كَوْنِه مُعرَّبًا، ونَصَّ أَدِّي شِير على أنَّه مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: (زَبَرْجَدٌ)
[936] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 76). ، وقد يكونُ مُعرَّبًا مِن اليونانيَّةِ: smaragdos
[937] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 358). .
زُرْمانِقة:في حَديثِ
ابنِ مَسْعودٍ:
((إنَّ موسى عليه السَّلامُ أتى فِرْعَوْنَ وعليه زُرْمانِقةٌ)) [938] أخرجه أبو عبيد القاسم بن سَلَّامٍ في ((غريب الحديث)) (4/101). وأخرجه ابنُ أبي حاتم في ((التفسير)) (16315) عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: (لقد دخل موسى على فِرعونَ وعليه زُرْمانِقةٌ مِن صُوفٍ ...). .
والزُّرْمانِقةُ هي جُبَّةُ صوفٍ
[939] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (10/ 140). .
والكَلِمةُ مُخْتلَفٌ في أصْلِها؛ ف
أبو عُبَيْدٍ ذَكَرَ أنَّ أصْلَها عِبْرانيٌّ
[940] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 348). ، وذَكَرَ الجَوْهَريُّ أنَّ أصْلَها فارِسيٌّ (أُشْتُرْبانَهْ)، ومَعْناه: مَتاعُ الجَمَّالِ
[941] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1490). ، مُركَّبةٌ مِن (أشتر) وهو الجَمَلُ، (بان) أي: الحافِظِ، وقد عَلَّقَ الدُّكْتورُ عبْدُ الرَّحيمِ على الأصْلَينِ بقَوْلِه: (هذا والفَرْقُ بيْنَ الزُّرْمانِقةِ وأصْلِها المَزْعومِ كَبيرٌ بحيثُ إنَّنا لا نَكادُ نَطْمَئِنُّ إلى هذا الرَّأيِ، وظَنُّ
أبي عُبَيْدٍ أنَّها عِبْرانيَّةٌ أيضًا ليس بصَحيحٍ، فلا وُجودَ لمِثلِ هذه الكَلِمةِ بالعِبْريَّةِ)
[942] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 349). [943] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 301)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 78). .
زُمُرُّدٌ:عن
ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قالَ:
((نَخْلُ الجنَّةِ جُذوعُها مِن زُمُرُّدٍ أخْضَرَ )) [944] أخرجه ابنُ أبي الدنيا في ((صفة الجنة)) (51) واللَّفظُ له، والحاكمُ (3776)، والبيهقي في ((البعث والنشور)) (283) باختلافٍ يسيرٍ. .
والزُّمُرُّدُ والزَّمُرُّذُ هو الزَّبَرْجَدُ، وهو مِن الجَواهِرِ
[945] يُنظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (11/ 178)، ((الصحاح)) للجوهري (2/ 565)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 333). .
ذَكَرَ الدُّكْتورُ عبْدُ الرَّحيمِ أنَّ أصْلَ كَلِمتيِ (الزَّبَرْجَدِ والزُّمُرُّدِ) يونانيٌّ وهو: smaragdos (سْمَركْدُسْ)، والسِّينُ في آخِرِ الكَلِمةِ عَلامةُ رَفْعٍ، فيكونُ الأصْلُ (سْمَرَكْدْ)، فتكونُ (زَبَرْجَد) بإبْدالِ السِّينِ زايًا والميمِ باءً والكافِ الأعْجَميَّةِ جيمًا، وتكونُ (زُمُرُّدٌ) بإبْدالِ السِّينِ زايًا، وحَذْفِ الكافِ، والتَّعْويضِ عنها بتَشْديدِ الرَّاءِ
[946] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 358). .
زِنْبيلٌ:جاءَ في حَديثِ أبي هُرَيْرةَ:
((فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، وهو الزِّنْبيلُ)) [947] أخرجه مسلم (1111). .
والزِّنْبيلُ: هو الوِعاءُ الَّذي يُحمَلُ فيه.
وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ أصْلُه: (زنبيل)
[948] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (11/ 300)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 80). .
زِنْديقٌ:جاءَ عن
عبْدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما:
((أُتِيَ عليٌّ رَضيَ اللهُ عنه بزَنادِقةٍ فأحْرَقَهم)) [949] أخرجه البخاريُّ (6922). .
الزِّنْديقُ: مَن لا يُؤمِنُ بالآخِرةِ، أو القائِلُ ببَقاءِ الدَّهْرِ، أو مَن يُبطِنُ الكُفْرَ ويُظهِرُ الإيمانَ، وجَمْعُه زَنادِقةٌ، واشْتَقُّوا مِنه الفِعلَ (تَزَنْدَقَ).
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وهي كَلِمةٌ كانَ يُقصَدُ بها مَن يُفسِّرُ الأبستاق -وهو الكِتابُ المُقدَّسُ لزَرادِشْتَ- تَفْسيرًا جَديدًا غيْرَ رَشيدٍ، وأُطلِقَتْ بصِفةٍ خاصَّةٍ على أتْباعِ ماني ومزدك، وذَكَرَ أَدِّي شِير أنَّها ذُكِرَتْ في الأبستاق عَيْنِه؛ حيثُ قيلَ: (إنَّنا جَعَلْنا الصَّلاةَ ... لكي تُحارِبَ الزِّنده والسَّاحِرَ وتُخَرِّبَهما جَميعًا)، فيكونُ (الزِّنْديُّ) في التَّاريخِ القَديمِ مَعْناها السَّاحِرُ القَبيحُ المَذهَبِ، ثُمَّ إنَّ الفُرْسَ المُحدَثونَ تَلَفَّظوا بها فقالوا: (زنديك)، ومِنها جاءَتْ كَلِمةُ زِنْديقٍ.
وذَكَرَ البعضُ أنَّها تَعْريبُ (زن دين)، يَعْني: دينَ المَرْأةِ.
وقيلَ: أصْلُه الفارِسيُّ: زنده كِرْد، (زنده) تَعْني الحَياةَ، و(كرد) تَعْني العَمَلَ، فهي تَعْني العَمَلَ مَدى الحَياةِ، أو مَن يقولُ بدَوامِ الدَّهْرِ
[950] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 80، 81)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 261). ، وجاءَ في اللِّسانِ: (وهو بالفارِسيَّةِ: زَنْدِ كِراي، يقولُ بِدَوامِ بَقاءِ الدَّهْرِ)
[951] ((لسان العَرب)) لابن منظور (10/ 147). .