إذا كان المنادى مضافًا إلى اسمٍ آخرَ، والاسمُ الآخَرُ مُضافٌ إلى ياء المُتكَلِّم، فلا يجوزُ في ياء المُتكَلِّم حَذفُها، بل يجب إثباتها، ولك في حركةِ الياء وجهانِ:
الأوَّلُ: تسكينُ الياء. تَقولُ: يا غلامَ غُلامِي، يا ابنَ أخي، يا زوجةَ صاحبي.
يا: أداةُ نداء، حرفٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ، غلامَ: منادى مضافٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفتحةُ، غلامي: مُضافٌ إليه مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ، والياءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
الثاني: فتحُ الياءِ. تَقولُ: يا غلامَ غُلاميَ.
إلا إذا كان المضافُ: ابنَ أمِّ، أو ابنَ عَمِّ، فيجوز فيه أربعُ لغاتٍ:
الأولى: أن نحذِفَ الياءَ مع فتح الميمِ، فيقال: يا ابنَ أمَّ، يا ابنَ عمَّ، ومنه قول الله تعالى: قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي [طه: 94] .
(يا) أداةُ نداءٍ حرفٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
(ابنَ) منادى منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفتحةُ، وهو مضافٌ.
(أمَّ) مُضافٌ إليه مجرورٌ بكَسرةٍ مُقَدَّرة، منع من ظُهورِها الفتحةُ التي جاءت لقَلبِ الياءِ ألفًا، وحُذِفَت الألِفُ تخفيفًا.
الثانية: أن تحذفَ الياءُ مع كَسرِ الميم، فيقال: يا ابنَ أُمِّ، ويا ابنَ عمِّ.
(يا) أداةُ نداءٍ، حرفٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
(ابن) منادى منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، وهو مضافٌ.
(أمِّ) مُضافٌ إليه مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ مُقَدَّرةً، منع من ظُهورِها اشتِغالُ المَحَلِّ بحَرَكةِ المُناسَبةِ، وهو مضافٌ، والياءُ المحذوفةُ تخفيفًا مُضافٌ إليه.
الثالثة: أن تَثبُت الياءُ السَّاكنةُ مع الميم، مِثلُ: يا ابنَ أمِّي. وهذه لا تثبُت إلَّا في الضرورةِ الشعريةِ، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
يا ابنَ أمِّيْ ويَا شقيقَ نفسِي
أنت خلَّيتَني لدَهرٍ شديدِ
(يا) أداةُ نداءٍ حرفٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
(ابن) منادى منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، وهو مضافٌ.
(أمي) أمِّ: مُضافٌ إليه مَجرورٌ، وعَلامةُ الجرِّ كَسرةٌ مُقَدَّرةٌ على ما قبل الياء، وهو مضافٌ، والياءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
الرابعة: أن تُقلَبَ الياءُ ألفًا، فيقال: يا ابنَ أمَّا، ويا ابنَ عمَّا، وهذا النوعُ أيضًا لا يثبُتُ إلَّا في الضرورةِ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
يا ابنةَ عَمَّا لا تلومي واهجَعِي
ولا يخرُقِ اللَّومُ حِجابَ مِسمَعِي
(يا) أداة نداء، حرف مَبْنيٌّ على السُّكونِ لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
(ابنةَ) منادى منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ؛ لأنَّه مضافٌ.
(عمَّا) عمَّ: مُضافٌ إليه مجرور بكسرة مُقَدَّرة على ما قبل الياء المنقلبة ألفًا، والياءُ المنقَلِبةُ ألفًا: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
فالحاصِلُ أنَّه يجوزُ الصورةُ الأولى والثانيةُ، وهي حذفُ الياءِ وكَسرُ ما قبلها أو فتحُه، أما الصورةُ الثالثةُ والرابعةُ فلا، إلَّا في الضرورةِ يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 412)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (2/ 1087). .