المَطْلَبُ الأوَّلُ: أنواعُ الاسمِ المَقصورِ [536] يُنظر: ((شرح جمل الزجاجي)) لابن عصفور (2/ 504)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 512)، ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 329).
الاسمُ المقصورُ نَوعانِ:
المقصورُ السَّماعيُّ:وهو ما لا يُعرَفُ قَصْرُه إلَّا بطَريقِ السَّماعِ، ومجالُ ذلك المعاجِمُ، مِثْلُ: الفَتَى والثَّرَى والحِجَا، والسَّنَا، والرَّحَى.
المقصورُ القِياسِيُّ:هو ما له قِياسٌ يُوجِبُ قَصْرَه، وهو ما يتناوَلُه عِلْمُ الصَّرفِ على التفصيلِ الآتي:
القاعِدةُ العامَّةُ:يكونُ المقصورُ قياسيًّا إذا كان ما قَبْلَ آخِرِ نَظيرِه مِنَ الصَّحيحِ مَفتوحًا على جِهةِ اللُّزومِ أو الغَلَبةِ
[537] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 512)، ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 329). .
وهذا النَّظيرُ أو المقابِلُ يُعرَفُ بأن يتَّفِقَ الاسمانِ في الوَزْنِ والنَّوعِ (مِن حَيثُ كونُ اللَّفْظِ مَصْدَرًا أو جَمْعًا أو وَصْفًا)
[538] يُنظر: ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 672). .
ومن الأوزانِ القياسيَّةِ في المقصورِ:أولًا: اللَّازِمُ منها:1- اسمُ مَفعولِ ما زاد عن ثلاثةِ أحرُفٍ:اسمُ المَفعولِ فيما زادَ عَن ثَلاثةِ أحرُفٍ يَلزَمُ فَتْحُ ما قَبلَ آخِرِه، مِثلُ: مُكْرَمٍ، ومُنطَلَقٍ، ومُقتَدَرٍ، ومُستَخرَجٍ، فيُقالُ في المُعتَلِّ: مُعطًى، ومُنَمًّى، ومُقتَدًى، ومُستَدعًى (يُلاحَظُ التَّناظُرُ في الوَزنِ وكَونُ اللَّفظينِ وَصْفًا).
2- وَزْنُ (مَفْعَلٍ) سواءٌ أكان مَصْدَرًا ميميًّا أو اسمَ زَمانٍ أو مَكانٍ:مثل: مَسْعًى ومَرْمًى، ونظيرُه مِنَ الصَّحيحِ: مَذْهَبٌ.
وَزْنُ (مِفْعَلٍ) لاسمِ الآلةٍ:مثل: مِرْمَى، ونَظيرُه مِنَ الصَّحيحِ مِغْزَلٌ، وجاء من الصَّحيحِ (مِفْعَال)، مِثْلُ: مِقْرَاضٍ ومِحْراثٍ، ولا يُوجَدُ في المُعْتَلِّ.
جَمْعُ (فُعْلَةٍ):مِثْلُ: دُمْيَةٍ، جَمْعُها دُمًى، ونَظيرُه من الصَّحيحِ: ظُلْمَةٌ وظُلَمٌ.
جَمْعُ (فِعْلَةٍ):مِثْلُ: مِرْيَةٍ، وجَمْعُها مِرًى، ونَظيرُه قِرْبَةٌ وقِرَبٌ
[539] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 541). .
تَنبيهٌ:شَذَّ جَمعُ (فُعْلَةٍ) في المُعْتَلِّ على (فِعَلٍ) قالوا: كُسْوَةٌ كُسًا وكِسًا.
وشَذَّ جَمْعُ (فِعْلَةٍ) في المُعْتَلِّ على (فُعَلٍ) قالوا: لِحْيَةٌ لِحًى ولُحًى، وحلْيَةٌ (بضَمِّ الحاءِ وكَسْرِها) حِلًى وحُلًى
[540] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 330). .
اسمُ التَّفضيلِ على وَزْنِ (أَفْعَلَ) ومُؤَنَّثُه (فُعْلَى):مثل: أَدْنى وأَعْلى، ونَظيرُه مِنَ الصَّحيحِ: أكبَرُ وأصغَرُ.
جَمْعُ وَزْنِ (فُعْلَى) مُؤَنَّثِ (أَفْعَلَ) ويكونُ على وَزْنِ (فُعَل):مِثْلُ: الدُّنَا والعُلا جَمْعُ الدُّنْيا والعُلْيا، ونظيرُه في الصَّحيحِ: الكُبْرى والكُبَرُ.
كُلُّ اسمِ جِنسٍ لِمُفْرَدٍ ثُلاثِيٍّ في آخِرِه ألِفٌ بَعْدَها هاءُ التأنيثِ:مِثْلُ: حَصاةٍ حَصًى، وقَناةٍ قَنًى، ونظيرُه: شَجَرةٌ شَجَرٌ.
ثانيًا: الغالِبُ مِنْها:مَصْدَرُ (فَعِلَ) اللَّازِمِ المُعْتَلِّ اللَّامِ:مَصْدَرُ فَعِلَ اللازِمِ يَغلِبُ فيه فَتحُ ما قَبْلَ آخِرِه، ويكونُ على وَزْنِ (فَعَلٍ)، مِثْلُ: فَرِحَ فَرَحًا، وبَطِرَ بَطَرًا، ويكونُ القَصْرُ قياسيًّا في المُعتَلِّ مِنه، يُقالُ: جَوِيَ جَوًى، وهَوِيَ هَوًى
[541] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 512 – 514)، ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 329، 330). .
ذكَرَ
سِيبَوَيهِ أنَّ (الغِرَاءَ) مَصْدَرَ غَرِيَ: شاذٌّ
[542] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 538). ، لكِنَّ
ابْنَ هِشامٍ ذَكَر أنَّه قد جاءَ عن أبي عُبَيدةَ أنَّ الغِرَاءَ مَصْدَرُ غارَيْتُ؛ ومِن ثَمَّ يكونُ مَدُّ كَلِمةِ (الغِرَاءِ) قياسيًّا، مِثْلُ: قاتَلَ قِتالًا
[543] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 501). .
مسألةٌ: تنوينُ الاسمِ المقصورِالِاسمُ المَقصورُ إذا كانَ مُجَرَّدًا مِن (أَلْ) والإضافةِ وجَبَ تَنوينُه، شَأنُه شَأنُ جَميعِ الأسماءِ المُتَمَكِّنةِ المُتَصَرِّفةِ، ويَلزَمُ
الِاسمَ المَقصورَ حينَئِذٍ التَّنوينُ بالفَتحِ فحَسْبُ، ومِنه قَولُه تعالى:
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة: 2] ، وقَولُه تعالى:
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ [الأنبياء: 60] .
وإنَّما اختَصَّ بالفَتحِ دونَ غَيرِه لتَناسُبِ حَرَكةِ الحَرفِ قَبلَ الألِفِ، وليَدُلَّ عَلى أنَّ الحَرفَ المَحذوفَ نُطْقًا هو الأَلِفُ.