الموسوعة الفقهية

المَطلبُ السَّادِسُ: هَل يُشتَرَطُ في القِصاصِ في النَّفس ِالمُماثَلةُ في الفَضائِلِ وكمالِ الأوصافِ؟


لا يُشتَرَطُ في القِصاصِ في النَّفسِ المُماثَلةُ في الفَضائِلِ وسلامةِ الأطرافِ وكَمالِ الأوصافِ [349] فيُقتَلُ الرَّجُلُ بالمَرأةِ، وبالخُنثَى، والكَبيرُ بالصَّغيرِ، والصَّحيحُ بالأعمى وبالزَّمِنِ وناقِصِ الأطرافِ وبالمَجنونِ. ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [350] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (6/105)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (8/338). ويُنظر: ((التقرير والتحبير)) لابن أمير الحاج (2/184، 185). ، والمالِكيَّةِ [351] ((التاج والإكليل)) للمواق (6/237)، ((منح الجليل)) لعليش (9/16). ويُنظر: ((التوضيح لشرح مختصر ابن الحاجب)) لخليل (8/78). ، والشَّافِعيَّةِ [352] ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/16)، ((حاشية الشرواني على تحفة المحتاج)) (8/401). ، والحَنابلةِ [353] ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/524)، ((مطالب أولي النهى)) للرحيباني (6/32). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قَولُه تعالى: أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [المائدة: 45] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّه عامٌّ في كُلِّ نَفسٍ دونَ تَفريقٍ بَين ما تماثَلَت صِفاتُه وما لم تَتَماثَلْ، ولا ما تَمَيَّز ببَعضِ الفضائِلِ دونَ غَيرِه [354] ((التوضيح)) لخليل (8/78). .
ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ
1- عن عَليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُؤمِنونَ تَكافَأُ دِماؤُهم وهم يَدٌ على مَن سِواهم، ويَسعى بذِمَّتِهم أدناهم...)) [355] أخرجه أبو داود (4530)، والنسائي (4734) واللَّفظُ لهما، وأحمد (993) باختلافٍ يسيرٍ. صَحَّحه الحاكِمُ في ((المستدرك)) (2623) وقال: على شَرطِ الشَّيخَينِ، وابنِ المُلقِّنِ في ((البدر المنير)) (9/159)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4530)، وصَحَّحَ إسنادَه مُحَمَّد ابن عبد الهادي في ((تنقيح التحقيق)) (4/460)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (2/212)، وشعيب الأرناؤوط على شرط الشيخين في تخريج ((مسند أحمد)) (993). .
2- عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ يَهوديًّا رَضَّ رَأسَ جاريةٍ بَينَ حَجَرَينِ، قيل: مَن فعَل هذا بكِ، أفُلانٌ، أفُلانٌ؟ حتَّى سُمِّي اليَهوديُّ، فأومَأَت برَأسِها، فأُخِذَ اليَهوديُّ، فاعتَرَف، فأمَر به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَرُضَّ رَأسُه بَينَ حَجَرَينِ)) [356] أخرجه البخاري (2413) واللفظ له، ومسلم (1672). .
ثالثًا: لوُجودِ المُساواةِ بَينَهم في العِصمةِ [357] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (6/105). .

انظر أيضا: