الموسوعة الفقهية

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

الفرعُ الثاني: إجهاضُ الجَنينِ بَعدَ نَفخِ الرُّوحِ فيه

يحرُمُ إجهاضُ الجَنينِ بعدَ نَفخِ الرُّوحِ فيه، وهو باتِّفاقِ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ [1530]                                                                     ((البحر الرائق)) لابن نجيم (3/215)، ((حاشية ابن عابدين)) (3/176). ، والمالِكيَّةِ [1531]   لا يجوزُ عند المالكيَّةِ ولو قبل الأربعينَ. ((الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (2/266). ، والشَّافِعيَّةِ [1532]                                                           لا يجوزُ عند الشافعية إذا بلغ الجنينُ مائةً وعشرين يومًا. ((الغرر البهية)) لزكريا الأنصاري (5/331). ، والحَنابِلةِ [1533]                                                                        لا يجوزُ عند الحنابلة بعد تجاوُزِه الأربعينَ يومًا. ((مطالب أولي النهى)) للرحيباني (1/267).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ [المؤمنون: 14]
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الجَنينَ ارتقى مِن طَورِ الجَمادِ إلى طَورِ الحياةِ [1534]                                                                                                                ((اللقاء الشهري)) لابن عثيمين - اللقاء (38).
ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ الله عنه قال: حَدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو الصَّادِقُ المصدوقُ، قال: ((إنَّ أحَدَكم يُجمَعُ خَلْقُه في بَطنِ أمِّه أربعينَ يَومًا، ثمَّ يكونُ عَلَقةً مِثلَ ذلك، ثمَّ يكونُ مُضغةً مِثلَ ذلك، ثمَّ يَبعَثُ اللهُ مَلَكًا، فيُؤمَرُ بأربَعِ كَلِماتٍ، ويقالُ له: اكتُبْ عَمَلَه، ورِزْقَه، وأجَلَه، وشَقيٌّ أو سعيدٌ، ثمَّ يُنفَخُ فيه الرُّوحُ؛ فإنَّ الرَّجُلَ منكم لَيَعمَلُ حتى ما يكونُ بينه وبينَ الجنَّةِ إلَّا ذِراعٌ، فيَسبِقُ عليه كِتابُه، فيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ النَّارِ، ويَعمَلُ حتى ما يكونُ بينه وبين النَّارِ إلَّا ذِراعٌ، فيَسبِقُ عليه الكِتابُ، فيَعمَلُ بعَمَلِ أهلِ الجنَّةِ )) [1535]                                                                                                                أخرجه البخاري (3208) واللفظ له، ومسلم (2643).
وَجهُ الدَّلالةِ:
بَيَّن في الحديثِ أنَّ الجَنينَ تُنفَخُ فيه الرُّوحُ إذا تمَّ له أربعةُ أشهُرٍ، وعلى هذا فمتى تمَّ له أربعةُ أشهُرٍ فإنَّه لا يجوزُ إنزالُه إنزالًا يموتُ به على أيِّ حالٍ كان [1536]   ((فتاوى نور على الدرب)) لابن عثيمين (6/37). ويُنظر: ((شرح النووي على مسلم)) (16/191)، ((الشرح الممتع)) لابن عثمين (5/296).
ثالثًا: لأنَّه صار إنسانًا فلا يجوزُ قَتلُه [1537]                                                                                                                ((فتاوى نور على الدرب)) لابن باز (21/430).

انظر أيضا:

الفرعُ الأوَّلُ: إجهاضُ الجَنينِ قَبلَ نَفخِ الرُّوحِ فيه.