logo
logo
En

موسوعة الفرق

المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة

تمهيدٌ: وُجودُ الخَوارِجِ في الماضي والحاضِرِ

انظر أيضا

الخَوارِجُ فِرقةٌ كبيرةٌ من الفِرَقِ الاعتِقاديَّةِ، فلها وُجودُها الفِكريِّ المُدَوِّي قديمًا وحديثًا، وهي تمثِّلُ إضافةً إلى ذلك حَرَكةً ثوريَّةً عنيفةً في تاريخِ الإسلامِ السِّياسيِّ؛ فقد شغَل أتباعُها الدَّولةَ الإسلاميَّةَ فَترةً طويلةً من الزَّمَنِ بخروجِهم عليها، كما نشَروا فِكرَهم العَقَديَّ، وبسَطوا نفوذَهم السِّياسيَّ على بقاعٍ واسعةٍ من المَشرِقِ، والمَغرِبِ العَربيِّ، وعُمانَ، وحَضْرَموتَ، وزِنْجِبارَ [1] وتُسَمَّى الآن (تَنْزانيا) في شرقِ إفريقيا. ، وما جاوَرها من المناطِقِ الإفريقيَّةِ، ولا تزالُ لهم ثقافتُهم المتمَثِّلةُ في المذهَبِ الإباضيِّ المنتَشِرِ في بعضِ تلك المناطِقِ.
وإنَّ بعضَ أفكارِ الخَوارِجِ -ولا سيَّما الأزارِقةِ- المتعلِّقةِ بتكفيرِ العُصاةِ، لا يزالُ لها أتباعٌ يمثِّلون تنطُّعَ الخَوارِجِ وتشَدُّدَهم في وقتِنا الحاضِرِ؛ ممَّا يستدعي عَرضًا ودراسةً لهذه الفِرقةِ، وما أنتجَت من آراءٍ وأفكارٍ، وما لها من آثارٍ على الإسلامِ والمُسلِمين.
وكتُبُ الخَوارِجِ تكادُ تكونُ مفقودةً تمامًا إذا ما استُثنِيَت الإباضيَّةُ منهم، فلم تُعرَفْ لهم مؤلَّفاتٌ موفورةٌ كبقيَّةِ الفِرَقِ، وأكثَرُ ما يتمُّ الرُّجوعُ إليه بشأنِهم هو ما كتبه عنهم عُلَماءُ أهلِ السُّنَّةِ، مع الثِّقةِ بصحَّةِ ما نقلوه عنهم لمُعايشتِهم لهم، وأيضًا لاحتمالِ وُقوفِهم على كتُبٍ للخَوارِجِ لم تَصِلْ إلينا بَعدُ، على أنَّ ما وصل من كتُبِ الإباضيَّةِ يدُلُّ على مِصداقِ أولئك العُلَماءِ في نَقلِهم لمذهَبِ الخَوارِجِ [2] يُنظر: ((فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام)) للعواجي (1/226). .

انظر أيضا:
السابق
التالي