الفَرعُ الأوَّلُ: تَعريفٌ بطائِفةِ البَهرةِ ونَشأتُها
البَهرةُ أو البوهرةُ أو البواهِرُ فِرقةٌ مِنَ الشِّيعةِ الإسماعيليَّةِ الطَّيبيَّةِ، القائِلةِ بإمامةِ أحمَدَ المُستَعلي دونَ أخيه نِزارٍ، وكَلِمةُ (البوهرة) مُشتَقَّةٌ من أصلٍ هِنديٍّ، وتَحديدًا من وِلايةِ كَجَراتَ في شَمالِ غَربِ الهِندِ، وهو لَفظةُ: (وهوروو vohoryu) بمَعنى التِّجارةِ، والبَوهرةُ مَعناه التَّاجِرُ
[2967] يُنظر: ((دائرة المعارف الإسلامية- أردو)) (مادة بوهرة، ج 5). .
وقال صاحِبُ (التَّرجَمةِ الزَّاهِرةِ): (لَفظُ البَهرةِ مَعناه التُّجَّارِ، يَقولُ أهلُ كَجَراتَ لمَن يَبيعُ ويَشتَري: بهرةٌ، وقيلَ فيه قَولٌ آخَرُ، وهذا أظهَرُ وأشهَرُ، وسُمُّوا بهذا الاسمِ لمُتاجَرَتِهم مَعَ العَرَبِ، فالذين دَعَوهم إلى الإسماعيليَّةِ أوَّلَ الأمرِ كانوا تجَّارًا، وقاموا بالدَّعوةِ في قَومٍ تُجَّارٍ، وأنَّ هؤلاء المُسلِمينَ الجُدُدَ الذين دَخَلوا في المَذهَبِ الإسماعيليِّ جَعَلوا يُتاجِرونَ العَرَبَ، وسُمُّوا أوَّلًا بيوهاري، ثُمَّ تَخَفَّفَتِ الكَلِمةُ وصارَت بوهَري بكَثرةِ الاستِعمالِ)
[2968] ((الترجمة الزاهرة لفرقة بهرة الباهرة)) (ص: 95). .
وقيلَ: هو مُشتَقٌّ من (بوه راه) بمَعنى الصِّراطِ المُستَقيمِ، وقيلَ: بل هو مَأخوذٌ من (بهو راه)، ومَعناه: طُرُقٌ شَتَّى على أنَّهم كانوا مَجموعةً من قَبائِلَ شَتَّى.
وقال بَعضُهم: هو مَأخوذٌ من (بهرى) أي: قِطارِ الإبِلِ، ويُطلَقُ ذلك على قافِلةِ التُّجَّارِ غالبًا، وقيلَ: مَأخوذٌ من (بُهراج) بمَعنى التَّأمُّلِ في الأمورِ
[2969] يُنظر: ((تذكرة الموضوعات)) للفتني (ص: 15، 16). .
وقيل غيرُ ذلك
[2970] يُنظر: ((تذكرة الموضوعات)) للفتني (ص: 17، 18). .
وقد تَقدَّم أنَّ الحَركةَ الإسماعيليَّةَ كانت في نَشأتِها الأولى تَدعو إلى إمامةِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ الصَّادِقِ، وظَلَّتِ الفِرقةُ الإسماعيليَّةُ تَعمَلُ في السَّترِ والكِتمانِ حتَّى ظَهَرَت حَركةُ عُبَيدِ اللهِ المَهديِّ في المَغرِبِ، فقَويَت به شَوكَتُهم، ثُمَّ تَسَلَّم الإمامةَ بَعدَه ابنُه المَنصورُ ثُمَّ المُعِزُّ لدينِ اللهِ الفاطِميُّ، ثُمَّ العَزيزُ باللهِ ثُمَّ الحاكِمُ بأمرِ اللَّهِ، ثُمَّ الظَّاهِرُ ثُمَّ المُستَنصِرُ باللهِ، وبَعدَ وفاةِ المُستَنصِرِ وقَعَ الخِلافُ بَينَ وَلَدَيه نِزارٍ -وهو الأكبَرُ- والمُستَعلي، وقد تَمَكَّنَ المُستَعلي من استِلامِ زِمامِ الخِلافةِ والإمامةِ بالقوَّةِ، وبمُساعَدةِ خالِه الأفضَلِ الجَماليِّ قائِدِ الجُيوشِ الفاطِميَّةِ الذي حارَبَ نِزارًا حتَّى قَتَلَه. فانقَسَمَتِ الإسماعيليَّةُ إلى فِرقَتَينِ: مُستَعليةٍ، ونِزاريةٍ.
والإسماعيليُّونَ المُعاصِرونَ المَوجودونَ في اليَمَنِ هم إسماعيليَّةٌ مُستَعليةٌ، ويُسَمَّونَ باسمِ الإسماعيليَّةِ الطَّيبيَّةِ، نِسبةً إلى الطَّيِّبِ بن الآمِرِ بأحكامِ اللهِ بنِ المُستَعلي، الذين يَزعُمونَ أنَّه استَتَرَ سَنةَ 525هـ، مَعَ أنَّه لم يَكُنْ للآمِرِ بأحكامِ اللهِ عَقِبٌ، وقد نَصَّ على ذلك غَيرُ واحِدٍ مِنَ المُؤَرِّخينَ والعُلَماءِ
[2971] يُنظر مثلا: ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (5/ 302). ، وقدِ ادَّعَت مَلِكةُ اليَمَنِ الصُّليحيَّةِ أروى بنتُ أحمَدَ الصُّليحيُّ إمامةَ الطَّيِّبِ بنِ الآمِرِ بأحكامِ اللهِ وكَفالَتَها له، فأُطلِقَ على إسماعيليَّةِ اليَمَنِ لَقَبُ الإسماعيليَّةِ الطَّيبيَّةِ لزَعمِهم بإمامةِ الطَّيِّبِ وإمامةِ نَسلِه المَستورينَ مِن بَعدِه
[2972] يُنظر: ((طائفة الإسماعيلية)) لمحمد كامل حسين (ص: 46 - 62). .
وقد حاوَلَتِ الدَّولةُ الصُّلَيحيَّةُ نَشرَ هذا المَذهَبِ وبَسطَه في بلادِ اليَمَنِ، لَكِنَّ دَولَتَهم انقَرَضَت سَريعًا عامَ 563هـ، فلَم يَقُمْ أتباعُ هذه الفِرقةِ بأيِّ نَشاطٍ سياسيٍّ يُذكَرُ، واتَّخَذوا أسلوبَ التَّقيَّةِ، واتَّجَهوا إلى التِّجارةِ، وأكثَروا مِنَ التَّرَدُّدِ بَينَ اليَمَنِ والهِندِ للتِّجارة، ووَجَدوا في ذلك فُرصةً لنَشرِ الدَّعوةِ الإسماعيليَّةِ في الهِندِ، خاصَّةً في وِلاية كَجَراتَ، فدَخل كثيرٌ مِنَ الهُندوسِ في دَعوَتِهم، حتَّى كثُرَ عَدَدُهم في الهِندِ، وعُرِفوا باسمِ البَهرةِ. وإن كانتِ الدَّعوةُ في الهِندِ قد بَدَأت قَبلَ ذلك، فلَمَّا قامَ الدَّاعي أبو القاسِم حَسَنُ بنُ الفَرحِ بنِ الحوشَبِ بنَشرِ الدَّعوةِ الإسماعيليَّةِ في اليَمَنِ، أرسَلَ بَعضَ دُعاتِه إلى الهِندِ والسِّندِ
[2973] يُنظر: ((موسم بهار)) لابن ملا جبوا بهائي صاحب (3/24)، ((تاريخ فاطميين مصر)) لزاهد علي (2/81). فبَدَأتِ الدَّعوةُ الإسماعيليَّةُ هناك مُنذُ سَنةِ 270هـ، ثُمَّ بَعَثَ المُعِزُّ في عَهدِه (341-365هـ) داعيًا اسمَه: جلة بنَ شَيبانَ إلى مَدينةِ دِلهي، فدَخَلَ في دَعوَتِهم سُلطانُ مستنافورَ وأغلَبُ سُكَّانِها بجُهودِه وعلى يَدَيه.
وفي عَهدِ المُستَنصِرِ (427- 487هـ) دَخل الهِندَ ثَلاثةٌ من دُعاةِ الإسماعيليَّةِ: أحمَدُ، وعَبدُ اللَّهِ، ونور مُحَمَّد نور الدِّينِ، وأقاموا في كنبايه ميناءَ غجراتٍ، وتَفقَّدوا أحوالَ الهُنودِ بكُلِّ دِقَّةٍ، وقد نَجَحَ بَعضُهم في دَعوةِ الهُنودِ إلى مَذهَبِهم
[2974] ((الترجمة الزاهرة بهرة الباهرة)) (ص: 89-90). ، ومنهم: نور مُحَمَّد نور الدِّينِ الذي توَجَّه إلى جَنوبِ الهِندِ، فنَجَحَ في الدَّعوةِ في ضَواحي أورنغ آبادَ
[2975] أورنغ أباد أو (أورنك أباد) مدينةٌ تقَعُ في ولايةِ حَيدَر أباد بالهندِ. ، وقَبرُه مَوجودٌ في قَريةِ دوند كاول على بُعدِ أربَعينَ كيلومترًا من مَدينةِ أورنغ آبادَ، ويُعرَفُ ضَريحُه بمَزارِ لائي صاحِب.
فالدَّعوةُ الإسماعيليَّةُ ابتَدَأت في الهِندِ مُنذُ القَرنِ الثَّالِثِ الهِجريِّ، وما زالَ عَدَدُ الإسماعيليِّينَ في تَزايُدٍ فيها حتَّى نُقِلَ مَركَزُ الدَّعوةِ الإسماعيليَّةِ مِنَ اليَمَنِ إلى الهِندِ سَنةَ 946ه. وكان بَدءُ هذا الانتِقالِ هو أنَّ الدَّاعيَ إدريسَ
[2976] هو الدَّاعي إدريسُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ عَليِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حاتِمٍ القُرَشيُّ، عِمادُ الدِّينِ: مُؤَرِّخٌ يَمانيٌّ، من دُعاة الإسماعيليَّةِ. صَنَّفَ كُتُبًا، منها: "تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب"، و"عيون الأخبار"، و"روضة الأخبار وبهجة الأسمار في حوادث اليمن من سنة 854 إلى 870ه". توفي سنة 872هـ. يُنظر: ((الأعلام)) للزركلي (1/ 279). شَعَرَ في آخِرِ عَهدِه أنَّه لم يَبقَ في أتباعِه حَماسٌ مَلموسٌ لنَشرِ العَقيدةِ الإسماعيليَّةِ، ورَأى قِلَّةَ اهتِمامِهم بامتِثالِ أوامِره، ووَجد منهم ما يَدُلُّ على ضَعفِهم واستِكانتِهم، وذاتَ مَرَّةٍ جاءَه شابٌّ مِنَ الهِندِ فجَدَّ واجتَهَدَ في كسبِ العُلومِ الدِّينيَّةِ، وفاقَ أهلَ اليَمَنِ في اجتِهادِه، فرَقَّاه الدَّاعي إدريسُ المَراتِبَ العُليا مِنَ الدَّعوةِ حَسَبَ القَواعِدِ المَعمولِ بها عِندَهم، ولم يَمنَعْه من ذلك أنَّه ليس مِنَ اليَمَنِ، وقال لأهلِ اليَمَنِ مِنَ الإسماعيليَّةِ حينَ رَأى سُخطَهم: (لا فَضلَ لعَرَبيٍّ على أعجَميٍّ في الإسلامِ إلَّا بالتَّقوى، من تَعَلَّمِ العِلمَ وعَمِلَ بما تَعلَّم يَحظى بأعلى مَراتِبِ الدَّعوةِ، سَواءٌ كان هِنديًّا أم يَمَنيًّا)
[2977] ((تاريخ فاطميين مصر)) (2/78). .
وكان الهُنودُ في قِمَّةِ الطَّاعةِ والامتِثالِ، فاختَبَرَ الدَّاعي الهُنودَ في استِقامَتِهم على الحَقِّ وامتِثالِهم لأوامِرِه، فكَتَبَ لهم كتابًا يَأمُرُ فيه أنَّ السَّقَّاءَ الذي يَقومُ بعَمَلِ السِّقايةِ في بُيوتِهم يَلتَمِسُ منه أن يَقومَ هو على الشُّؤونِ الدِّينيَّةِ، وأن يَؤُمَّ بالنَّاسِ في الصَّلَواتِ الخَمسِ، وأطلعَ النَّائِبَ على ما يَعمَلُ، وقال: ما لي وللأمورِ الدِّينيَّةِ وليس لي عِلمٌ بذلك؟! فقال له النَّائِبُ: أنا أعلِّمُك هذه الأمورَ، ولمَّا تَعَلَّمَ ما كان يَحتاجُ إليه تَقَلَّدَ أمرَ النِّيابةِ، وقامَ بعَمَلِها، وأخبَرَ الدَّاعي أنَّ الأمرَ جَرى على ما كان اقتِضاؤُه، ولمَّا وصَلَ الخِطابُ إلى الدَّاعي إدريسَ قَرَأه على أتباعِه في اليَمَنِ، وأنَّبَهم على غَفلَتِهم عن الدَّعوةِ، وعَدَمِ الاكتِراثِ بشُؤونِها، وقال لهم: (أيُّها النَّاسُ، لم يَبقَ فيكُم إيمانٌ في أسلافِكم، ولم تَبقَ من طاعَتِكم إلَّا الاسمُ، وأرى أنَّ الهِندَ ستَكونُ مركزًا للدَّعوةِ الطَّيبيَّةِ، انظُروا إلى طاعةِ الهُنودِ وامتِثالِهم للأمرِ، لقد فاقوكم في إخلاصِ الإيمانِ والحَماسةِ الدِّينيَّةِ)
[2978] ((منتزع الأخبار)) (ص: 503-507) نقلًا عن ((تاريخ فاطميين مصر)) (ص: 79). .
وبَعدَ ذلك رَكَّزَ داعي الإسماعيليَّةِ جُهودَه على الهُنودِ، واهتَمَّ بتَدريسِ شَبابِهم وتَربيَتِهم، فانتَقَلَتِ الدَّعوةُ الإسماعيليَّةُ إلى الهِندِ بَعدَ 74 سَنةً من مَقالةِ إدريسَ هذه؛ فقد جاءَ أربَعةُ دُعاةٍ بَعدَ الدَّاعي إدريسَ، ولم يَرَ الدَّاعي الرَّابِعُ مُحَمَّد عِز الدِّينِ بنُ حَسَنِ بنِ إدريسَ المُتَوَفَّى سَنةَ 946ه أحدًا من أهلِ اليَمَنِ يَصلُحُ لمَنصِبِ داعي الدُّعاةِ، فكَتَبَ إلى نائِبِه في الهِندِ أن يُرسِلَ مِنَ الهُنودِ طلَّابًا أذكياءَ صالِحينَ راغِبينَ في العِلمِ إلى اليَمَنِ، فعُني بتَعليمِهم عِنايةً خاصَّةً، وظَهَرَ تَفَوُّقُ أحَدِهم على أقرانِه، وكان من سُكَّانِ سيدفور بكَجَراتَ، وهو يوسُفُ نَجم الدِّين بنُ سُلَيمانَ المُتَوَفَّى سَنةَ 974ه، وهذا هو الدَّاعي الأوَّلُ مِنَ الهُنودِ، وكان نائِبُ داعي الدُّعاةِ في الهِندِ يُقيمُ في مَدينةِ أحمَد آباد، فنَقَلَ الدَّاعي يوسُفُ مَركَزه منها إلى سيدفور بكَجَراتَ، ومِن ذلك الوَقتِ صارَتِ الهِندُ عاصِمةَ الدَّعوةِ الطَّيبيَّةِ
[2979] ((تاريخ فاطميين مصر)) (2/79، 80). .
وفي القَرنِ العاشِرِ الهِجريِّ انقَسَمَ البَهرةُ إلى طائِفَتَينِ تُسَمَّى إحداهما بالدَّاووديَّةِ، والأخرى بالسُّلَيمانيَّةِ، ويرجِعُ هذا الانقِسامُ إلى الخِلافِ على مَن يَتَوَلَّى مَرتَبةَ الدَّاعي المُطلَقِ للطَّائِفةِ.
فالفِرقةُ الدَّاووديَّةُ تَنتَسِبُ إلى الدَّاعي السَّابِعِ والعِشرينَ من سِلسِلةِ دُعاةِ الفِرقةِ المُستَعليةِ الطَّيبيَّةِ، ويُسَمَّى قُطب شاه داوود بُرهان الدِّين المُتَوَفَّى سَنةَ 1021هـ، وهم الأكثَريَّةُ، وهم بهرة كَجَراتَ، ومَركَزُ دَعوَتِهم في الهِندِ؛ حَيثُ يُقيمُ داعيَتُهم وسُلطانُهم في مَدينةِ بومباي الهِنديَّةِ
[2980] يُنظر: ((سمط الحقائق)) (ص: 8، 9). . وسُلطانُهم وداعيَتُهم الحاليُّ هو الثَّالِثُ والخَمسونَ في سِلسِلةِ دُعاتِهم، وهو مُفَضَّل سَيف الدِّينِ، وهو من أسرةٍ هِنديَّةٍ تَتَوارَثُ زَعامةَ البَهرةِ الدَّاووديَّةِ مُنذُ مُدَّةٍ طَويلةٍ.
أمَّا الفِرقةُ السُّلَيمانيَّةُ وتُعرَفُ بالمَكارِمةِ فتَنتَسِبُ إلى الدَّاعي سُلَيمانَ بنِ الحَسَنِ، الذي أبى أتباعُه الاعتِرافَ بداوودَ، ويَزعُمونَ أنَّ مَعَ سُلَيمانَ بنِ الحَسَنِ وثيقةً لا تَزالُ عِندَهم بأنَّه هو الدَّاعي المُطلَقُ، وتَبِعَه شِرذِمةٌ قَليلةٌ نُسِبوا إليه
[2981] يُنظر: ((القرامطة)) للولي (ص: 35)، ((طائفة الإسماعيلية)) لمحمد كامل حسين (ص: 52). .
وكِلا الدَّاعيينِ برُتبةِ (داعٍ مُطلَقٍ)، وهي مَرتَبةٌ وِراثيَّةٌ تَنتَقِلُ من أبٍ إلى ابنٍ، وصاحِبُها يَتَمَتَّعُ بنَفسِ الصِّفاتِ التي كان يوصَفُ بها الأئِمَّةُ على أنَّها صِفاتٌ مُكتَسَبةٌ وليست ذاتيَّةً
[2982] يُنظر: ((طائفة الإسماعيلية)) لمحمد كامل حسين (ص: 52). .
ولهم فيهما مَظاهِرُ لخُضوعِ الأتباعِ للأئِمَّةِ؛ منها: تَحيَّتُهم بانحِناءِ الرُّؤوسِ، وتَقبيلِ الأرضِ بَينَ يَدَيهم حتَّى ليَكادون يَسجُدون لهم، كما يَعتَقِدونَ أنَّ الدَّاعيَ المُطلَقَ كالمَعصومِ لا يُخطِئُ ولا يَضِلُّ أبَدًا، وطاعَتُه واجِبةٌ
[2983] يُنظر: ((غلاة الشيعة)) للزعبي (ص: 228). .
وقد حَدَثَت عِدَّةُ انقِساماتٍ داخِلَ البَهرةِ بسَبَبِ الاختِلافاتِ في تَنصيبِ دُعاتِهم والنَّصِّ عليهم، ولَكِنَّ أبرَزَ فِرَقِهم وأكثَرَهم عَدَدًا هي الدَّاووديَّةِ والسُّلَيمانيَّةُ
[2984] يُنظر: ((البوهرة)) لرحمة الله (ص: 106-110). .