البَهرةُ هم جُزءٌ مِنَ الإسماعيليَّةِ الأمِّ فيَعتَنِقونَ في الأصلِ مَذهَبَهم وعَقيدَتَهم الباطِنيَّةَ [2985] يُنظر: مبحَثُ أبرَز معتَقَداتِ الإسماعيليَّةِ من هذه الموسوعةِ. .
ومِن جُملةِ عَقائِدِ وآراءِ البَهرةِ [2986] يُنظر: ((ماذا تعرف عن الفرق والمذاهب؟)) للحصين (ص: 628-640). :
1- يَتَوَجَّهُ بَعضُهم في صَلاتِهم إلى قَبرِ الدَّاعي الحادي والخَمسينَ طاهِر الدِّينِ المَدفونِ في مَدينةِ بومباي في الهِندِ، ويُطلِقونَ عليه اسمَ الرَّوضةِ الطَّاهِرةِ. وكُلُّ فردٍ منهم في مَدينةِ بومباي قَبلَ أن يُسافِرَ يَذهَبُ إلى الرَّوضةِ الطَّاهِرةِ المَدفونِ فيها طاهِرُ الدِّينِ، ويَطوفُ بها عِدَّةَ مَرَّاتٍ، وإذا جاءَ مِنَ السَّفَرِ يَطوفُ بالقَبرِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ قَبلَ الذَّهابِ إلى بَيتِه وأهلِه.
2- تَجِبُ عليهم الصَّلاةُ في العَشرةِ أيَّامٍ الأُولى من شَهرِ مُحَرَّمٍ، وفي غَيرِها لا تجِبُ عليهم الصَّلاةُ، ولا يُصَلُّونَ إلَّا في مَكانٍ خاصٍّ بهم يُسَمَّى الجامِع خانة، وإذا لم يَذهَبْ شَخصٌ منهم إلى الجامِع خانة في العَشرةِ الأيَّامِ الأولى من شَهرِ مُحَرَّمٍ يُطرَدُ مِنَ الطَّائِفةِ، ويُفرَضُ عليه الحِرمانُ.
3- البَهرةُ يُؤَرِّخونَ بالتَّاريخِ الهِجريِّ، وعِندَهم تَقويمٌ مُعتَمَدٌ يُسَمَّى التَّقويمَ الفاطِميَّ، الذي أعِدَّ على الحِساباتِ الفَلَكيَّةِ، وليس مَدارُه على رُؤيةِ الهِلالِ كما هو مَعروفٌ عِندَ جُمهورِ المُسلِمينَ، وبسَبَبِ اعتِمادِهم على هذا التَّقويمِ نَجِدُهم أحيانًا يُخالِفونَ المُسلِمينَ في تَقديمِ عيدِ الفِطرِ أو عيدِ الأضحى بيَومٍ أو يَومينِ [2987] يُنظر: ((البوهرة تاريخها وعقائدها ((لرحمة الله (ص: 284). .
4- العَشرُ الأولى من شَهرٍ مُحَرَّمٍ تَكونُ عِندَ البَهرةِ أيَّامَ حُزنٍ وعَزاءٍ على شَهادةِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما، وتُقامُ مَجالِسُ العَزاءِ في كُلِّ يَومٍ من هذه الأيَّامِ، وفي خِتامِ هذه المَجالِسِ يُستَضافُ أهلُها، وهم يَهتَمُّونَ بصَومِ يَومِ عاشوراءَ تذكُّرًا لشَهادةِ الحُسَينِ وأصحابِه الذين استُشهِدوا ظَمأى وجِياعًا، ويَبكونَ ويَتَباكَونَ في كُلِّ هذه الأيَّامِ، ويَدُقُّونَ الصُّدورَ، ويَشُقُّونَ الجُيوبَ، ويَتَظاهَرونَ بالأسى والحُزنِ، ويُنَظِّمونَ في المَساءِ حَفلةَ عَزاءٍ جَماعيَّةً، يَأكُلونَ فيها أكلةً خاصَّةً مِنَ الرُّزِّ واللَّحمِ والبَهاراتِ الهِنديَّةِ، ويُؤَخِّرونَ مُناسَباتِ الأفراحِ بَعدَ هذه العَشرةِ إلى أربَعينَ يومًا [2988] يُنظر: ((البوهرة تاريخها وعقائدها ((لرحمة الله (ص: 284). .
5- البوهرةُ يَضَعونَ رُقعةً (رِسالةً) مَعَ مَوتاهم في قُبورِهم، يَكتُبونَ فيها ما يَلي: (أعوذُ باللهِ العَظيمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، اللَّهُمَّ هذا العَبدُ وسائِرُ المَوتى يَرجونَ رَحمَتَك، فاغفِرْ لهم برَحمَتِك، واجعَلْ أرواحَهم مَعَ أرواحِ الأنبياءِ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحينَ. اللَّهمَّ ارحَمْ هذا الجَسَدَ، وأصلِحِ الوارِثينَ له، بجاهِ المَلائِكةِ المُقَرَّبينَ، وبجاهِ ميكائيلَ، وبجاهِ الأنبياءِ أشرَفِ المَخلوقينَ، وبجاهِ الأمينِ المُختارِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبجاهِ وارِثِه عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ، وبجاهِ والِدِه ذي المَكانةِ العاليةِ، وبجاهِ سَيفِ نَبيِّك، وبجاهِ السَّيِّدةِ فاطِمةَ، وبجاهِ سِبطَي الرَّسولِ الحَسَنِ والحُسَينِ، وبجاهِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ، وبجاهِ مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ، وبجاهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وبجاهِ إسماعيلَ بنِ جَعفَرٍ، وبجاهِ عَبدِ اللَّهِ المَستورِ، وأحمَدَ المَستورِ، وحُسَينٍ المَستورِ، والسَّيِّدِ المَهديِّ، وسَيِّدِنا القائِمِ، وسَيِّدِنا المَنصورِ، وسَيِّدِنا المُعِزِّ، وسَيِّدِنا العَزيزِ، وسَيِّدِنا الحاكِمِ، وسَيِّدِنا الظَّاهِرِ، وسَيِّدِنا المُستَنصِرِ، وسَيِّدِنا المُستَعلي، وسَيِّدِنا الآمِرِ، وسَيِّدِنا الإمامِ الطَّيِّبِ أبي القاسِمِ أميرِ المُؤمِنينَ، وبجاهِ المُرسَلينَ منهم، والنَّائِبينَ عنهم، وبجاهِ الرَّسولِ، وبجاهِ قائِمِ آخِرِ الزَّمانِ، وبجاهِ نوَّابِهم، وبجاهِ الإمامِ المَوجودِ الحاليِّ رَحِمَهم اللهُ أجمَعينَ، وأطالَ اللهُ ظِلَّ الدَّاعي الحاليِّ، وأعَزَّ سَيِّدَنا، ويَجعَلُه اللهُ مُشَرِّعًا عادلًا، وإنَّ اللَّهَ خَيرُ المُعينِ، وخَيرُ الحافِظينَ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ).
وهذه العِبارةُ تُسَمَّى عِندَهم "الرُّقعةَ" أو "الرِّسالةَ" التي تَكونُ من قِبَلِ الدَّاعي أو نائِبِه، وقد صارَت جزءًا واجبًا لا يُستَغنى عنه، ولا يُتَصَوَّرُ دَفنُ مَوتاهم بدونِها. والبَهرةُ يَأتونَ للحَجِّ والعُمرةِ، ويَرَونَ باستِواءِ الحَجِّ وزيارةِ كَربَلاءَ والنَّجَفِ، ويَتَمَنَّى كُلُّ فردٍ من أفرادِ هذه الطَّائِفةِ الحَجَّ مَعَ زيارةِ كَربَلاءَ، ويُحاوِلونَ أن يَجمَعوا بَينَهما في سَفرةٍ واحِدةٍ [2989] يُنظر: ((البوهرة تاريخها وعقائدها ((لرحمة الله (ص: 284). .
6- إحياءُ كُلِّ ما يَتَعَلَّقُ بالفاطِميِّينَ من قُبورٍ ومَساجِدَ، ويَدفَعونَ أموالًا طائِلةً لتَشييدِ هذه القُبورِ والمَساجِدِ، وقد قاموا بإصلاحِ ضَريحِ كربَلاءَ والنَّجَفِ، وضَريحِ السَّيِّدةِ زَينَبَ في القاهِرةِ، كما عَمِلوا قُبَّةً مِنَ الذَّهَبِ فوقَ ضَريحِ الحُسَينِ المَزعومِ في القاهِرةِ.