المَبحَثُ الخامِسُ: الأورادُ الشَّاذِليَّةُ وآدابُ الذِّكرِ
اشتَهرَ عنِ الشَّاذِليَّةِ أورادٌ عَديدةٌ، منها حِزبُ البَرِّ، وحِزبُ البَحرِ، والحِزبُ الكَبيرُ، وغَيرُها منَ الأحزابِ والأورادِ، واختَلقوا لها فضائِلَ ومَناقِبَ لم يُنزِلِ اللهُ بها من سُلطانٍ، ذَكَرَها كُلٌّ من ابنِ عَطاءِ اللهِ السَّكَندَريِّ في كِتابِه (لطائِفُ المنَنِ)، والدُّكتورُ عبدُ الحليمِ مَحمود في كِتابِه (المدرَسةُ الشَّاذِليَّةُ وإمامُها أبو الحَسَنِ الشَّاذِليُّ)، وعبدُ القادر زَكي في كتابِه: (النَّفحةُ العليَّةُ في الأورادِ الشَّاذِليَّةِ).
ومِنَ الأورادِ الشَّاذِليَّةِ: الصَّلاةُ المُشيشيَّةُ أوِ البشيشيَّةُ، وممَّا جاءَ فيها:
(وزُجَّ بي في بحارِ الأحديَّةِ، وانشُلْني من أوحالِ التَّوحيدِ، وأغرِقْني في عَينِ بَحرِ الوَحدةِ، حتَّى لا أرى ولا أسمَعَ ولا أحِسَّ إلَّا بها)
[1080] يُنظر: ((النفحة العلية في الأوراد الشَّاذليَّة)) لزكي (ص: 16). ويُنظر شرحهم لها في: ((شموس الأنوار ومعادن الأسرار على صلاة القطب الأكبر مولانا عبد السلام بن مشيش)) للمرون (ص: 383). .
وممَّا جاءَ في الوظيفةِ الشَّاذِليَّةِ المَمزوجةِ بالصَّلاةِ المُشيشيَّةِ، وتُقرَأُ صَباحًا ومَساءً:
(أعوذُ باللهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، اللَّهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ بجَميعِ الشُّؤونِ، في الظُّهورِ والبُطونِ، على مَن منه انشَقَّتِ الأسرارُ الكائِنةُ في ذاتِه العليَّةِ ظُهورًا... وفيه ارتَقَتِ الحَقائِقُ منه إليه، وتَنَزَّلت عُلومُ آدَمَ به فيه عليه... ولا شَيءَ إلَّا وهو به مَنوطٌ، وبسِرِّه السَّاري مَحوطٌ... اللَّهمَّ إنَّه سِرُّك الجامِعُ لكُلِّ الأسرارِ، ونورُك الواسِعُ لجَميعِ الأنوارِ... اللَّهمَّ ألحِقْني بنَسَبِه الرُّوحيِّ.. وعَرِّفني إيَّاه مَعرِفةً أشهَدُ بها مَحياه وأصيرُ بها مَجلاه... وسِرْ بي في سَبيلِه القَويمِ وصِراطِه المُستَقيمِ إلى حَضرَتِه المُتَّصِلةِ بحَضرَتِك القُدسيَّةِ... وزُجَّ بي في بحارِ الأحَديَّةِ المُحيطةِ بكُلِّ مُركَّبةٍ وبَسيطةٍ، وانشُلني من أوحالِ التَّوحيدِ إلى فضاءِ التَّفريدِ المُنَزَّهِ على الإطلاقِ والتَّقييدِ، وأغرِقْني في عَينِ بَحرِ الوَحدةِ شُهودًا، حتَّى لا أرى ولا أسمَعَ ولا أجِدَ ولا أحِسَّ إلَّا بها نُزولًا وصُعودًا، كَما هو كذلك لن يَزالَ وُجودًا... وأيِّدْني بك لك بتَأييدِ مَن سَلَكَ فمَلكَ، ومَن مَلَكَ فسَلكَ، واجمَعْ بَيني وبَينَك، وأزِلْ عنِ العَينِ غَينَك، وحُلْ بَيني وبَينَ غَيرِك.. اللهُ، منه بَدَأ الأمرُ، اللَّه، الأمرُ إليه يَعودُ، اللَّهُ، واجِبُ الوُجودِ وما سِواه مَفقودٌ)
[1081] يُنظر: ((النفحة العلية)) لزكي (ص: 18). .
ومن أورادِهم (مُناجاةُ ابنِ عَطاءِ اللهِ، وتُقرَأُ وقتَ السَّحَرِ):
(... إلهي كُلَّما أخرَسَني لُؤمي أنطَقَني كَرَمُك، وكُلَّما أيأسَتْني أوصافي أطمَعَتْني مِنَّتُك... وتَرَدُّدي في الآثارِ يوجِبُ بُعدَ المَزارِ، فاجمَعْني عليك بخِدمةٍ توصِلُني إليك... أيكونُ لغَيرِك منَ الظُّهورِ ما ليس لك، حتَّى يَكونَ هو المَظهَرَ لك؟ مَتى غِبتَ حتَّى تَحتاجَ إلى دَليلٍ يَدُلُّ عليك؟ ومَتى بَعُدتَ حتَّى تَكونَ الآثارُ هي التي توصِلُ إليك... وحَقِّقْني بحَقائِقِ أهلِ القُربِ واسلُكْ بي في مَسالِكِ أهلِ الجَذبِ.. أنتَ الذي أشرَقتَ الأنوارَ في قُلوبِ أوليائِك، وأنتَ الذي أزَلتَ الأغيارَ من أسرارِ أحِبَّائِك... يا مَن أذاقَ أحِبَّاءَه حَلاوةَ مُؤانَسَتِه فقاموا بَينَ يَدَيه مُؤتَلفينَ، ويا مَن ألبَسَ أولياءَه مَلابِسَ هَيأتِه فقاموا بعِزَّتِه مُستَعِزِّينَ... فاطلُبْني برَحمَتِك حتَّى أصِلَ إليك، واجذِبْني بمنَّتِك حتَّى أقبِلَ عليك... وأنتَ تَعَرَّفتَ لي في كُلِّ شَيءٍ فرَأيتُك ظاهرًا في كُلِّ شَيءٍ... ومَحَوتَ الأغيارَ بمُحيطاتِ أفلاكِ الأنوارِ)
[1082] ((النفحة العلية)) لزكي (ص: 24، 25، 26). .
ومن حِزبِ الفَتحِ لأبي الحَسَنِ الشَّاذِليِّ: (.. ونَسألُك الإحاطةَ بالأسرارِ.. وجَلَّت إرادَتُك أن يوافِقَها أو يُخالِفَها شَيءٌ منَ الكائِناتِ، حَسبي اللهُ «ثَلاثًا» وأنا بَريءٌ ممَّا سِوى اللهِ)
[1083] ((النفحة العلية)) لزكي (ص: 144). .
ومن حِزبِ اللَّطيفِ لأبي الحَسَنِ الشَّاذِليِّ: (... إلهي لُطفُك الخَفيُّ ألطَفُ من أن يُرى، وأنتَ اللَّطيفُ الذي لطَفتَ بجَميعِ الورى، حَجَبتَ من سَرَيانِ سِرِّك في الأكوانِ فلا يَشهَدُه إلَّا أهلُ المَعرِفةِ والعيانِ، فلمَّا شَهِدوا سِرَّ لُطفِك بكُلِّ شَيءٍ أمِنوا به من سوءِ كُلِّ شَيءٍ...)
[1084] ((النفحة العلية)) لزكي (ص: 155). .
وقد ألَّف ابنُ تيميَّةَ رَدًّا على الشَّاذِليِّ في حِزبَيه (حِزبِ البَرِّ وحِزبِ البَحرِ) وعلى كَلامِه في آدابِ الطَّريقِ.
قال ابنُ تيميَّةَ: (... ومَن سَلَك مَسلَكَهم غايَتُه إذا عَظَّمَ الأمرَ والنَّهيَ أن يَقولَ كَما نُقِل عنِ الشَّاذِليِّ: يَكونُ الجَمعُ في قَلبِك مَشهودًا والفَرقُ على لسانِك مَوجودًا، كَما يوجَدُ في كَلامِه وكَلامِ غَيرِه أقوالٌ وأدعيةٌ تَستَلزِمُ تَعطيلَ الأمرِ والنَّهيِ؛ ممَّا يوجِبُ أن يَجوزَ عِندَه أن يجعَلَ الذينَ آمَنوا وعَمِلوا الصَّالحاتِ كالمُفسِدينَ في الأرضِ! ويَدعونَ بأدعيةٍ فيها اعتِداءٌ كَما في حِزبِ الشَّاذِليِّ، وآخَرونَ من عَوامِّهم يُجَوِّزونَ أن يُكرِمَ اللهُ بكراماتِ الأولياءِ لمَن هو فاجِرٌ وكافِرٌ، ويَقولونَ هذه مَوهِبةٌ ويَظُنُّونَها منَ الكَراماتِ وهي منَ الأحوالِ الشَّيطانيَّةِ التي يَكونُ مِثْلُها للسَّحَرةِ والكُهَّانِ كما قال تعالى:
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ [البقرة: 101] إلى قَولِه:
هَارُوتَ وَمَارُوتَ [البقرة: 101] )
[1085] ((مجموع الفتاوى)) (14/ 226). .
وأمَّا آدابُ الذِّكرِ عندَ الشَّاذِليَّةِ فقال أحمَدُ الخالديُّ عنها: (في كُتُبِ الشَّاذِليَّةِ آدابٌ كَثيرةٌ، ولكِن يَجمَعُها عِشرونَ أدَبًا:
خَمسةٌ سابقةٌ على التَّلفُّظِ بالذِّكرِ.
اثنا عَشَر في حالةِ الذِّكْرِ.
ثَلاثةٌ بَعدَ الفراغِ منَ الذِّكرِ.
أمَّا الخَمسةُ فهي:
1- التَّوبةُ، وحَقيقَتُها تَركُ العَبدِ ما لا يَعنيه قَولًا وفِعلًا وإرادةً.
2- الغُسلُ والوُضوءُ.
3- السُّكوتُ والسُّكونُ ليَحصُلَ الصِّدقُ بأن يَشغَلَ قَلبَه باللهِ؛ بالفِكرِ دونَ اللِّسانِ حتَّى لا يَبقى أيُّ خاطِرٍ مَعَ اللهِ، ثمَّ يوافِقُ اللِّسانُ القَلبَ بلا إلهَ إلَّا اللَّهُ.
4- أن يَشهَدَ بقَلبِه عِندَ شُروعِه بالذِّكرِ همَّةَ شَيخِه.
5- أن يَرى استِمدادَه من شَيخِه أنَّه استِمدادٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّه نائِبُه.
وأمَّا الاثنا عَشَرَ، وهي في حالةِ الذِّكْرِ:
1- جُلوسُه على مَكانٍ طاهرٍ كَجُلوسِه في الصَّلاةِ.
2- أن يَضَعَ راحَتَيه على فخذَيه.
3- تَطييبُ المَجلِسِ للذِّكرِ بالرَّائِحةِ الطَّيِّبةِ وكَذلك ثيابُه.
4- لُبسُ الثِّيابِ الحَلالِ الطَّيِّبةِ.
5- اختيارُ المَوضِعِ المُظلمِ إن أمكَنَ.
6- تَغميضُ العَينَينِ لسَدِّ طُرُقِ الحَواسِّ عليه.
7- أن يجعَلَ خَيالَ شَيخِه بَينَ عَينَيه، وهذا عِندَهم أكبَرُ الآدابِ.
8- الصِّدقُ في الذِّكرِ بأن يَستَويَ السِّرُّ والعلانيةُ.
9- الإخلاصُ: ويَصِلُ الذَّاكِرُ إلى دَرَجةِ الصِّدِّيقيَّةِ بشَرطِ أن يُظهِرَ جَميعَ ما يَخطُرُ بقَلبِه من حُسنٍ وقُبحٍ لشَيخِه، وإن لم يُظهِرْ ذلك كان خائِنًا وحُرِم الفَتحَ؛ فاللهُ لا يُحِبُّ الخائِنينَ.
10- أن يَختارَ منَ الصِّيَغِ لفظةَ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ؛ فإنَّ لها أمرًا عَظيمًا عِندَ القَومِ لا يوجَدُ في غَيرِها منَ الأذكارِ الشَّرعيَّةِ، فيَذكُرَ بها جَهرًا بقوَّةٍ تامَّةٍ بحَيثُ لا يَبقى فيه مُتَّسَعٌ، ويُحضِرَ قَلبَه المَعنَويَّ مَعَ مَعناها.
11- إحضارُ مَعنى الذِّكْرِ بقَلبِه على اختِلافِ دَرَجاتِه في التَّرَقِّي، ويَعرِضُ كُلَّ ما تَرقَّى فيه منَ الأذواقِ على شَيخِه ليُعلِّمَه الأدَبَ فيه.
12- نَفيُ كُلِّ مَوجودٍ منَ القَلبِ سِوى اللهِ تعالى بتَعبيرِ «لا إلهَ إلَّا اللَّهُ»؛ ليَكونَ تَأثيرُ «إلَّا اللَّهُ» في القَلبِ، ويَسري إلى الأعضاءِ.
قال الشَّاذِليُّ: يَنبَغي للرَّجُلِ أن يهتَزَّ من فوقِ رَأسِه حتَّى أسفَلِ قدَمَيه عِندَ قَولِه "اللَّه"، وهذه حالةٌ يُستَدَلُّ بها على أنَّه سالِكٌ يُرجى له القَدَمُ الأعلى منها إن شاءَ اللهُ.
وأمَّا التي بَعدَ الفراغِ، وهي ثَلاثةُ آدابٍ:1- أن يَسكُنَ إذا سَكَتَ، ويَخشَعَ ويَحضُرَ مَعَ قَلبِه مُتَرَقِّبًا لوارِدِ الذِّكرِ؛ لعَلَّه يَرِدُ فيُعَمِّرُ وُجودُه في لحظةٍ أعظَمَ ما تُعَمِّرُه الرِّياضاتُ والمُجاهَداتُ في ثَلاثينَ سَنةً.
2- يَرُدُّ نَفسَه مِرارًا، قالوا: لأنَّه أسرَعُ للتَّنويرِ في البَصيرةِ وكَشفِ الحُجُبِ وقَطعِ الخَواطِرِ النَّفسانيَّةِ والشَّيطانيَّةِ.
3- مَنعُ شُربِ الماءِ؛ لأنَّ الذِّكْرَ يورِثُ حَرارةً في قَلبِ الذَّاكِرِ، وشَوقًا وتَهَيُّجًا إلى المَذكورِ، وهو الأعظَمُ منَ الذِّكرِ، وشُربُ الماءِ عَقِبَ الذِّكْرِ يطفئُ ذلك.
قال الشُّيوخُ: فليَحرِصِ الذَّاكِرُ على هذه الأبوابِ الثَّلاثةِ؛ فإنَّ نَتيجةَ الذِّكرِ إنَّما تَظهَرُ بها...
وضَعَ إبراهيمُ المَواهبيُّ الشَّاذِليُّ في لا إلهَ إلَّا اللَّهُ رِسالةً وسَمَّاها: تاب التَّفريد بضَبطِ قَواعِدِ التَّوحيدِ.
وقال في الجُلوسِ للذِّكرِ:
- التَّرَبُّعُ، ونَتيجَتُه التَّمَكُّنُ، وسِرُّه دَوامُ الوُضوءِ ظاهرًا، وأمَّا باطِنًا فأشارَ إلى التَّمَكُّنِ بكَمالِ القابليَّةِ، وإن أحَبَّ جَلسَ كَما المُتَشَهِّدِ حَيثُ لا ألمَ.
- ثمَّ يَعتَمِدُ باليَدَينِ على الرُّكبَتَينِ مَعَ سَدلِ الكُمَّينِ؛ ليَتَقَوَّى على الحَرَكةِ الجامِعةِ للقَلبِ المُنتَشي. هذا ظاهرًا، وأمَّا باطِنًا فالاعتِمادُ بيَدِ الصِّدقِ والإخلاصِ على حَدِّ مُستَنَدِ الكِتابِ والسُّنَّةِ ليَجتَمِعَ فيك خَصائِصُ الخَواصِّ.
- ثمَّ غَمضُ العُيونِ استِعانةً على خُلوِّ الباطِنِ من تَطَرُّقِ المَحسوساتِ. هذا ظاهرًا، وأمَّا باطِنًا فتَغميضُ عَينِ الظَّاهرِ والباطِنِ عَمَّا سِوى اللهِ.
- ثمَّ الأخذُ بلا إلهَ منَ الجانِبِ الأيسَرِ الذي هو مِشكاةُ فَتيلةِ القَلبِ النُّورانيِّ تَصِلُ بها إلى المَأخَذِ «وهو المُحيطُ، والمَأخَذُ هو ما تَضَمَّنَته كَلمةُ النَّفيِ» والمَوضِعِ «وهو ما تَضَمَّنَته كَلمةُ الإثباتِ والنَّفيِ» مَصحوبةً في ذَهابِك من أسفَلِ الصَّدرِ، وفي إيابِك من أعلاه، راجِعًا إلى المَأخَذِ فتُفارِقُه بالإثباتِ.
وسِرُّ ذلك أنَّ القَلبَ بَرزَخٌ بَينَ العالمِ العلويِّ والعالمِ السُّفليِّ؛ ففي أخذِك منه إلى أسفَلِ الصَّدرِ إشارةٌ إلى استيعابِ العالمِ السُّفليِّ بـ «لا إلهَ»، ثمَّ بها في عودِك إليه من أعلى الصَّدرِ إشارةٌ إلى استيعابِ العالمِ العُلويِّ، نافيًا عنه ما سِوى مَعنى «إلَّا اللَّهُ»، وهذا سِرُّ النَّفيِ والإثباتِ)
[1086] يُنظر: ((جامع الأصول في الأولياء)) (2/93-95، 97، 98). .
والمُلاحَظُ أنَّ عَدَدًا من هذه البُنودِ التي وضَعوها ليس عليها دَليلٌ من قُرآنٍ أو سُنَّةٍ صَحيحةٍ رَغمَ ادِّعاءِ القَومِ بأنَّ مُستَنَدَ طَريقَتِهم على الكِتابِ والسُّنَّةِ!