تَمهيدٌ: جُملةٌ مُختَصَرةٌ لأبرَزِ المُعتَقَداتِ اليَزيديَّةِ ومَصادِرِها
1- حَدَثَت مَعرَكةُ كَربلاءَ في عَهدِ يَزيدَ بنِ مُعاويةَ وقُتِل فيها الحُسَينُ بنُ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهما، فأخذَ الشِّيعةُ يَلعنونَ يَزيدَ ويَتَّهمونَه بالزَّندَقةِ وشُربِ الخَمرِ.
وبَعدَ زَوالِ الدَّولةِ الأمَويَّةِ بَدَأتِ اليَزيديَّةُ على شَكلِ حَرَكةٍ سياسيَّةٍ، وقد أحَبَّ اليزيديُّون يَزيدَ واستَنكَروا لَعْنَه بخاصَّةٍ، ثمَّ استَنكَروا اللَّعنَ بعامَّةٍ.
ثمَّ وقَفوا أمامَ مُشكِلةِ لَعنِ إبليسَ في القُرآنِ، فاستَنكَروا ذلك أيضًا وعَكَفوا على كِتابِ اللهِ يَطمِسونَ بالشَّمعِ كُلَّ كَلِمةٍ فيها لعنٌ أو لعنةٌ أو شَيطانٌ أوِ استِعاذةٌ؛ بحُجَّةِ أنَّ ذلك لم يَكُنْ مَوجودًا في أصلِ القُرآنِ، وأنَّ ذلك زيادةٌ من صُنعِ المُسلمينَ.
ثمَّ أخَذوا يُقدِّسونَ إبليسَ المَلعونَ في القُرآنِ، وتَرجِعُ فلسَفةُ هذا التَّقديسِ لدَيهم إلى أمورٍ؛ منها:
* أنَّه لم يَسجُدْ لآدَمَ؛ فهو بذلك في نَظَرِهم يُعتَبَرُ الموحِّدَ الأوَّلَ الذي لم يَنْسَ وصيَّةَ الرَّبِّ بعَدَمِ السُّجودِ لغَيرِه في حينِ نَسِيَها المَلائِكةُ فسَجَدوا، فأمرُ السُّجودِ لآدَمَ كان مُجَرَّدَ اختِبارٍ، وقد نَجَحَ إبليسُ في هذا الاختِبارِ فهو بذلك أوَّلُ الموحِّدينَ، وقد كافأه اللَّهُ على ذلك بأنْ جَعلَه طاووسَ المَلائِكةِ، ورَئيسًا عليهم!
* ويُقدِّسونَه خَوفًا منه وتَجَنُّبًا لشُرورِه؛ لأنَّه قَويٌّ إلى دَرَجةِ أنَّه تَصَدَّى للإلهِ، وتَجَرَّأ على رَفضِ أوامِرِه!
2- وادي (لش) في العِراقِ: هو مَكانٌ مُقدَّسٌ يَقَعُ وسَطَ جِبالٍ شاهقةٍ تُسَمَّى بَيت عذرى، مَكسوَّةٌ بأشجارٍ منَ البلُّوطِ والجَوزِ.
والمَرجةُ في وادي لش: تُعتَبَرُ بُقعةً مُقدَّسةً، واسمُها مَأخوذٌ من مَرجةِ الشَّامِ، والجُزءُ الشَّرقيُّ منها يَحوي في مُسمَّاهم جَبَلَ عَرَفاتٍ ونَبعَ زَمزَمَ.
3- لدَيهم كِتابانِ مُقدَّسانِ هما: (الجَلوةُ) الذي يَتَحَدَّثُ عن صِفاتِ الإلهِ ووصاياه، والآخَرُ (مُصحَف رش) (أوِ الكِتابُ الأسودُ) الذي يَتَحَدَّثُ عن خَلقِ الكَونِ والمَلائِكةِ، وتاريخِ نُشوءِ اليَزيديَّةِ وعَقيدَتِهم.
4- لفظُ الشَّهادةِ عِندَهم: أشهَدُ: واحِدٌ اللَّهُ، سُلطان يَزيد حَبيبُ اللهِ.
5- الحَشرُ والنَّشرُ بَعدَ المَوتِ سيَكونُ في قَريةِ باطط في جَبَلِ سِنجارَ؛ حَيثُ توضَعُ المَوازينُ بَينَ يَدَيِ الشَّيخِ عَديٍّ الذي سيُحاسِبُ النَّاسَ، وسوف يَأخُذُ جَماعَتَه ويُدخِلُهمُ الجَنَّةَ.
6- يُقسِمونَ بأشياءَ باطِلةٍ، ومن جُملتِها القَسَمُ بطَوقِ سُلطانِ يَزيدَ، وهو طَرَفُ الثَّوبِ.
7- يَتَرَدَّدونَ على المَراقِدِ والأضرِحةِ؛ كمَرقدِ الشَّيخِ عَديٍّ، والشَّيخِ شَمسِ الدِّينِ، والشَّيخِ حَسَنٍ، والشَّيخِ عَبدِ القادِرِ الجيلانيِّ، ولكُلِّ مَرقَدٍ خَدَمٌ، وهم يَستَخدِمونَ الزَّيتَ والشُّموعَ في إضاءَتِها.
8- إذا رَسَمتَ دائِرةً على الأرضِ حَولَ اليَزيديِّ فإنَّه لا يَخرُجُ من هذه الدَّائِرةِ حتَّى تَمحوَ قِسمًا منها؛ اعتِقادًا منه بأنَّ الشَّيطانَ هو الذي أمَرَك بذلك.
9- اليَزيديُّ يَدعو مُتَوجِّهًا نَحوَ الشَّمسِ عِندَ شُروقِها وعِندَ غُروبها، ثمَّ يَلثِمُ الأرضَ ويُعَفِّرُ بها وجهَه، وله دُعاءٌ قَبلَ النَّومِ.